تُعتبر رياضة المشي من أهم النشاطات التي يجب على كل مالك كلب الالتزام بها يوميًا أو على الأقل بانتظام أسبوعي. فهي ليست مجرد تمشية بسيطة في الحديقة أو على الرصيف، بل هي عملية متكاملة تجمع بين التمارين الجسدية والتنشيط الذهني وتفريغ الطاقة المكبوتة لدى الكلاب. وتُسهم هذه العادة اليومية في تحسين جودة حياة الكلب من كافة الجوانب، إلا أن تحديد “المدة المناسبة” للمشي يُعد من الأسئلة الأكثر شيوعًا التي يبحث عنها أصحاب الحيوانات الأليفة، والتي تختلف إجاباتها حسب عوامل عديدة.
أقسام المقال
لماذا يعتبر المشي ضروريًا لكل الكلاب؟
المشي ليس رفاهية، بل هو عنصر أساسي في صحة وسعادة الكلب. الكلاب بطبيعتها كائنات نشيطة تحب التحرك والاستكشاف. عند حرمانها من المشي الكافي، قد تُصاب بالاكتئاب أو القلق أو تبدأ بإظهار سلوكيات غير مرغوب فيها مثل التدمير داخل المنزل، النباح المستمر، أو حتى مشاكل في الأكل والنوم. المشي المنتظم يعزز المناعة، يُحسن من أداء الجهاز الهضمي، ويمنح الكلب توازنًا نفسيًا يشعر من خلاله بالأمان والارتياح.
العوامل التي تتحكم في مدة المشي المناسبة
ليس هناك رقم واحد يناسب جميع الكلاب، بل تتأثر مدة المشي اليومية بعدة متغيرات مهمة، من أبرزها:
- العمر: الجراء تحتاج إلى مشاوير قصيرة ولكن متكررة لأنها تجهد بسرعة، في حين أن الكلاب الناضجة تتحمل فترات أطول.
- السلالة: الكلاب الرياضية مثل اللابرادور والهاسكي تحتاج إلى نشاط بدني كبير مقارنة بسلالات أقل نشاطًا مثل الشيواوا.
- الحالة الصحية: الكلاب التي تعاني من مشاكل في المفاصل أو القلب يجب أن تخضع لروتين مشي خاص حسب تعليمات الطبيب البيطري.
- الطقس والموسم: الحرارة أو البرد الشديدان يؤثران بشكل مباشر على القدرة على المشي، ما يستدعي تقليل المدة أو تعديل وقت المشي.
- المستوى العقلي والنفسي: بعض الكلاب تحتاج إلى وقت أطول لتفريغ التوتر، والمشي المنتظم يساعد في تنظيم مزاجها.
المدة المثالية للمشي حسب فئة الكلب
في المتوسط، يحتاج الكلب البالغ السليم إلى ما بين 30 إلى 60 دقيقة من المشي اليومي، وقد تكون على شكل نزهتين صباحية ومسائية. أما الجراء الصغيرة، فيوصى بأن يحصل كل شهر من عمرها على 5 دقائق مشي، أي أن جروًا في عمر 4 أشهر يحتاج إلى حوالي 20 دقيقة، ويفضل تقسيمها إلى نزهات متعددة. الكلاب المُسنة قد لا تتحمل أكثر من 20 إلى 30 دقيقة يوميًا، ويُفضل أن تكون بوتيرة هادئة وعلى أرضية ناعمة.
هل تكفي حديقة المنزل عن المشي في الخارج؟
قد يعتقد البعض أن اللعب في فناء المنزل أو الحديقة يعوض الكلب عن المشي، ولكن هذا الاعتقاد غير دقيق. الكلب بحاجة إلى التنقل والاستكشاف والاحتكاك بروائح جديدة وأصوات متنوعة، وهذا ما لا توفره الحديقة المنزلية المغلقة. المشي في الخارج يُحفز الذكاء الحسي والذهني للكلب، ويقلل من الرتابة التي قد يشعر بها.
أهمية تنويع مسارات المشي
مثل البشر، تحتاج الكلاب إلى التغيير والتجديد في روتينها اليومي. يُفضل تغيير طريق المشي من حين لآخر، ما يساعد على تحفيز الفضول لدى الكلب، ويزيد من نشاطه الذهني. يمكن أيضًا إدخال بعض التمارين البسيطة أثناء المشي مثل الجري الخفيف، أو التدريب على الأوامر البسيطة مثل “اجلس” أو “تعال”، مما يُحول المشي إلى جلسة تدريب ذكية وممتعة.
نصائح عامة لمشي آمن
- استخدم مقودًا مناسبًا لطبيعة الكلب، ويفضل المقود القابل للتمدد للسماح له بالحركة دون فقدان السيطرة.
- احمل زجاجة ماء وكلبشة للكلب خصوصًا في الطقس الحار.
- تجنب المناطق المزدحمة أو الخطيرة، واختر طرقًا هادئة وآمنة.
- افحص الكفوف بعد العودة للتأكد من عدم وجود شظايا أو إصابات.
- لا تفرض على كلبك المشي إذا كان يظهر علامات التعب أو التوتر.
الخلاصة
مدة المشي المثالية للكلب ليست رقمًا ثابتًا، بل هي قيمة مرنة تُحدد بناءً على خصائص الكلب الفردية. ومن خلال الفهم الجيد لاحتياجات كلبك الجسدية والعاطفية، يمكنك بناء روتين مشي صحي وممتع له. لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري لتحديد ما إذا كانت المدة الحالية مناسبة، وتذكّر أن المشي ليس فقط تمرينًا، بل هو لحظة ارتباط وتقارب بينك وبين كلبك، فاجعلها لحظة تُبنى عليها ذكريات جميلة وثقة متبادلة.