يتربع محمود حميدة على عرش الفن المصري كأحد أبرز الممثلين الذين جمعوا بين القوة الدرامية والحضور الطاغي. وُلد في 7 ديسمبر 1953 بمنطقة منيل السلطان بمحافظة الجيزة، حيث نشأ في كنف عائلة شغوفة بالفنون، مما جعل التمثيل جزءًا من حياته منذ نعومة أظفاره. بدأ مشواره عبر المسرح المدرسي، ثم تطور ليصبح نجمًا لامعًا في التلفزيون والسينما بعد تخرجه من كلية التجارة عام 1981. يعرف عنه عشقه للثقافة والقراءة، خاصة أشعار فؤاد حداد، وهو ما أثرى أداءه الفني. في هذا المقال، نعود بالزمن لنستكشف طفولة محمود حميدة وكيف أثرت على مسيرته.
أقسام المقال
محمود حميدة وهو صغير في بيئة فنية خصبة
ترعرع محمود حميدة وسط أسرة كانت تتنفس الفن، حيث شجعته على استكشاف مواهبه منذ سن مبكرة. في أيام الطفولة، كان يقف على خشبة المسرح المدرسي بثقة لافتة، يجذب الأنظار بموهبة بدت وكأنها متأصلة فيه. لم تكن تلك اللحظات مجرد تسلية، بل كانت النواة الأولى لمسيرة فنية طويلة أثبتت أن شغفه بالتمثيل بدأ يتشكل منذ أن كان صغيرًا.
شغف محمود حميدة بالقراءة منذ الصغر
لم يكن التمثيل وحده ما شغل بال محمود في طفولته، فقد كان مولعًا بالكتب والشعر. تأثره الواضح بأشعار فؤاد حداد منح شخصيته بُعدًا ثقافيًا مميزًا، جعله لاحقًا ممثلاً يمتلك حساسية خاصة في تقديم الأدوار. هذا الحب المبكر للأدب أضاف طبقة عميقة لأدائه، مما جعله يبرز كفنان متعدد الأوجه.
محمود حميدة يخطو أولى خطواته الفنية
منذ أيام المدرسة، كان محمود عضوًا نشطًا في فرق التمثيل، حيث بدأ يصقل موهبته وسط زملائه. مع التحاقه بكلية الهندسة التي قضى فيها سبع سنوات دون تخرج، لم يتخلَ عن حلمه، فانتقل إلى كلية التجارة واستمر في تقديم العروض المسرحية الجامعية. هذه التجارب المبكرة كانت بمثابة بوابة حمله من طفولته إلى عالم الفن الاحترافي.
انطلاقة محمود حميدة نحو التلفزيون
في مطلع الثمانينيات، بدأ محمود حميدة مسيرته الاحترافية عبر الشاشة الصغيرة. ظهر لأول مرة في مسلسل “الأزهر الشريف منارة الإسلام” عام 1982، ثم توالت أدواره في أعمال مثل “حارة الشرفاء” و”الوسية”. هذه البدايات أظهرت قدرته على التأقلم مع مختلف الشخصيات، وهي مهارة بدأت تتكون منذ أيام صغره.
تألق محمود حميدة في السينما المصرية
انتقل محمود إلى السينما بفيلم “الأوباش” عام 1986، لكن نجمه سطع فعليًا مع أعمال مثل “الإمبراطور” و”شمس الزناتي”. قدم أدوارًا لا تُنسى في أفلام مثل “المصير” و”حرب الفراولة”، حيث برز كممثل قادر على الجمع بين القوة والرهافة. هذه القدرة تعود جزئيًا إلى خلفيته الثقافية التي بناها منذ صغره.
آخر أعمال محمود حميدة حتى 2025
يحافظ محمود حميدة على حضوره القوي حتى اليوم. في 2020، شارك في “لما كنا صغيرين”، وفي 2022 قدم “نقل عام”. كما ظهر في “موعد مع الماضي” عام 2024، ويستعد لتقديم أفلام مثل “سيدي جابر” و”سري للغاية”. هذا النشاط المستمر يعكس إصراره على البقاء في صدارة المشهد الفني.
محمود حميدة في حياته الشخصية
بعيدًا عن الأضواء، عاش محمود حياة مستقرة نسبيًا. تزوج من سهير في الثمانينيات وأنجب منها أربع بنات، من بينهن آية التي دخلت عالم التمثيل. في 1992، تزوج من مها، مؤكدًا تمسكه بالزواج كتعبير عن الحب. يحرص دائمًا على إبقاء حياته الخاصة بعيدة عن العناوين الصحفية.
مساهمات محمود حميدة الثقافية
لم يكتفِ محمود بالتمثيل، بل أسس شركة “البطريق” التي أنتجت أعمالاً مثل “جنة الشياطين”. كما أطلق مجلة “الفن السابع” لدعم صناعة السينما. هذه المبادرات تظهر شغفه الذي بدأ منذ صغره، والذي تحول إلى إرث فني وثقافي كبير.