ما علامات قرب ولادة القطة

تمثل ولادة القطة لحظة محورية في حياة مربي الحيوانات الأليفة، وتستدعي انتباهًا خاصًا واستعدادًا دقيقًا لضمان سلامة الأم وصغارها. تمر القطة الحامل بعدة مراحل جسدية وسلوكية واضحة تسبق لحظة الولادة، وهي علامات تساعد في تحديد الوقت المناسب لتوفير البيئة الداعمة. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل أبرز هذه العلامات، مع توسيع النقاش حول التصرفات المتوقعة، وكيفية التعامل الأمثل مع كل مرحلة من مراحل ما قبل الولادة، لتكون مرجعًا مفيدًا لكل من يحرص على راحة قطته.

سلوك التعشيش وتحديد مكان الولادة

قبل أيام قليلة من الولادة، تبدأ القطة في إظهار سلوك “التعشيش”، حيث تبحث بنشاط عن زاوية مظلمة وآمنة تبني فيها عشها. هذا السلوك غريزي ويهدف إلى حماية صغارها من المخاطر. قد تستخدم القطة المناشف أو الملابس القديمة لتجهيز هذا المكان، لذا يُفضل تحضير صندوق مبطن ببطانية ناعمة في مكان قليل الحركة والضوضاء. هذا الصندوق يجب أن يكون سهل الوصول، دافئ، ونظيف، ويمنح القطة شعورًا بالأمان.

تغير ملحوظ في سلوك القطة العام

تتفاوت ردود أفعال القطط قبل الولادة، فمنها من تُظهر تعلقًا زائدًا بصاحبها وتبحث عن الرفقة والحنان، ومنها من تميل إلى العزلة. هذا الاختلاف يعود للتغيرات الهرمونية والانفعالات الغريزية التي تمر بها القطة الحامل. من الضروري عدم إجبار القطة على التفاعل، بل يُفضل احترام رغبتها في الخصوصية أو المودة، حسب الحالة.

انخفاض الشهية واضطراب الجهاز الهضمي

تقل رغبة القطة في تناول الطعام مع اقتراب الولادة، وقد ترفض بعض الوجبات أو تكتفي بكميات قليلة. في بعض الحالات، تُصاب القطة بإسهال خفيف أو غثيان. هذا التغير يعود إلى الضغط الذي تحدثه الأجنة على الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى التوتر الداخلي مع اقتراب موعد الولادة. طالما لا توجد علامات ضعف أو خمول شديد، فغالبًا ما يكون هذا السلوك طبيعيًا.

التغيرات الجسدية الواضحة

تطرأ عدة تغيرات فسيولوجية على القطة، تشمل:

  • تضخم الغدد اللبنية، وقد يظهر الحليب قبل الولادة بيوم أو يومين.
  • ترهل البطن من الأسفل مع وضوح حركة الأجنة أحيانًا.
  • هبوط طفيف في درجة حرارة الجسم إلى حوالي 37.5 درجة مئوية، وهي علامة دقيقة على اقتراب المخاض.
  • ظهور إفرازات مهبلية خفيفة شفافة أو بيضاء.

يُنصح بمتابعة هذه التغيرات بشكل يومي، وتدوين الملاحظات لمقارنتها وتوقع اللحظة الحاسمة.

تنظيف مفرط للجسم والمواء المتكرر

قبل الولادة، تصبح القطة مهووسة بتنظيف نفسها، خاصة منطقة البطن والمؤخرة. يرافق هذا السلوك أحيانًا مواء متكرر غير معتاد، وقد يكون عالي النبرة. يشير هذا إلى شعورها بعدم الراحة أو بداية الانقباضات. لا داعي للقلق طالما لم تظهر علامات ألم شديدة أو نزيف.

بداية مرحلة الانقباضات والتوتر الحركي

عند اقتراب موعد الولادة بعدة ساعات، تبدأ الانقباضات الرحمية، وتصبح القطة قلقة، وتتحرك ذهابًا وإيابًا، أو تحفر الأرض بيديها الأماميتين. قد تلهث أحيانًا أو تنام على جانبها بشكل متكرر. يجب في هذه المرحلة مراقبتها عن قرب، وتحضير الأدوات الأساسية مثل القفازات، المنشفة، والمقص المعقم للحالات الطارئة.

الولادة التدريجية وخروج الصغار

تبدأ القطة في دفع أول مولود بعد ظهور إفرازات كثيفة، وقد تستغرق عملية الولادة كاملة ما بين ساعة إلى ست ساعات حسب عدد الصغار. تخرج كل قطة صغيرة ضمن كيس جنيني تقوم الأم بتمزيقه وتنظيفه، ثم تقطع الحبل السري بأسنانها. إذا لاحظت تأخرًا لأكثر من 45 دقيقة بين مولود وآخر، قد تحتاج لاستشارة الطبيب.

العناية ما بعد الولادة

بعد الولادة، تدخل القطة في حالة إرهاق، لكنها تواصل تنظيف صغارها وتوجيههم للرضاعة. من المهم التأكد من:

  • تناول القطة طعامًا غنيًا بالبروتين بعد الولادة بساعات.
  • تبديل الفراش المبلل أو المتسخ بصمت دون إزعاج الأم.
  • متابعة تنفس الصغار ودفئ أجسامهم، لأنهم لا يستطيعون تنظيم درجة حرارتهم ذاتيًا في الأيام الأولى.

متى يجب التدخل الطبي؟

في بعض الحالات، يجب اللجوء إلى الطبيب البيطري فورًا، مثل:

  • وجود نزيف مفرط أو إفرازات داكنة.
  • عدم بدء الولادة بعد ظهور الانقباضات القوية لأكثر من ساعتين.
  • علوق أحد الصغار في قناة الولادة.
  • خمول شديد أو ارتفاع في حرارة الأم بعد الولادة.

هذه الحالات قد تشير إلى مضاعفات خطيرة تستدعي رعاية عاجلة.

نصائح وقائية للمربين

لضمان ولادة آمنة وناجحة، يُفضل:

  • إجراء كشف بيطري في الأسبوع السابع أو الثامن لتحديد عدد الأجنة.
  • تجنب حمل القطة أو تعريضها لضغوط مفاجئة في الأسبوع الأخير.
  • توفير إضاءة خافتة وهدوء تام في مكان الولادة.
  • عدم السماح للأطفال أو الحيوانات الأخرى بالاقتراب من القطة قبل الولادة أو خلالها.

من خلال التعرف الدقيق على علامات قرب ولادة القطة، وتقديم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب، يمكن ضمان سلامة الأم وصغارها. كما أن التحضير المسبق والاستجابة الواعية لهذه العلامات يعكس حرص المربي واهتمامه بصحة حيوانه الأليف.