تُعتبر الديدان من الطفيليات الشائعة التي تصيب القطط في مختلف مراحل أعمارها، وتُعد من المشكلات الصحية التي لا يجب تجاهلها. بالرغم من أن بعض أنواع الديدان قد لا تُظهر أعراضًا واضحة في البداية، فإن استمرار وجودها داخل جسم القطط يؤدي إلى أعراض قد تتطور إلى مشاكل صحية خطيرة، خاصة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب. التعرف على أعراض الديدان مبكرًا يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على صحة القط وسلامته. لذلك، في هذا المقال نستعرض أبرز الأعراض التي قد تشير إلى إصابة القطط بالديدان، مع التوسع في توضيح الأسباب والمضاعفات والطرق التي يمكن للمالك ملاحظتها من خلال التغيرات السلوكية أو الجسدية على حيوانه الأليف.
أقسام المقال
- فقدان ملحوظ في الوزن بالرغم من الشهية الجيدة
- مشاكل في الجهاز الهضمي: القيء والإسهال
- انتفاخ البطن خاصة لدى القطط الصغيرة
- تدهور مظهر الفرو
- السلوكيات غير المعتادة مثل السحب على الأرض
- الخمول وقلة التفاعل
- وجود ديدان مرئية في البراز أو حول فتحة الشرج
- شحوب اللثة وفقر الدم
- رائحة كريهة للبراز
- طرق الوقاية والتعامل مع الإصابة
فقدان ملحوظ في الوزن بالرغم من الشهية الجيدة
من المؤشرات القوية على إصابة القطط بالديدان هو فقدان الوزن دون سبب ظاهر، لا سيما إذا كان القط يحتفظ بشهيته أو حتى يأكل أكثر من المعتاد. الديدان الطفيلية مثل الديدان الشريطية أو الأسطوانية تتغذى على العناصر الغذائية داخل أمعاء القط، مما يحرم جسمه من الاستفادة الكاملة من الطعام. هذا الخلل في التوازن الغذائي يجعل القط يبدو أنحف، خصوصًا عند لمس العظام البارزة كالعمود الفقري أو الحوض. في حالات كثيرة، يكون فقدان الوزن التدريجي هو أول علامة يلاحظها المربي.
مشاكل في الجهاز الهضمي: القيء والإسهال
تُحدث الديدان اضطرابات متعددة في الجهاز الهضمي للقطط. قد يبدأ الأمر بإسهال خفيف أو متقطع، ثم يتحول إلى إسهال مزمن، أحيانًا يصاحبه دم أو مخاط. بعض القطط قد تعاني من القيء المتكرر، وفي بعض الأحيان قد يُلاحظ وجود ديدان ظاهرة في القيء، لا سيما إذا كانت الإصابة متقدمة. هذه الأعراض تستنزف طاقة القط وتعرضه للجفاف إذا لم يُعالج سريعًا، لذا فإن أي تغير مستمر في طبيعة الإخراج أو القيء يجب التعامل معه بجدية.
انتفاخ البطن خاصة لدى القطط الصغيرة
القطط الصغيرة المصابة بالديدان قد تظهر بطنها منتفخة رغم نحافة باقي الجسم، وهو ما يعرف بـ”البطن المنتفخة”. يحدث هذا الانتفاخ بسبب تراكم أعداد كبيرة من الديدان في الأمعاء، ما يسبب ضغطًا داخليًا واضحًا. يمكن أن يصاحب هذا الانتفاخ شعور بعدم الراحة، وقد تلاحظ أن القط يحاول تجنب الاستلقاء على بطنه. هذا العرض يُعد من العلامات الواضحة في حالات الإصابة الحادة، خاصة في الأشهر الأولى من عمر القط.
تدهور مظهر الفرو
القط المصاب بالديدان غالبًا ما يبدو فراؤه غير صحي. قد يصبح باهتًا، جافًا، أو خشن الملمس. السبب في ذلك يعود إلى أن الديدان تسرق الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تُحسن من حالة الجلد والفرو. بعض القطط قد تعاني من تقصف شعرها أو تساقطه في أماكن متفرقة، مما يُعطيها مظهرًا غير مألوف. كل هذه التغيرات البصرية يُفترض أن تكون إشارات تحذيرية للمالك.
السلوكيات غير المعتادة مثل السحب على الأرض
إحدى الحركات المميزة التي يقوم بها القط المصاب هي “السحب” أو جر مؤخرته على الأرض. هذا التصرف ناتج عن شعور القط بالحكة أو الانزعاج في منطقة الشرج، وغالبًا ما يكون بسبب حركة الديدان أو خروج بيضها من فتحة الشرج. كما يمكن ملاحظة لعق متكرر ومفرط لهذه المنطقة. تكرار هذا السلوك يستدعي فحصًا بيطريًا عاجلًا.
الخمول وقلة التفاعل
القطط بطبيعتها كائنات نشيطة وفضولية، وإذا بدأ القط في إظهار علامات خمول، قلة حركة، نوم مفرط أو تراجع في رغبته في اللعب، فقد يكون ذلك نتيجة مباشرة للإصابة بالديدان. السبب وراء هذا هو أن جسم القط يعاني من نقص طاقي دائم بسبب سوء الامتصاص الغذائي، مما يجعله يبدو كسولًا أو غير متفاعل.
وجود ديدان مرئية في البراز أو حول فتحة الشرج
في بعض الحالات، يمكن ملاحظة ديدان بالعين المجردة إما في البراز أو حول الشرج. تأخذ هذه الديدان أحيانًا شكل خيوط بيضاء رفيعة أو قطع صغيرة تشبه الأرز. هذه المؤشرات تدل على إصابة واضحة، وتستدعي علاجًا سريعًا قبل أن تنتشر العدوى أو تزداد حدة.
شحوب اللثة وفقر الدم
عندما تكون الإصابة شديدة، خاصة بالديدان الخطافية، فإن القط قد يُصاب بفقر دم نتيجة لفقدان الدم المزمن. يظهر هذا العرض في صورة شحوب في لون لثة القط أو اللسان. في الحالات الطبيعية تكون اللثة وردية زهرية، أما في حال الإصابة فتبدو باهتة أو مائلة للبياض. فقر الدم من المضاعفات الخطيرة التي قد تتطلب تدخلًا دوائيًا مكثفًا وربما نقل دم في الحالات الشديدة.
رائحة كريهة للبراز
تؤثر الديدان على طبيعة البراز من حيث الشكل والرائحة. في كثير من الأحيان، تصبح رائحة البراز أكثر حدة ونفاذًا من المعتاد، وقد يرافق ذلك تغير في لونه أو تماسكه. مثل هذه التغيرات يجب ألا تُهمل، خاصة إذا كانت مستمرة أو مترافقة مع أعراض أخرى.
طرق الوقاية والتعامل مع الإصابة
أفضل وسيلة للحفاظ على القط من الديدان هي الوقاية المنتظمة من خلال إعطائه الأدوية المضادة للديدان بجدول زمني يحدده الطبيب البيطري. كما يجب تجنب اختلاط القطط المنزلية بالحيوانات المشردة، والحفاظ على نظافة الطعام والماء وصندوق الرمل. أما في حال الإصابة، فيُعالج القط باستخدام أدوية مخصصة لكل نوع من الديدان، ويمكن أن تختلف الجرعة وطريقة الإعطاء حسب وزن وعمر القط. المتابعة الدورية وتحليل البراز ضروريان للتأكد من التعافي الكامل.