العرج عند القطط من الحالات التي تُثير قلق مُربي الحيوانات الأليفة، نظرًا لأنه يُمكن أن يُشير إلى مشاكل صحية تتراوح بين البسيطة والمزمنة أو حتى المُهددة للحياة في بعض الأحيان. وغالبًا ما يظهر العرج بشكل مفاجئ بعد نشاط بدني أو إصابة، وقد يتطور تدريجيًا نتيجة لحالة صحية كامنة. لا يجب تجاهل هذا العرض أبدًا، خاصة إذا كان مستمرًا أو مترافقًا مع أعراض أخرى مثل الألم، قلة النشاط، أو فقدان الشهية.
أقسام المقال
إصابات الأنسجة الرخوة
قد تُصاب القطط بالتواء أو شد في الأربطة أو العضلات، وهو ما يعرف بإصابات الأنسجة الرخوة. تحدث هذه الإصابات غالبًا بعد قفز خاطئ، أو انزلاق أثناء اللعب، أو نتيجة لحركات عنيفة مفاجئة. ورغم أن هذه الإصابات قد لا تكون خطيرة في البداية، إلا أنها تسبب ألمًا ملحوظًا وتقييدًا في الحركة. الراحة ومراقبة الحالة أمران أساسيان، ولكن استمرار الأعراض يستدعي زيارة الطبيب البيطري للتقييم.
الكسور والخلوع
في الحالات الأكثر شدة، قد يكون سبب العرج كسورًا في العظام أو خلعًا في أحد المفاصل. القطط التي تتعرض لحوادث مثل السقوط من أماكن مرتفعة أو الاصطدام بسيارة غالبًا ما تكون أكثر عرضة لهذه الإصابات. يُلاحظ في مثل هذه الحالات تورم في الطرف المصاب، وصراخ عند لمسه، ورفض تام لتحريكه. يتطلب هذا النوع من الإصابات تدخلاً طبيًا فوريًا، وأحيانًا تدخلًا جراحيًا أو تثبيتًا بالعظام.
مشكلات في الكفوف والمخالب
الأقدام الحساسة للقطط قد تتعرض لمجموعة من المشكلات مثل تشقق الوسائد، أو دخول شوكة أو زجاجة صغيرة داخلها. كما أن نمو الأظافر بشكل مفرط أو التفافها إلى الداخل قد يُسبب ضغطًا مؤلمًا على الوسادة وبالتالي يسبب العرج. فحص الكفوف بانتظام يساعد على كشف هذه المشكلات مبكرًا، وقد يكون من المفيد تقليم الأظافر بشكل دوري وتوفير سطح نظيف للمشي.
التهابات أو خراجات تحت الجلد
العدوى الجلدية من الأسباب التي لا ينتبه لها الكثيرون رغم شيوعها. عند تعرض القطة لعضة من قطة أخرى أو جرح بسيط في الخارج، قد يتطور الأمر إلى خراج مؤلم تحت الجلد، ويظهر ذلك غالبًا في الأرجل. هذه الخراجات تكون ساخنة عند اللمس، وغالبًا ما تصاحبها حمى أو خمول عام. تنظيف الجرح وتقديم مضادات حيوية قد يكونان ضروريين في هذه الحالة.
التهابات المفاصل وهشاشة العظام
التقدم في السن يجعل القطط أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المفاصل، وهي من الأسباب الشائعة للعرج البطيء التدريجي. يعاني القط من صعوبة في القفز أو صعود السلالم، ويصبح أقل نشاطًا. هشاشة العظام بدورها تضعف الهيكل العظمي وتُسهم في تكرار الإصابات. يمكن للطبيب البيطري تقديم علاجات مضادة للالتهاب وتوصيات غذائية تساهم في تقوية المفاصل.
الأمراض العصبية والعضلية
بعض الحالات العصبية مثل إصابة النخاع الشوكي أو الأعصاب الطرفية تؤثر مباشرة على تنسيق حركة الأرجل. القطة قد تظهر عليها أعراض مثل انعدام التوازن أو ارتخاء أحد الأطراف، وغالبًا ما تُصاحب هذه الحالات أعراضًا إضافية مثل فقدان الإحساس أو رجفة عضلية. تُعد هذه الحالات معقدة وغالبًا ما تتطلب تصويرًا بالرنين المغناطيسي وفحوصات متقدمة.
الجلطات الدموية المرتبطة بأمراض القلب
من الحالات الخطيرة النادرة التي قد تسبب عرجًا مفاجئًا ومرعبًا، هي الجلطات الدموية الناتجة عن مشاكل قلبية، خاصة مرض اعتلال عضلة القلب التضخمي. تؤدي الجلطة إلى انقطاع التروية عن أحد الأرجل الخلفية، مما يتسبب في ألم شديد، برودة في الطرف، وغياب النبض. تعتبر هذه الحالة طارئة وتحتاج إلى تدخل سريع لتقليل الضرر.
السمنة والضغط على المفاصل
السمنة تُعد عامل خطر كبير في إصابة القطط بالعرج، حيث تُشكل زيادة الوزن ضغطًا زائدًا على المفاصل، خاصة عند الحركة والقفز. كما أن السمنة تُضعف قدرة العضلات وتؤدي إلى خمول عام. التغذية السليمة واللعب المنتظم من أهم طرق الوقاية والعلاج في هذه الحالة، إلى جانب استشارة الطبيب حول النظام الغذائي الأنسب.
متى يكون التدخل البيطري ضرورياً؟
إذا استمر العرج أكثر من 24 إلى 48 ساعة دون تحسن، أو إذا كان مصحوبًا بتورم، ألم شديد، تغير في شكل القدم، أو أعراض عامة كالخمول وفقدان الشهية، فإن زيارة الطبيب البيطري تصبح أمرًا لا غنى عنه. في بعض الأحيان، قد تكون الإصابة سطحية وتُعالج في المنزل، ولكن وجود أعراض إضافية يدل غالبًا على مشكلة أعمق تتطلب رعاية فورية.
أهمية الفحص المنزلي والوقاية
يُفضل دائمًا تخصيص وقت لفحص أطراف القطة بشكل دوري، خاصة بعد خروجها من المنزل أو بعد لعب عنيف. التحقق من خلو الكفوف من الشظايا، فحص الأظافر، والانتباه لأي تورم أو حرارة زائدة يمكن أن يمنع تطور الحالات. كذلك، يجب الحفاظ على نظافة بيئة القطة وتقديم تغذية متوازنة تحتوي على العناصر الضرورية لصحة العظام والمفاصل.