تُعتبر القطط من أكثر الحيوانات الأليفة ارتباطًا بالإنسان، إذ تتمتع بذكاء عاطفي وحسي عالٍ، يجعلها قادرة على التفاعل بطرق مدهشة. إلا أن بعض سلالاتها قد تعاني من مشاكل صحية موروثة تؤثر على جودة حياتها، من بينها مشاكل في النظر قد تصل إلى حد العمى. تُثير هذه الحالة العديد من التساؤلات، لا سيما فيما إذا كانت بعض السلالات أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالعمى. في هذا المقال، نستعرض هذه الظاهرة من عدة زوايا تشمل الأسباب، السلالات المعرضة، وسائل الوقاية، وكيفية التكيف.
أقسام المقال
ما هو العمى لدى القطط؟
العمى لدى القطط هو فقدان جزئي أو كلي لحاسة البصر، وقد يحدث بشكل مفاجئ أو تدريجي. تختلف أعراض العمى من حالة لأخرى، وقد لا يُلاحظ بسهولة في البداية، نظرًا لقدرة القطط الكبيرة على التكيف مع تغيّرات محيطها. تشمل العلامات الشائعة للعمى اتساع بؤبؤ العين بشكل دائم، ارتباك القط في الأماكن الجديدة، اصطدامه بالأثاث، أو التردد في النزول أو الصعود.
سلالات القطط المعرضة أكثر للعمى
من المثير للاهتمام أن العمى لا يُعد حالة عشوائية تصيب القطط بشكل متساوٍ، بل إن هناك سلالات محددة ترتفع فيها نسب الإصابة. على سبيل المثال، القطط الفارسية والسيامية تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض العين المزمنة. القط الفارسي، بسبب تركيبته الوجهية المسطحة، يعاني من انسداد القنوات الدمعية وتعرض مستمر للالتهابات. أما القط السيامي، فهناك ارتباط وراثي بين سلالته ومشاكل مثل الضمور الشبكي أو الجلوكوما.
أسباب العمى الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في حالات العمى لدى القطط. الضمور الشبكي التدريجي (PRA) يُعد من أبرز الأمراض الوراثية التي تؤدي لفقدان البصر، ويظهر عادة في القطط من عمر مبكر نسبيًا، ويستمر في التطور حتى يصل إلى العمى الكامل. توجد هذه الحالة في سلالات مثل الأبيسينيان والسومالي والبيرمان. الجدير بالذكر أن بعض السلالات النادرة مثل القط البنغالي قد تُظهر أيضًا طفرات جينية تؤثر على وظائف العين.
أسباب مكتسبة لفقدان البصر
لا تقتصر أسباب العمى على الجينات، بل هناك حالات مكتسبة نتيجة عوامل بيئية أو صحية. من بين هذه العوامل:
- الإصابات المباشرة في العين، مثل الجروح أو الحروق.
- العدوى الفيروسية، كفيروس الهربس القططي أو الفيروس التاجي.
- التهابات الشبكية أو العصب البصري الناتجة عن الفطريات أو الطفيليات.
- ارتفاع ضغط الدم غير المعالج والذي يؤدي إلى تمزق أوعية العين الدقيقة.
- مرض السكري، والذي قد يسبب تلفًا في الشبكية.
علامات مبكرة يجب التنبه لها
من المهم للغاية أن ينتبه المربون إلى علامات تدل على خلل بصري لدى القطط. على سبيل المثال، إذا لاحظت أن القط يتردد في التحرك داخل المنزل، أو يفضل الجلوس في زوايا مظلمة، أو يستخدم حواسه الأخرى أكثر من المعتاد، فربما يشير ذلك إلى تراجع في القدرة البصرية. اتساع بؤبؤ العين، أو عدم الاستجابة للضوء، يُعدان أيضًا من العلامات التحذيرية.
الوقاية من أمراض العيون في القطط
يمكن تقليل خطر الإصابة بالعمى لدى القطط عبر مجموعة من الإجراءات الوقائية الذكية:
- القيام بفحوصات دورية لدى طبيب بيطري مختص بأمراض العيون.
- الحرص على تلقي التطعيمات الضرورية للحماية من الأمراض الفيروسية.
- المحافظة على نظافة البيئة المحيطة بالقط لتفادي الإصابة بالطفيليات أو البكتيريا.
- تقديم تغذية غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين A وE والزنك، لدعم صحة العين.
كيفية التكيف مع قط كفيف
فقدان البصر لا يعني نهاية الحياة الطبيعية للقط. القطط الكفيفة يمكنها أن تعيش بشكل طبيعي إذا توفرت لها البيئة المناسبة. من الأفضل تثبيت الأثاث وعدم تغييره باستمرار، وتجنب ترك الأشياء على الأرض. كما يُفضل استخدام أصوات ناعمة لطمأنة القط، وتخصيص أماكن نوم وأكل ثابتة. الأهم من ذلك، تقديم حب وحنان إضافي لتعويض فقدان البصر بالحس العاطفي.
خاتمة
العمى في القطط ليس أمرًا نادرًا، خاصة في بعض السلالات المعروفة بعيوب وراثية أو تعرضها لأمراض مزمنة. لكن بفضل التقدم في الطب البيطري ووعي المربين، أصبح من الممكن الحد من هذه الحالات وتحسين جودة حياة القطط المصابة. إن المتابعة الصحية، والتغذية السليمة، والبيئة الآمنة، تمثل أسسًا قوية لرعاية أي قط، سواء أكان مبصرًا أم لا.