تُعد القطط من أكثر الحيوانات الأليفة قربًا إلى الإنسان، وغالبًا ما يتم التعامل معها كأفراد من العائلة. وعند إصابتها بالمرض، يسعى الكثير من أصحابها إلى مساعدتها بأي وسيلة، حتى وإن تطلب الأمر استخدام الأدوية البشرية المتوفرة في المنزل. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يمكن فعلاً إعطاء القطط أدوية بشرية بأمان؟ وهل الأدوية التي تُناسب أجسامنا تصلح لأجسامها؟ هذا ما سنستعرضه بالتفصيل في هذا المقال.
أقسام المقال
الاختلاف الكبير بين جسم الإنسان وجسم القطة
من المهم فهم أن القطط تمتلك نظامًا أيضيًا مختلفًا تمامًا عن البشر. أجسامها تتعامل مع المواد الكيميائية والأدوية بطريقة مغايرة، ما يجعل بعض الأدوية التي تعتبر آمنة للبشر قاتلة للقطط. الكبد لدى القطط يفتقر إلى بعض الإنزيمات التي تلعب دورًا حاسمًا في تفكيك الأدوية، مما يجعلها أكثر حساسية للعديد من المركبات الشائعة في الأدوية البشرية.
أدوية بشرية قد تُستخدم تحت إشراف صارم
رغم التحذيرات، إلا أن بعض الأدوية البشرية يمكن أن تُستخدم للقطط في حالات معينة، ولكن ذلك لا يجب أن يتم إلا بعد استشارة الطبيب البيطري. ومن أبرز هذه الأدوية:
- فاموتيدين: لعلاج الحموضة وقرحة المعدة، ويُستخدم بجرعات دقيقة للغاية.
- ديفينهيدرامين: مضاد هيستامين يُستخدم أحيانًا في حالات الحساسية، ولكن يُسبب النعاس.
- لوبيراميد: يُستعمل في علاج الإسهال، ولكن يجب الحذر الشديد، خاصة في القطط الصغيرة أو التي تعاني من مشاكل في الكبد.
- ميتوكلوبراميد (Primperan): يُستخدم كمضاد للغثيان والقيء، ويُعتبر من الأدوية الشائعة المتوفرة في السوق المصري والعربي.
- كلورفينيرامين (Allerfin): مضاد هيستامين يُستخدم في علاج الحكة وحالات الحساسية الجلدية.
- سيميثيكون (Simethicone): يُستعمل لتقليل الغازات والانتفاخ في البطن، ويُعتبر آمنًا بجرعات صغيرة.
- بيبتو-بيسمول (Pepto-Bismol): يُستخدم أحيانًا في حالات اضطراب المعدة، ولكن يجب الحذر الشديد ويُفضل بدائل بيطرية.
حتى الأدوية التي يُعتقد أنها آمنة يمكن أن تُسبب مضاعفات إن لم يتم إعطاؤها بطريقة صحيحة أو عند وجود أمراض أخرى لدى القطة.
أدوية بشرية محظورة تمامًا على القطط
بعض الأدوية الشائعة التي نستخدمها بشكل يومي تُعد خطيرة جدًا على حياة القطط. ومن أبرز هذه الأدوية:
- الباراسيتامول: يتسبب في أضرار جسيمة للكبد وخلايا الدم الحمراء، وقد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.
- الإيبوبروفين: يُسبب نزيفًا داخليًا ومشاكل خطيرة في الكلى، حتى بجرعات صغيرة.
- الأسبرين: يجب استخدامه فقط تحت إشراف طبي صارم، لأنه قد يُسبب اضطرابات في الدم والكبد.
أعراض التسمم تشمل صعوبة في التنفس، تورم الوجه، التقيؤ، شحوب اللثة، انخفاض درجة الحرارة، وفي بعض الحالات، الدخول في غيبوبة.
التصرف السليم عند مرض القطة
عند ملاحظة أعراض مرضية على القطة مثل فقدان الشهية، الكسل، العطس، أو التقيؤ، يُنصح بعدم اللجوء فورًا إلى خزانة الأدوية المنزلية، بل يجب التواصل مع الطبيب البيطري لتشخيص الحالة بشكل صحيح. قد تكون الحالة بسيطة لا تتطلب علاجًا دوائيًا، أو قد تكون مؤشرًا على مرض خطير يحتاج تدخلًا فوريًا.
خطورة الجرعات غير الدقيقة
حتى وإن كان الدواء المستخدم آمنًا في حد ذاته، فإن الجرعة تمثل عاملًا حاسمًا في سلامة القطة. حجم القطة ووزنها وحالتها الصحية جميعها تلعب دورًا في تحديد الجرعة المناسبة. استخدام جرعة زائدة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الأعضاء الحيوية.
التفاعل بين الأدوية وتأثيراته المميتة
من النقاط المهمة التي يغفل عنها البعض أن بعض الأدوية قد تتفاعل مع أدوية أخرى تتناولها القطة، ما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة أو أعراض جانبية مميتة. الطبيب البيطري هو الشخص الوحيد القادر على تحديد مدى تعارض الأدوية أو توافقها.
بدائل آمنة لعلاج القطط
بدلاً من استخدام الأدوية البشرية، تتوفر في الأسواق أدوية بيطرية مُخصصة للقطط، وهي تحتوي على مكونات آمنة بتركيزات مناسبة. كما توجد مكملات غذائية وأعشاب طبية يُمكن أن تدعم جهازها المناعي وتُساعد في الشفاء.
دور التوعية والوقاية
يلعب الوعي دورًا رئيسيًا في حماية القطط من مخاطر الأدوية البشرية. ويُنصح دائمًا بقراءة منشورات الأطباء البيطريين ومتابعة الحملات التوعوية التي تُنظمها العيادات والمراكز البيطرية. كذلك من المفيد الاحتفاظ بدفتر صحي يحتوي على معلومات الأدوية المسموح بها للقطة، وفقًا لتوصيات الطبيب.
الخاتمة
أمان القطة مسؤولية تقع على عاتق صاحبها، واستخدام الأدوية البشرية دون إشراف بيطري قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. في ظل توفر بدائل آمنة وفعالة، لا يوجد أي مبرر لتعريض حياة الحيوان للخطر. القاعدة الذهبية هنا: لا تُعالج قطتك من تلقاء نفسك، فكل دواء قد يحمل خطرًا إن لم يُستخدم بالطريقة الصحيحة.