مساحة المغرب

تبلغ المساحة الإجمالية للمملكة المغربية حوالي 446,550 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها من أكبر الدول في شمال إفريقيا. وإذا أضفنا إليها الأقاليم الجنوبية (الصحراء الغربية)، فإن المساحة تتجاوز 710,000 كيلومتر مربع. هذه المساحة الشاسعة تجعل من المغرب بلدًا ذا تنوع جغرافي وبيئي ملحوظ، ما بين السهول الساحلية الخصبة، والمرتفعات الجبلية، والمناطق الصحراوية، ما يتيح فرصًا تنموية متعددة في مجالات الزراعة، والسياحة، والطاقة، والصناعة.

السهول والوديان الخصبة

تُشكل السهول جزءًا كبيرًا من المساحة المغربية، خاصة تلك الممتدة بين سلاسل جبال الأطلس وساحل المحيط الأطلسي. تُعتبر هذه المناطق من أكثر المناطق خصوبة في شمال إفريقيا، حيث تُستخدم بكثافة في الزراعة وتربية المواشي. أهم هذه السهول سهل الغرب وسهل الحوز وسهل سايس. هذه المناطق الزراعية تنتج محاصيل متنوعة من الحبوب والخضروات والفواكه، وتشكل عصب الأمن الغذائي في المغرب، كما تُسهم في التصدير نحو الأسواق الأوروبية.

الجبال ضمن مساحة المغرب

تسيطر سلاسل جبال الأطلس على جزء كبير من الأراضي المغربية، وتنقسم إلى الأطلس الكبير، والأطلس المتوسط، والأطلس الصغير. بالإضافة إلى جبال الريف شمالًا. هذه الجبال تُوفر تنوعًا بيئيًا مهمًا وتُعد مصدرًا للثروات المائية من خلال الأنهار التي تنبع منها. كما تُمثل وجهات سياحية شتوية مهمة، وتُستغل أيضًا في إنتاج الطاقة الكهرومائية، وتربية الماشية، وزراعة الأشجار المثمرة كالتفاح والزيتون.

الصحراء ضمن المساحة المغربية

الصحراء تُشكّل الجزء الجنوبي من المملكة، وهي منطقة واسعة تضم كثبانًا رملية وسهولًا قاحلة ومناخًا صحراويًا قاسيًا. رغم قلة الموارد في هذه المناطق، فإنها تُعتبر أرضًا خصبة لمشاريع الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية كما في مشروع «نور» في ورزازات، وهو أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم. كما تستقطب السياحة الصحراوية أعدادًا كبيرة من الزوار المهتمين بالتخييم والتجوال في الواحات.

المجال البحري ضمن مساحة المغرب

لا تقتصر مساحة المغرب على البر فقط، بل تشمل أيضًا مجالًا بحريًا مهمًا يمتد على واجهتين بحريتين. هذا المجال يُشكل مصدرًا مهمًا للثروة السمكية، ويُتيح فرصًا ضخمة للاستثمار في الموانئ، واللوجستيك، والطاقة البحرية. الموانئ الكبرى مثل ميناء الدار البيضاء وطنجة المتوسط تلعب دورًا محوريًا في ربط الاقتصاد المغربي بالعالم، كما يتم استغلال الشواطئ في تنمية السياحة الساحلية.

التوزيع السكاني والمساحة

رغم كبر مساحة المغرب، فإن التوزيع السكاني غير متوازن، حيث تتركز الكثافة السكانية في الشمال والسواحل والمدن الكبرى. المناطق الجبلية والصحراوية أقل كثافة، ما يدفع الحكومة إلى تنفيذ سياسات تنموية لتحفيز الاستقرار بها. كما يتم دعم برامج التنمية الجهوية لتقليص الفوارق في البنية التحتية والخدمات بين المناطق الحضرية والريفية.

استغلال الأراضي الزراعية

تحتل الأراضي الزراعية حيزًا واسعًا من مساحة المغرب، وتُدار عبر برامج مخطط المغرب الأخضر، الذي يهدف إلى تحسين الإنتاج، وتقليص الفاقد، وزيادة القيمة المضافة. تنتشر زراعة الحبوب، والزيتون، والحمضيات، والفاكهة في مناطق متعددة، وتُعد هذه المنتجات من بين أهم الصادرات المغربية. كما يُعمل على تنمية الزراعة العضوية والزراعة الذكية باستخدام التقنيات الحديثة.

المدن الكبرى والمساحة الحضرية

تتوسع المدن المغربية بشكل متسارع نتيجة الهجرة الداخلية والنمو السكاني. هذا التوسع يخلق ضغطًا على المساحات الحضرية ويستدعي تخطيطًا مدروسًا للبنية التحتية. مدن مثل الدار البيضاء، والرباط، وفاس، تشهد مشاريع كبرى في النقل والمواصلات والمباني السكنية. كما يتم العمل على خلق مدن جديدة ومناطق صناعية في الأطراف لتخفيف الضغط على المدن التاريخية.