ما علامات ولادة القطط

تمر القطة الأم خلال فترة الحمل بعدة مراحل جسدية وسلوكية استعدادًا للولادة، وتُعد معرفة هذه العلامات أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة المربي على تهيئة بيئة مناسبة وداعمة للقطة وصغارها. بعض العلامات تكون واضحة وظاهرة للعين، بينما تتطلب أخرى نوعًا من المتابعة الدقيقة والتجربة. تختلف هذه العلامات بين قطة وأخرى، لكن يبقى هناك نمط مشترك يمكن الاسترشاد به، خاصةً مع اقتراب موعد الولادة. في هذا المقال، نرصد أبرز الإشارات التي تدل على أن ولادة القطة أصبحت وشيكة، مع شرح مفصل لكل مرحلة، ونصائح عملية لمساعدة القطة الأم بطريقة آمنة وفعالة.

سلوك التعشيش قبل الولادة

أولى العلامات التي تشير إلى قرب الولادة هي تغيّر سلوك القطة، حيث تبدأ في البحث عن مكان آمن وهادئ وبعيد عن الضوضاء لتلد فيه. قد تلاحظ أن القطة تنقل البطانيات أو الملابس الناعمة إلى ركن محدد، أو أنها تمضي ساعات طويلة في زوايا مغلقة. هذا السلوك يُعرف بسلوك “التعشيش”، وهو غريزي ويهدف إلى توفير بيئة مريحة للولادة. من الأفضل أن يهيئ المربي صندوقًا مبطنًا في غرفة مغلقة أو في مكان هادئ من المنزل.

تغيّر شهية القطة واقتراب الولادة

تنخفض شهية القطة تدريجيًا قبل موعد الولادة، وقد ترفض الطعام تمامًا قبل يوم أو يومين من بدء الولادة. هذا التغير لا يعني مرضًا، بل هو استجابة طبيعية للتغيرات الهرمونية. في المقابل، يُنصح بمراقبة مستويات الترطيب وتقديم الماء دائمًا في مكان قريب.

انخفاض درجة حرارة الجسم

تُعد درجة حرارة الجسم من المؤشرات الفيزيولوجية المهمة التي تدل على اقتراب موعد الولادة. تنخفض درجة حرارة القطة إلى ما يقارب 37.2 درجة مئوية قبل حوالي 12 إلى 24 ساعة من بدء الولادة. يمكن استخدام ميزان حرارة رقمي خاص بالحيوانات لمراقبة هذا التغير بدقة.

تغيرات في السلوك والمزاج

تشهد القطة تغيرًا ملحوظًا في سلوكها قبل الولادة. قد تصبح أكثر التصاقًا بصاحبها وتطلب العناية، أو على العكس، قد تفضل الانعزال التام. بعض القطط تصدر مواءً منخفضًا ومكررًا، أو تبدو عليها علامات توتر وقلق كالمشي المتكرر أو الحفر في الأرضيات.

انتفاخ الحلمات وتحضير الرضاعة

في الأيام الأخيرة من الحمل، تبدأ حلمات القطة في الانتفاخ، وتصبح أكثر احمرارًا ووضوحًا. قد تظهر إفرازات لبنية بسيطة تمهيدًا لقدوم الصغار. يشير هذا التحول إلى أن الجسم أصبح مستعدًا لعملية الإرضاع، وأن الولادة باتت قريبة جدًا.

إفرازات مهبلية وتهيئة الجسم للولادة

من الإشارات التي يصعب تجاهلها وجود إفرازات مهبلية شفافة أو مائلة إلى البياض. تبدأ هذه الإفرازات بالظهور قبل الولادة بساعات أو يوم كحد أقصى، وهي ناتجة عن تمدد عنق الرحم وتجهيز قناة الولادة. يجب ملاحظة لون هذه الإفرازات، ففي حال كانت دموية داكنة أو برائحة كريهة، ينبغي التوجه للطبيب فورًا.

تكرار لعق المنطقة التناسلية

تبدأ القطة بلعق المنطقة التناسلية بشكل مكثف قبل الولادة مباشرة. هذا التصرف جزء من غريزتها في تنظيف المنطقة وتحفيز الانقباضات. كما يساعد على ترطيب الجلد وتحفيز هرمونات الولادة الطبيعية.

علامات بدء المخاض الحقيقي

تبدأ القطة في إصدار أصوات غير اعتيادية، مع زيادة سرعة التنفس واتساع حدقة العين. تظهر الانقباضات على شكل ارتجافات في البطن أو تقلب مستمر في أوضاع الجلوس والاستلقاء. بمجرد أن تبدأ هذه العلامات، تبدأ عملية الولادة عادة في غضون ساعات.

كم تستغرق عملية الولادة عند القطط

الولادة عند القطط قد تستمر من ساعتين إلى ست ساعات، وأحيانًا أكثر حسب عدد الأجنة. تفصل عادةً من 15 إلى 30 دقيقة بين ولادة كل صغير وآخر. في حال تجاوزت القطة هذه المدة دون ولادة إضافية، يجب التأكد من عدم وجود جنين عالق عبر فحص بيطري.

ما بعد الولادة والعناية بالصغار

بعد الولادة، تقوم القطة بتنظيف صغارها وتحفيزهم على التنفس عن طريق لعقهم. تبدأ الرضاعة خلال الدقائق الأولى من الولادة، ويجب التأكد من أن كل صغير ينجح في الوصول إلى الحلمة. البيئة النظيفة والدافئة ضرورية في هذه المرحلة الحرجة.

نصائح إضافية للمربين

– لا يُنصح بالتدخل أثناء الولادة إلا إذا ظهرت علامات تعب مفرط أو توقف غير طبيعي.

– حافظ على الهدوء التام حول القطة، ولا تُكثر من تحريكها أو مراقبتها عن قرب.

– جهّز صندوق ولادة نظيف ومُبطن ببطانة قطنية أو منشفة ناعمة.

– إذا لم تظهر علامات الولادة بعد اليوم 65 من الحمل، استشر طبيبًا بيطريًا فورًا.

متى تستدعي الحالة تدخلاً بيطريًا

إذا استمرت الانقباضات لأكثر من ساعة دون ولادة أي صغير، أو ظهرت إفرازات بنية قاتمة، أو بدت القطة مرهقة وغير قادرة على الحركة، فهذه علامات إنذار لوجود مشكلة. التدخل البيطري الفوري يمكن أن ينقذ حياة القطة والأجنة.