تمر القطط بعدة مراحل عمرية تُحدد طبيعتها وسلوكها، وتعد مرحلة التزاوج من أبرز المراحل التي يلاحظ فيها المربون تغيرًا واضحًا في تصرفات قططهم. تبدأ القطط في البحث عن شريك عندما تبلغ سن النضج الجنسي، وتصبح هذه الرغبة غريزية تؤثر على مزاجها وسلوكها بشكل كبير. ومن خلال فهم توقيت ودوافع التزاوج لدى القطط، يمكن تقديم الرعاية الأنسب لها وتفادي الكثير من السلوكيات المزعجة التي قد تظهر خلال هذه المرحلة.
أقسام المقال
متى تبلغ القطط جنسيًا
تختلف فترة البلوغ الجنسي لدى القطط باختلاف الجنس والسلالة، ولكن بشكل عام، تبدأ إناث القطط في البلوغ ما بين الشهر الرابع والسادس، وقد تصل بعض السلالات إلى البلوغ في عمر ثلاثة أشهر فقط، خاصة السلالات الشرقية مثل السيامي. أما الذكور فعادة ما يبلغون في الفترة ما بين الشهر السادس والتاسع. ومن المهم أن نلاحظ أن القطط التي تنمو في بيئة غنية بالتغذية والرعاية الصحية قد تصل إلى البلوغ مبكرًا مقارنة بتلك التي تعاني من ضعف في النمو أو الأمراض.
علامات التزاوج عند الإناث
عند دخول القطة في فترة الشبق، تظهر مجموعة من التصرفات الغريزية. تبدأ بالمواء المستمر بصوت مرتفع، مع احتكاكها بالأثاث أو بالأشخاص. كما تلاحظ رفع الجزء الخلفي من جسمها عند مداعبتها، مع ميل الذيل إلى الجانب. أحيانًا قد تقوم بالتمرغ على الأرض والرفرفة بساقيها الخلفيتين، وكل هذه العلامات تشير إلى استعدادها للتزاوج.
سلوكيات الذكور خلال موسم التزاوج
الذكور أيضًا يظهرون علامات واضحة تدل على الرغبة في التزاوج، مثل محاولات الخروج من المنزل، والرش بالبول لتحديد الإقليم، والعدوانية مع ذكور آخرين. هذه السلوكيات تزداد خلال موسم التزاوج، وقد تؤدي أحيانًا إلى شجارات عنيفة في حال وُجد أكثر من ذكر في المنطقة نفسها.
متى يكون موسم التزاوج عند القطط
على الرغم من أن القطط المنزلية قد تدخل في فترات الشبق طوال العام، إلا أن القطط التي تعيش في الشارع أو في بيئات خارجية تكون أكثر التزامًا بمواسم معينة. يبدأ موسم التزاوج عادة في أواخر الشتاء ويستمر حتى أوائل الخريف، ويكون في ذروته خلال شهري مارس وأبريل. ذلك يعود إلى تزامن موسم التزاوج مع تحسن درجات الحرارة وطول فترات النهار، مما يحفز الهرمونات الجنسية لدى القطط.
دورة الشبق عند القطط
تمر القطة الإنثى بمراحل متعددة في دورتها التناسلية، تبدأ بالشبق ثم التزاوج، وإذا لم يحدث التزاوج، تمر بمرحلة ما بعد الشبق ثم السكون، قبل أن تعود للدورة من جديد. يمكن أن تستمر فترة الشبق من 4 إلى 10 أيام، وإذا لم يتم التزاوج خلالها، فإن الدورة تتكرر كل أسبوعين تقريبًا، مما يسبب إزعاجًا متكررًا للمربي.
هل يفضل تأخير تزاوج القطة؟
من الأفضل عدم السماح للقطة بالتزاوج في أول دورة شبق لها، لأن جسمها لا يكون مكتمل النمو تمامًا. ينصح الأطباء البيطريون بالانتظار حتى تصل القطة إلى عمر 9 أشهر أو أكثر لضمان نضجها الجسدي والنفسي، وهو ما يقلل من خطر المشكلات أثناء الحمل والولادة.
دور التعقيم في تنظيم سلوك القطط
التعقيم يعتبر خيارًا فعالًا لتنظيم سلوك القطط، خاصة إذا لم يكن لدى المربي رغبة في التكاثر. العملية تحد من التصرفات غير المرغوبة مثل المواء المستمر، الرش، والعدوانية، كما تساهم في الحد من ظاهرة تكاثر القطط الضالة. وقد أثبتت الدراسات أن القطط المعقمة تعيش حياة أطول وأكثر استقرارًا.
نصائح للمربي خلال فترة تزاوج القطة
من المفيد توفير بيئة هادئة وآمنة للقطة خلال فترة الشبق، مع محاولة إشغالها بالألعاب أو المداعبة لتخفيف التوتر. إذا كانت القطة ستتزاوج، يجب التأكد من أن الذكر سليم ومعافى لتجنب انتقال الأمراض. أما في حال عدم الرغبة في التزاوج، فمن الأفضل التفكير في التعقيم قبل بداية مواسم الشبق.
خاتمة
تبدأ القطط في التزاوج عندما تصل إلى سن البلوغ، والذي قد يختلف قليلًا بين الذكور والإناث وبين سلالة وأخرى. وتُعد مراقبة هذه المرحلة وتفهم سلوكياتها أمرًا جوهريًا لكل من يربي القطط، سواءً من أجل التزاوج المنظم أو من أجل اتخاذ القرار المناسب بشأن التعقيم. إن إدراك طبيعة القطط في هذه الفترة يُسهم في تعزيز رفاهيتها وتحقيق توازن حياتها داخل المنزل.