يُعتبر باسم عبد الأمير من أبرز الوجوه الفنية في الخليج العربي، وتحديدًا في الساحة الكويتية والخليجية التي شهدت تألقه في مجالات التمثيل والإنتاج لعدة عقود. ورغم هذا الحضور القوي في الإعلام والفن، فإن هناك جانبًا لا يزال غامضًا نسبيًا بالنسبة للجمهور، وهو انتماؤه المذهبي والديني. تُطرح التساؤلات حول مذهبه بين الحين والآخر، خصوصًا في ظل التوجه العام لدى بعض المتابعين لمعرفة الخلفية الدينية للشخصيات العامة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذه النقطة، لكننا لن نغفل المحطات المهمة في حياته ومسيرته الفنية المميزة، التي تظل الأهم في مسيرته.
أقسام المقال
باسم عبد الأمير: نشأته ومسيرته الفنية
وُلد الفنان باسم عبد الأمير في 15 أبريل 1965، ويحمل الجنسية اليمنية رغم نشأته الطويلة في دولة الكويت، حيث نشأ وكبر وأسس اسمه داخل الوسط الفني الكويتي والخليجي. بدايته الفنية كانت مبكرة، إذ شارك في مسرحية “عزل السوق” عام 1981، ومنها انطلق نحو عالم الشهرة والأضواء. تميّز بأسلوب تمثيلي بسيط ولكن مؤثر، مكنه من حجز مكان دائم له في قلوب المشاهدين، خاصة في الأعمال الاجتماعية والدرامية.
الخصوصية في حياة باسم عبد الأمير
يُعرف عن باسم عبد الأمير حبه للخصوصية، فهو لا يشارك الكثير من تفاصيل حياته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أو في اللقاءات الإعلامية، حيث يفضل أن تبقى العائلة والحياة الخاصة بعيدًا عن الأضواء. متزوج منذ عام 1988، وهو أب لثلاثة أبناء هم: أحمد، فهد، وطلال، وقد ساروا جميعًا في طريق الفن بدرجات متفاوتة. وتُظهر العلاقة الوثيقة التي تجمعه بأبنائه مدى تركيزه على بناء أسرة مترابطة رغم انشغاله المستمر في الوسط الفني، ما يعكس جانبًا إنسانيًا في شخصيته يوازي نجاحه المهني.
مذهب باسم عبد الأمير: سني أم شيعي؟
من أكثر الأسئلة التي تتكرر بين جمهور الفنان باسم عبد الأمير هي: هل هو سني أم شيعي؟ ورغم شيوع هذا التساؤل، فإن الحقيقة أن باسم عبد الأمير لم يُدلِ بأي تصريح رسمي في هذا الصدد، سواء بالإثبات أو النفي. وقد ربط البعض بين أصله اليمني وبين احتمالية انتمائه للمذهب الشيعي، لكن هذه مجرد تخمينات غير مؤكدة. ويبدو أن الفنان يختار عن وعي وهدوء أن لا يجعل من مذهبه أمرًا للنقاش العام، وهذا يعكس حرصه على توجيه اهتمام الجمهور لأعماله الفنية فقط.
باسم عبد الأمير فنان بعيد عن إثارة الجدل
ما يميز باسم عبد الأمير هو هدوؤه الإعلامي وبعده التام عن التصريحات المثيرة للجدل أو الانخراط في النقاشات السياسية أو الطائفية، وهي سمة تحترمها شريحة واسعة من الجمهور الخليجي والعربي. فهو فنان يعمل بصمت، ويترك لفنه أن يتحدث عنه، دون أن يدخل في دوائر الاستقطاب أو الانقسام التي يعاني منها المشهد العام أحيانًا. ويُرجح أن هذا التوازن ساهم في استمرارية نجاحه عبر أجيال مختلفة.
أعمال باسم عبد الأمير وتنوعه الفني
شارك الفنان في عشرات المسلسلات الكويتية والخليجية مثل “دارت الأيام”، “جرح الزمن”، و”البيت بيت أبونا”، بالإضافة إلى أعمال حديثة جعلته متواجدًا بقوة في الساحة الفنية حتى السنوات الأخيرة. كما أنه خاض تجربة الإنتاج، حيث أنتج العديد من الأعمال الدرامية التي لاقت رواجًا جماهيريًا، ما يعكس وعيه الفني وقدرته على إدارة مشاريع ناجحة. تنوع أدواره بين الكوميديا والدراما والأعمال الاجتماعية أتاح له الاقتراب من مختلف فئات الجمهور.
أبناء باسم عبد الأمير ومسيرتهم في الفن
لا يقتصر الحضور الفني في عائلة باسم عبد الأمير عليه وحده، بل امتد تأثيره إلى أبنائه الثلاثة: أحمد، فهد، وطلال، والذين انخرطوا جميعًا في المجال الفني بدرجات مختلفة. أحمد، الابن الأكبر، بدأ حياته الفنية كممثل طفل في عدد من المسرحيات والمسلسلات، ثم انتقل لاحقًا إلى مجال الإنتاج والإدارة الفنية، حيث يعمل مع والده في الإشراف على الأعمال الدرامية، مفضلًا العمل خلف الكواليس بعيدًا عن الأضواء. أما فهد، المولود عام 1992، فقد انطلق منذ صغره في التمثيل، وحقق شهرة واسعة من خلال أدواره المتنوعة في الدراما الخليجية، معتمدًا على حضور قوي وأداء تلقائي. في حين يُعد طلال، الابن الأصغر المولود عام 2000، من أكثر الوجوه الشابة بروزًا، وشارك منذ طفولته في أعمال فنية مهمة، إلى جانب دراسته الأكاديمية في الهندسة المدنية في المملكة المتحدة. هذه المسيرة العائلية الفنية المتكاملة تُظهر كيف تحولت الموهبة إلى إرث عائلي ينتقل من جيل إلى آخر، بإشراف ومتابعة من الأب القدير باسم عبد الأمير.
خلاصة القول
سواء كان باسم عبد الأمير سنيًا أم شيعيًا، تبقى هذه مسألة لا تُغير من مكانته كفنان قدم الكثير للساحة الفنية الخليجية. ولعل احترامه لخصوصيته، وحرصه على عدم الخوض في القضايا الدينية، هو ما جعل من شخصيته محببة ومقبولة لدى كافة أطياف الجمهور. يبقى الأهم هو ما يقدمه من فن راقٍ يلامس حياة الناس، ويعبر عن قضاياهم، وهذا ما يستحق المتابعة والتقدير.