ما أسباب القيء عند القطط

القيء عند القطط هو أحد الأعراض التي تُثير قلق العديد من المربين، خاصةً حين يتكرر بشكل غير طبيعي أو يكون مصحوبًا بعلامات أخرى مثل فقدان الشهية أو الكسل. ويُعد القيء علامة عامة لا تشير إلى مرض واحد بعينه، بل قد تكون نتيجة لعشرات الأسباب التي تختلف في طبيعتها وخطورتها. من الضروري التمييز بين القيء العرضي البسيط الذي قد لا يستدعي القلق، وبين القيء المزمن أو العنيف الذي قد يكشف عن مشاكل صحية خطيرة تحتاج لتدخل طبي فوري. في هذا المقال، نستعرض بدقة وتوسع الأسباب المحتملة لحدوث القيء عند القطط، مع تقديم نصائح عملية للرعاية والوقاية والعلاج.

القيء الناتج عن كرات الشعر

تُعد كرات الشعر أحد أكثر أسباب القيء شيوعًا لدى القطط، خصوصًا السلالات ذات الفراء الطويل. عند تنظيف نفسها، تبتلع القطة كميات من الشعر يصعب على الجهاز الهضمي هضمها، فتتجمع لتشكل كرات تسبب تهيجًا في المعدة. في بعض الأحيان، تُخرج القطة هذه الكرات عبر الفم مما يُفسر القيء المتكرر. ويمكن التقليل من حدوث هذه الحالة عن طريق تمشيط القطة بانتظام، وتقديم وجبات غنية بالألياف التي تساعد على تمرير الشعر عبر الأمعاء.

تناول طعام ملوث أو غير مناسب

قد تلجأ القطط، بدافع الفضول أو الجوع، إلى تناول طعام ملوث أو غير مخصص لها، مثل بقايا الأطعمة الفاسدة أو طعام الكلاب أو حتى الحشرات. الجهاز الهضمي لدى القط حساس جدًا، وقد يتفاعل بعنف مع أي مادة غير مألوفة، مما يؤدي إلى التقيؤ كردة فعل طبيعية لحماية الجسم. كما أن الإفراط في تناول الطعام دفعة واحدة قد يؤدي أيضًا إلى القيء.

الطفيليات الداخلية وتأثيرها على المعدة

الديدان والطفيليات مثل الجيارديا والتوكسوبلازما تُعد من الأسباب الكامنة خلف حالات القيء عند القطط، خصوصًا لدى القطط الصغيرة أو تلك التي لم تتلقَ علاجات وقائية منتظمة. هذه الطفيليات تهاجم الجهاز الهضمي، وتسبب التهابات وخللاً في الامتصاص، مما يؤدي إلى القيء إلى جانب الإسهال والضعف العام.

التسمم المنزلي والمخاطر المحيطة

المنازل الحديثة مليئة بالعناصر التي قد تكون خطيرة على القطط مثل منتجات التنظيف، مبيدات الحشرات، النباتات السامة وحتى بعض أنواع الأدوية البشرية. إذا تناولت القطة أي مادة سامة عن طريق الخطأ، فإن القيء يكون غالبًا أول الأعراض. ومن النباتات الشائعة التي تسبب التسمم: الزنبق، اللبلاب، والألوفيرا. وقد يرافق القيء أعراض أخرى مثل الرعشة، زيادة إفراز اللعاب، أو التشنجات.

أمراض الكبد والكلى ودورها في القيء

القيء المزمن قد يكون نتيجة لأمراض داخلية مثل الفشل الكلوي أو أمراض الكبد. فالكلى حين تفقد قدرتها على تنقية الدم من السموم، تبدأ هذه السموم بالتراكم في الجسم مما يؤدي إلى الغثيان والقيء. كذلك الحال مع الكبد، إذ يؤدي تدهور وظائفه إلى اضطراب في الهضم وإنتاج العصارة الصفراوية. وفي الغالب تظهر أعراض مرافقة مثل فقدان الشهية، شرب الماء بكثرة، أو فقدان الوزن.

الالتهابات الفيروسية والبكتيرية

القطط، خاصة غير المحصنة، قد تتعرض لفيروسات وبكتيريا تسبب التهاب المعدة والأمعاء، ومنها فيروس الكاليسيفيروس وفيروس البارفو. هذه العدوى تُسبب تهيجًا حادًا في الجهاز الهضمي وتؤدي إلى القيء الشديد. التشخيص في هذه الحالات يعتمد على التحاليل المعملية، والعلاج يشمل المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات، إلى جانب دعم القطة بالسوائل.

التحسس الغذائي أو عدم تحمل مكونات معينة

بعض القطط تُظهر تحسسًا لمكونات معينة في طعامها مثل الغلوتين أو بروتينات معينة، مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي ومنها القيء. عدم التحمل الغذائي يختلف عن الحساسية، فالأول يشير إلى صعوبة في الهضم، بينما الثاني يُعتبر استجابة مناعية مفرطة. تغيير النظام الغذائي تحت إشراف الطبيب البيطري يُعد الطريقة المثلى للعلاج.

ابتلاع أجسام غريبة

القطط، خاصة الصغيرة، قد تبتلع أشياء لا تُهضم مثل الخيوط أو قطع البلاستيك أو ألعاب صغيرة، مما يؤدي إلى انسداد معوي يتسبب في قيء عنيف ومستمر. في بعض الحالات، قد لا تتمكن القطة من التقيؤ بهذه الأجسام، مما يتطلب إجراء جراحي لاستخراجها.

القيء كعرض جانبي للأدوية

بعض العلاجات الدوائية التي تُوصف لعلاج أمراض أخرى قد تكون سببًا غير مباشر للقيء، مثل المضادات الحيوية القوية أو بعض أدوية القلب والكلى. يجب دائمًا إبلاغ الطبيب البيطري في حال ملاحظة القيء بعد إعطاء الدواء.

التوتر والضغوط النفسية

لا تقتصر أسباب القيء على الأسباب العضوية فقط، بل إن العوامل النفسية تلعب دورًا كذلك. القطط قد تتعرض للضغط أو الخوف بسبب تغييرات في محيطها مثل قدوم حيوان جديد، الانتقال إلى منزل آخر، أو حتى تغير روتينها اليومي. هذه الحالات قد تُترجم إلى قيء أو فقدان في الشهية أو سلوك عدواني.

متى يستدعي القيء القلق؟

إذا تكرر القيء لأكثر من مرتين خلال اليوم، أو لاحظت وجود دم في القيء أو مادة بنية داكنة، أو إذا كانت القطة تعاني من خمول شديد أو رفض تام للطعام، فهذه علامات تستدعي التوجه الفوري إلى الطبيب البيطري. التشخيص المبكر يوفر فرصًا أفضل للعلاج وتفادي المضاعفات.

طرق الوقاية اليومية

للوقاية من القيء، يجب الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن للقطة، مع تجنب إحداث تغييرات مفاجئة في نوع الطعام. من الضروري أيضًا الحفاظ على بيئة نظيفة وخالية من المواد السامة، ومراقبة سلوك القطة ونشاطها اليومي. الفحوصات البيطرية الدورية تُعتبر خط الدفاع الأول ضد العديد من الأمراض التي قد تُسبب القيء.