اشتهرت الفنانة ناهد رشدي بتجسيد دور “سنية” في المسلسل المصري الشهير “لن أعيش في جلباب أبي”، الذي يعد واحدًا من أشهر الأعمال الدرامية التي قدمت في فترة التسعينيات. ولدت ناهد رشدي في 14 سبتمبر 1956، وفي مفارقة غريبة، رحلت عن عالمنا في يوم ميلادها الموافق 14 سبتمبر 2024، بعد صراع طويل مع المرض. لعبت رشدي أدوارًا مؤثرة في الدراما المصرية على مدار مسيرتها التي امتدت لأكثر من 40 عامًا، لكنها ستظل دائمًا في ذاكرة المشاهدين بشخصية “سنية” التي قدمتها ببراعة.
أقسام المقال
ناهد رشدي في دور “سنية”
كان دور “سنية” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” من أبرز محطات ناهد رشدي الفنية. جسدت رشدي دور الابنة الكبرى للحاج عبد الغفور البرعي، والذي أداه الفنان الكبير نور الشريف. وقد لاقت الشخصية إعجابًا كبيرًا من المشاهدين، خاصة مشهد زفاف “سنية”، الذي اعتبر أحد أكثر المشاهد شهرة في تاريخ الدراما المصرية.
في لقاءات تلفزيونية قبل وفاتها، كشفت رشدي أنها في البداية لم تكن مقتنعة بقبول هذا الدور. شعرت أن عمرها قريب من عمر الفنانة عبلة كامل، التي أدت دور والدتها في المسلسل، لكنها أدركت لاحقًا أهمية الدور وكيفية تأثيره على الجمهور. وتحدثت عن كيفية تفاعل طاقم العمل كعائلة حقيقية، مما أضاف صدقًا وواقعية إلى أدائها، وهو ما جعلها تحظى بمحبة الجمهور.
ديانة ناهد رشدي
كانت ناهد رشدي مسلمة، وقد كانت تتميز بتواضعها وأخلاقها العالية. عاشت حياة أسرية هادئة بعيدًا عن الأضواء، حيث كانت متزوجة من الدكتور سعد سمير، وقد أمضى زوجها آخر عامين من حياتها في رعايتها بعد أن اشتد بها المرض. أكدت ناهد في تصريحات لها قبل وفاتها أنها كانت تفضل عدم الإفصاح عن تفاصيل مرضها، لأنها لم ترغب في أن يشمت بها البعض أو أن تظهر في صورة الضعف.
إسهامات ناهد رشدي في الدراما المصرية
قدمت ناهد رشدي أدوارًا متنوعة في التلفزيون والمسرح والسينما، حيث شاركت في ما يقارب 200 عمل فني. من أبرز هذه الأعمال: مسلسل “أرابيسك”، “هوانم جاردن سيتي”، و”الزيني بركات”. وفي عام 2020، قدمت دور والدة الشهيد أحمد المنسي في مسلسل “الاختيار”، الذي لاقى استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء.
لم تقتصر مسيرة رشدي على الأدوار التلفزيونية فقط، بل شاركت أيضًا في أعمال مسرحية وسينمائية كانت جزءًا من تاريخ السينما والدراما المصرية. وتبقى أدوارها المختلفة مرجعًا لكل من يريد أن يتعلم كيف يمكن لفنان أن يكون متنوعًا ومخلصًا في أدائه، مما يجعل بصمته دائمة على المشاهدين.
مفارقة رحيل ناهد رشدي في يوم ميلادها
في 14 سبتمبر 2024، فارقت ناهد رشدي الحياة في نفس اليوم الذي ولدت فيه، مما أضفى على خبر رحيلها طابعًا خاصًا ومؤثرًا. أقيمت جنازتها في مسجد الكواكبي بمنطقة العجوزة، بحضور عدد كبير من الفنانين ومحبيها. وقد عبر الكثيرون من زملائها عن حزنهم لفقدانها، وأشادت الفنانة وفاء صادق بطيب أخلاقها وهدوء شخصيتها، مشيرة إلى أنها كانت مثالاً للفنانة المخلصة والإنسانة الطيبة.
برحيل ناهد رشدي، فقدت الساحة الفنية المصرية واحدة من أعمدتها، لكن إرثها الفني سيبقى خالدًا في قلوب محبيها وكل من تابع أعمالها التي أضفت البهجة والمتعة على حياتهم.