في عالم الدراما السورية، برزت أسماء عديدة صنعت مجد الشاشة الصغيرة، ولكن هناك عائلات كاملة وُلد الفن في دمائها، ومن أبرزها عائلة جبر. ومن بين أبرز الوجوه النسائية في هذه العائلة، تتألق مرح جبر ودانا جبر، كلٌّ بطريقتها، وكلٌّ بمرحلتها، لكن الرابط بينهما أعمق من القرابة، إنه الشغف بالفن والموهبة المتجذرة. هذا المقال يأخذنا في جولة متعمقة داخل مسيرة كل من مرح ودانا، لنتعرف إلى نشأتهما، وتحولاتهما الفنية، وملامح شخصياتهما في الحياة العامة.
أقسام المقال
- مرح جبر: ولادة فنية في بيت من ذهب
- مرح جبر: من المسرح إلى الدراما ثم التألق العربي
- مرح جبر: انقطاع وعودة بثبات
- دانا جبر: مولودة في الفن ومعاصِرة للتطور الدرامي
- دانا جبر: من “باب الحارة” إلى أدوار مركبة
- دانا جبر: الحضور الجماهيري والجدل الإعلامي
- عائلة جبر: موهبة تتناقلها الأجيال
- تحليل فني: الفروق والأساليب بين مرح ودانا
- خاتمة: مستقبل واعد يربط الجذور بالإبداع
مرح جبر: ولادة فنية في بيت من ذهب
وُلدت مرح جبر في 30 مايو 1968 بمدينة دمشق في بيئة لا تُشبه أي بيئة أخرى، فهي ابنة الممثل الكبير محمود جبر والممثلة الهادئة هيفاء واصف، وشقيقة النجم الراحل ناجي جبر، وخالتها هي الفنانة الأيقونية منى واصف. نَمت مرح في جو مفعم بالفن والحوار المسرحي، ما جعل الفن جزءًا من تكوينها النفسي والوجداني منذ الطفولة.
مرح جبر: من المسرح إلى الدراما ثم التألق العربي
بدأت مرح حياتها الفنية عبر المسرح الوطني السوري، ومن ثم وجدت طريقها إلى التلفزيون، حيث تألقت في العديد من الأعمال التي أثبتت موهبتها القوية. من مسلسلاتها البارزة: “البواسل”، “جواهر”، “رأس غليص”، “أشواك ناعمة”، “سقف العالم”، و”عندما تشيخ الذئاب”. تميّزت مرح بقدرتها على تقمص الأدوار الصعبة، وإيصال المشاعر المعقدة، حيث قدمت شخصيات متنوعة تراوحت بين الجبروت والنعومة.
مرح جبر: انقطاع وعودة بثبات
مرت مرح بمرحلة انقطاع نسبي عن الساحة الفنية في منتصف الألفية الأولى، لكنها عادت لاحقاً بقوة من خلال أدوار أكثر نضجاً وعمقاً. وقد صرحت في أكثر من لقاء أن هذا التوقف لم يكن سوى فترة تأمل أعادت فيها حساباتها وأولوياتها، ما جعل عودتها مختلفة في الأسلوب والخيارات الفنية.
دانا جبر: مولودة في الفن ومعاصِرة للتطور الدرامي
وُلدت دانا جبر في 15 مارس 1989 في دمشق، وهي تنتمي للجيل الثالث من عائلة جبر الفنية. والدتها شقيقة الفنانة مرح جبر، ما يجعل العلاقة بينهما تجمع بين القرابة والمرجعية الفنية. منذ صغرها، كانت دانا قريبة من كواليس التصوير وأجواء التمثيل، ما جعل انطلاقتها مبكرة وسريعة.
دانا جبر: من “باب الحارة” إلى أدوار مركبة
دخلت دانا عالم التمثيل فعليًا في سن السادسة عشرة، وشاركت في عدد كبير من الأعمال التي جلبت لها شهرة واسعة، أبرزها: “باب الحارة” بأجزائه المتعددة، و”الدبور”، و”صبايا”، و”الفرصة الأخيرة”، و”مقابلة مع السيد آدم”. كما قدمت أدوارًا كوميدية ودرامية وشخصيات جريئة، ما دلّ على مرونة تمثيلية كبيرة واستعداد لخوض تحديات فنية متنوعة.
دانا جبر: الحضور الجماهيري والجدل الإعلامي
حصدت دانا جبر قاعدة جماهيرية عريضة خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحرص على التواصل مع جمهورها بشكل دائم. لكنها أيضاً كانت عرضة لبعض الشائعات والتسريبات التي أزعجتها، إلا أنها واجهت تلك المواقف بصبر، وتمسكت بحقها في حماية خصوصيتها. وأكدت مراراً أن الفن هو رسالتها الأولى، وأنها تسعى دوماً إلى تطوير ذاتها والظهور بأدوار تُثبت قدراتها الحقيقية.
عائلة جبر: موهبة تتناقلها الأجيال
تُعتبر عائلة جبر ظاهرة استثنائية في الوسط الفني السوري، إذ أن أفرادها لم يكتفوا بالمشاركة، بل شكّلوا محطات فارقة في تطور الدراما السورية. محمود جبر، منى واصف، هيفاء واصف، ناجي جبر، ثم مرح ودانا، كلهم جسّدوا مسيرة متكاملة من الفن الراقي، الممتد من المسرح إلى الشاشة الصغيرة. ويُلاحظ أن روح العائلة انعكست في الأداء، والالتزام الفني، والتنوع في اختيار الأدوار، وهو ما يميز هذه العائلة عن غيرها.
تحليل فني: الفروق والأساليب بين مرح ودانا
تختلف مرح ودانا في الكثير من تفاصيل الأداء والاختيارات الفنية، إذ تميل مرح إلى الأدوار ذات النفس العميق والحضور الصارم، بينما تميل دانا إلى الشخصيات المرحة والشبابية والحيوية. لكن هذا لا يعني غياب العمق في أعمال دانا، بل إنها في السنوات الأخيرة بدأت تميل إلى الأدوار المعقدة التي تتطلب بناءً داخليًا حقيقيًا للشخصية.
خاتمة: مستقبل واعد يربط الجذور بالإبداع
بين الماضي الراسخ والحاضر المتجدد، تقف مرح جبر ودانا جبر كرمزين لموهبة لا تعرف الزمن، وتاريخ مشرف يتجدد عبر الإبداع. ومع استمرار عطائهما، تبقى كل منهما مثالًا حيًا على أن الانتماء لعائلة فنية ليس مجرد إرث، بل مسؤولية يتطلب حملها الإخلاص والتطور. ولا شك أن القادم يحمل لهما المزيد من النجاحات، سواء على الساحة السورية أو العربية، حيث الجمهور ينتظر الجديد من كل منهما بشغف.