يُعتبر محمود حميدة أحد أعمدة السينما المصرية، حيث استطاع بموهبته الفريدة أن يحفر اسمه في تاريخ الفن العربي. وُلد في 7 ديسمبر 1953 بمدينة طنطا، وبدأ رحلته الفنية في السبعينيات ليصبح لاحقًا رمزًا للأداء المتميز. حصل على بكالوريوس التجارة عام 1981، لكنه اختار التمثيل شغفًا وحياة، متسلحًا بثقافته العالية وحبه للأدب، خاصة شعر فؤاد حداد. يبقى دوره في فيلم “شمس الزناتي” عام 1991 من أبرز محطاته، حيث أدى شخصية “المارشال برعي” بإتقان جعلها عالقة في أذهان الجماهير حتى اليوم.
أقسام المقال
محمود حميدة يتألق كـ”المارشال برعي”
في “شمس الزناتي”، قدم محمود حميدة أداءً لافتًا بشخصية “المارشال برعي”، زعيم العصابة التي تهاجم واحة في الصحراء خلال الحرب العالمية الثانية. الفيلم، بإخراج سمير سيف وبطولة عادل إمام، استلهم فكرته من “السبعة الرائعون” الأمريكي، المقتبس بدوره من “الساموراي السبعة” الياباني. نجح حميدة في تقديم شخصية شريرة بقوة وحضور، جعلت صراعه مع شمس الزناتي مثيرًا ومشوقًا. نظراته الحادة وأسلوبه المتمكن منحا الدور بعداً خاصاً، وحظي بإشادة كبيرة لقدرته على تحويل الشخصية إلى رمز للشر المحبب.
كواليس محمود حميدة في “شمس الزناتي” مليئة بالمخاطر
لم يكن تصوير “شمس الزناتي” تجربة سهلة لمحمود حميدة، فقد واجه موقفًا خطيرًا كاد ينهي حياته. في مشهد حصار العصابة بدائرة نارية باستخدام قش مشبع بالبنزين، حدث انفجار مفاجئ أثار فوضى بين الخيول. تعرض حميدة لاصطدام حصان أحد زملائه به، لكنه تمكن من القفز في اللحظة الأخيرة، ناجيًا من مصير قد يكون مأساويًا. هذه الواقعة أبرزت تفانيه في العمل، وأضافت بعدًا إنسانيًا لتجربته في الفيلم، مما جعل دوره أكثر قيمة في أعين الجمهور.
بدايات محمود حميدة انطلقت من التلفزيون
قبل تألقه السينمائي، بدأ محمود حميدة مشواره عبر التلفزيون في مسلسلات مثل “حارة الشرفاء” و”أبيض وأسود”. كانت هذه الأعمال بمثابة بوابته لعالم الفن، حيث أظهر موهبة مبكرة رغم بساطة الإنتاجات آنذاك. لاحقًا، انتقل إلى السينما بثقة، فكان أول ظهور له في “الإمبراطور” عام 1990 مع أحمد زكي، لتبدأ مسيرة غنية بالأدوار المتنوعة التي أثبتت قدرته على تقديم كل الألوان التمثيلية بسلاسة.
أبرز أعمال محمود حميدة في السينما
بعد “شمس الزناتي”، ترك محمود حميدة بصمات واضحة في أفلام مثل “المصير” مع يوسف شاهين، حيث قدم شخصية تاريخية بأسلوب راقٍ. كما تألق في “حرب الفراولة” بجانب نور الشريف، مقدمًا لمسة كوميدية مميزة، وفي “دانتيلا” أبدع في دور معقد لاقى استحسان الجماهير. هذه الأعمال عززت مكانته كممثل متعدد المواهب، قادر على الانتقال بين الأنواع الفنية دون أن يفقد رونقه.
محمود حميدة يبرز في الدراما التلفزيونية
لم يكتفِ محمود حميدة بالسينما، بل أثرى الدراما التلفزيونية بأدوار قوية مثل “الجماعة”، حيث قدم شخصية تاريخية بإتقان. وفي “ولاد الشمس” عام 2025، أثار أداؤه إعجاب الجماهير وحتى تعليقات مازحة من مسؤولين بسبب قوة الشخصية. هذه الأعمال أكدت أن تأثيره يتجاوز حدود الشاشة الكبيرة إلى الصغيرة بسهولة وتميز.
آخر أعمال محمود حميدة تعكس استمرارية موهبته
في السنوات الأخيرة، حافظ محمود حميدة على تألقه بأعمال مثل “الغسالة” عام 2020، حيث شارك نجومًا شبابًا بأسلوب خفيف. ومع اقتراب مارس 2025، يواصل العمل على مشاريع جديدة لم تُعرض بعد، مما يثبت أنه فنان لا يتوقف عن العطاء رغم مسيرته الطويلة التي امتدت لعقود.
تأثير محمود حميدة على جيل التسعينيات
ارتبط اسم محمود حميدة بجيل الثمانينيات والتسعينيات، خاصة مع “المارشال برعي” الذي وصفه بنفسه في 2020 بـ”عدو هذا الجيل”. هذا الدور جعله خصمًا محبوبًا في ذاكرة المشاهدين، وأثبت أن الفنان القدير هو من يستطيع تحويل الشر إلى جاذبية تتجاوز الزمن.