يُعد الفنان المصري محمود حميدة واحدًا من أبرز نجوم السينما والتلفزيون في مصر، حيث ترك بصمة واضحة في عالم الفن بأدواره المتنوعة وشخصيته القوية التي تجمع بين العمق والتلقائية. وُلد في السابع من ديسمبر عام 1953 بمحافظة الجيزة، وبدأ مسيرته الفنية منذ الثمانينيات، ليصبح رمزًا للتمثيل الراقي. لكن بعيدًا عن الأضواء، يحظى حميدة بعلاقة مميزة مع عائلته، وخاصة بناته اللواتي يشكلن جزءًا هامًا من حياته الشخصية والفنية على حد سواء. في هذا المقال، نستعرض علاقته بابنته آية، إلى جانب لمحات من حياته وأبرز محطاته الفنية.
أقسام المقال
علاقة محمود حميدة بابنته آية تتجاوز الأضواء
تُعتبر آية حميدة، إحدى بنات الفنان الكبير محمود حميدة الأربع، من أكثر أفراد عائلته ظهورًا معه في المناسبات العامة. ولدت آية عام 1988، واختارت أن تسير على خطى والدها في عالم الفن، حيث بدأت مسيرتها التمثيلية بشكل أكاديمي قبل أن تخوض تجاربها الأولى على الشاشة. تظهر آية دائمًا برفقة والدها في المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي، حيث أثارت إطلالاتها الجريئة جدلًا واسعًا بين الجمهور. لكن العلاقة بينهما لا تقتصر على المظهر العام، فمحمود يرى في بناته “رزقًا كبيرًا”، ويحرص على دعمهن في اختياراتهن، سواء كانت فنية أو شخصية.
في إحدى اللقاءات التلفزيونية عام 2019، ظهر محمود مع آية في برنامج “أنا واللي بحبه” مع الفنانة غادة عادل، حيث تحدث بحماس عن دوره كأب، مؤكدًا أن بناته علّمنه الكثير عن الحياة. آية، من جانبها، أظهرت شخصية قوية ومستقلة، وهو ما يعكس تأثير والدها الذي عُرف بحبه للثقافة والقراءة، خاصة أشعار فؤاد حداد. هذه العلاقة العميقة جعلت آية ليست مجرد ابنة نجم، بل موهبة صاعدة تحمل إرثًا فنيًا كبيرًا.
بدايات محمود حميدة الفنية تنطلق من الهواية
لم تكن رحلة محمود حميدة نحو التمثيل وليدة اللحظة، بل بدأت منذ صغره عندما انضم إلى فرقة المسرح المدرسي. بعد الثانوية، التحق بكلية الهندسة عام 1970، لكنه لم يكملها بعد سبع سنوات، لينتقل إلى كلية التجارة ويتخرج منها عام 1981. خلال دراسته، واصل شغفه بالتمثيل من خلال المسرح الجامعي، ثم عمل في فرق هواة بعد التخرج. اكتشفه المخرج أحمد خضر في الثمانينيات، ليبدأ مشواره الاحترافي بدور صغير في مسلسل “الأزهر الشريف منارة الإسلام” عام 1982، ثم توالت أدواره التلفزيونية والسينمائية.
محمود حميدة يترك بصمة في السينما المصرية
انطلق محمود حميدة في عالم السينما بفيلم “الأوباش” عام 1986 مع ميرفت أمين ويحيى الفخراني، لكن دوره في فيلم “الإمبراطور” عام 1990 بجانب أحمد زكي كان نقطة تحول حقيقية. أظهر قدرة فائقة على تجسيد الشخصيات المعقدة، مما جعله خيارًا مفضلًا للمخرجين الكبار. من أبرز أفلامه “شمس الزناتي” مع عادل إمام، و”المصير” ليوسف شاهين، و”جنة الشياطين”، حيث أسس شركة إنتاج خاصة به أنتجت هذا العمل. تميز حميدة بتنوع أدواره بين الأدوار الشريرة والطيبة، مع حفاظه على حضور قوي يعكس شخصيته المثقفة.
آية ابنة محمود حميدة تثير الجدل بإطلالاتها
لم تكتفِ آية حميدة بكونها ابنة نجم كبير، بل صنعت لنفسها اسمًا في الوسط الفني. بدأت مسيرتها بفيلم “علاقات خاصة” عام 2006، ثم شاركت في أعمال مثل “ماشيين بالعكس” و”ولد وبنت”، وفي الدراما بمسلسل “ميراث الريح” عام 2013. لكن ما جعلها محط أنظار الجمهور هو إطلالاتها الجريئة، خاصة في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2022، حيث ظهرت بفستان ذهبي قصير أثار انقسامًا بين مؤيد ومنتقد. بعض الجمهور رأى أن اختياراتها تتعارض مع صورة والدها المحافظة، لكنها أكدت أنها تعبر عن شخصيتها بحرية.
أهم أعمال محمود حميدة التلفزيونية تجذب الأنظار
لم يقتصر نجاح محمود حميدة على السينما، بل تألق أيضًا في التلفزيون. من أبرز مسلسلاته “حارة الشرفاء” عام 1986، و”أبيض وأسود” مع صلاح ذو الفقار، و”لما كنا صغيرين” عام 2020 مع خالد النبوي وريهام حجاج. هذه الأعمال أظهرت قدرته على التكيف مع الشاشة الصغيرة، حيث يمزج بين الجدية والعمق في الأداء. كما قدم مسلسلات إذاعية مثل “ما وراء النهر” عام 2016، مما يبرز تنوع مواهبه الفنية.
آخر أعمال محمود حميدة تؤكد استمرار تألقه
في السنوات الأخيرة، واصل محمود حميدة تقديم أعمال مميزة. في 2023، شارك في فيلم “مطرح مطروح”، وهو عمل كوميدي تدور أحداثه في الأربعينيات، حيث لعب دور موظف حكومي إلى جانب كريم عفيفي وشيماء سيف. كما ظهر في فيلم “الكاهن” عام 2022، وهو عمل تشويقي بطولة إياد نصار ودرة. هذه الأعمال تؤكد أن حميدة، رغم تقدمه في العمر، لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أهم نجوم جيله، مع قدرة على جذب جيل جديد من المشاهدين.
حياة محمود حميدة العائلية تكشف جانبًا إنسانيًا
على الصعيد الشخصي، تزوج محمود حميدة مرتين؛ الأولى من سهير في الثمانينيات، وأنجب منها بناته الأربع: أسماء، إيمان، أمنية، وآية، ثم تزوج لاحقًا من مها في التسعينيات. في لقاء سابق، أوضح أن زواجه الثاني جاء من رغبته في علاقة شرعية بدلًا من أي شيء آخر، مما يعكس مبادئه. كما يحرص على اصطحاب أحفاده، خاصة حفيده حسن، في المهرجانات، مما يظهر ارتباطه العميق بأسرته بعيدًا عن صخب الشهرة.