في عالم الفن السوري، يبرز اسم وائل زيدان كأحد الوجوه المعروفة التي تركت بصمة في الدراما والإنتاج، لكنه ليس مجرد ممثل عادي، بل جزء من عائلة فنية لها تاريخ طويل في المشهد الإبداعي. وُلد وائل في دمشق عام 1970، ونشأ في بيئة محافظة بعيدة عن الأضواء، لكنه اختار طريق التمثيل ليصبح لاحقًا واحدًا من الأسماء التي يعرفها الجمهور العربي. شقيقه الأكبر أيمن زيدان، نجم الدراما السورية، كان له دور كبير في مسيرته، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو وجود أخ توأم له يُدعى مهند، يشكل جزءًا غامضًا من حياة هذا الفنان. في هذا المقال، نستعرض قصة وائل وعلاقته بأخيه التوأم، مع لمحات من حياته الشخصية والفنية التي صنعت اسمه.
أقسام المقال
وائل زيدان وأخوه التوأم مهند: لغز العائلة
عندما نتحدث عن وائل زيدان، لا يمكن تجاهل الجزء الأكثر غموضًا في حياته، وهو أخوه التوأم مهند. على عكس إخوته أيمن وشادي اللذين اختارا التمثيل، ظل مهند بعيدًا عن الأضواء، مما جعل وجوده مفاجأة للكثيرين. تداولت بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي قبل سنوات تُظهر شخصًا يُشبه وائل بشكل لافت، وسرعان ما تبين أنه مهند، التوأم الذي لم يسلك طريق الفن. هذا الاكتشاف أثار فضول الجمهور، خاصة أن العائلة الزيدانية معروفة بتكتمها على حياتها الخاصة.
لا توجد تفاصيل كثيرة عن مهند، لكن ما يُعرف أنه لم يظهر في أي عمل فني أو يشارك في الأنشطة الإعلامية التي ارتبطت بإخوته. يبدو أن اختياره لعيش حياة هادئة كان قرارًا واعيًا، بعيدًا عن صخب الشهرة التي عاشها وائل وأيمن. هذا التباين بين التوأمين يضيف بُعدًا مثيرًا لقصة وائل، حيث يجمع بين حياة الفنان المعروف وعلاقة عائلية غامضة مع أخيه الذي فضّل الابتعاد.
نشأة وائل زيدان في أسرة متواضعة
وائل زيدان لم يكن طفلًا نشأ في بيئة مليئة بالفن، بل جاء من أسرة محافظة في دمشق. والده غالب زيدان عمل موظفًا في وزارة الداخلية، بينما كان جده شكري زيدان مختار البلدة، مما يعكس جذورًا راسخة في المجتمع السوري التقليدي. في هذه الأجواء البسيطة، بدأ وائل حياته بعيدًا عن أحلام التمثيل، لكن شغفه بالفن قاده لاحقًا ليصبح جزءًا من عالم الدراما. وجود أخ توأم مثله مثل مهند ربما كان له تأثير خفي على شخصيته، حيث نشأ وهو يتقاسم الأيام الأولى مع شخص يشبهه تمامًا.
دخول وائل زيدان عالم التمثيل بمساعدة أيمن
لم يكن دخول وائل عالم الفن مجرد صدفة، بل كان شقيقه الأكبر أيمن زيدان بمثابة العراب الذي مهد له الطريق. بدأ وائل مشواره عام 1999 بدور صغير في مسلسل “جواد الليل”، الذي أخرجه باسل الخطيب وشارك فيه أيمن أيضًا. هذه الخطوة الأولى كانت بداية انطلاقته، حيث استفاد من خبرة أخيه الكبير ليثبت نفسه تدريجيًا. وائل نفسه أكد في لقاءات أن أيمن كان قاسيًا معه أحيانًا، لكنه يعتبره السبب في ثقته بنفسه كممثل، وهو ما يعكس علاقة عائلية قوية تجمع بين الدعم والتحدي.
وائل زيدان يتحول من ممثل إلى منتج
لم يكتفِ وائل بالتمثيل، بل قرر خوض تجربة الإنتاج ليضيف بُعدًا جديدًا لمسيرته. في عام 2001، أصبح مدير إنتاج مسلسل “ألو جميل ألو هناء”، وهي الخطوة التي أظهرت طموحه للتأثير في الصناعة الفنية من زاوية أخرى. لاحقًا، أسهم في تقديم أعمال عربية مهمة، مما جعله من الرواد في تصدير المواهب السورية إلى العالم العربي. هذا التحول يبرز شخصية وائل كفنان متعدد المواهب، قادر على التأقلم والابتكار في مجال معقد مثل الإنتاج.
حياة وائل زيدان الشخصية بعيدًا عن الأضواء
على الرغم من شهرته، يحافظ وائل على حياة شخصية هادئة. هو متزوج من شيرين حسن ولديه ثلاثة أبناء: سارة وغالب وورد. هذه العائلة الصغيرة تمثل ملاذه بعيدًا عن ضغوط العمل الفني، وهو نادرًا ما يتحدث عنها في الإعلام. وجود أخ توأم مثل مهند ربما يعزز هذا الجانب الخاص في حياته، حيث يبدو أن العائلة تفضل الحفاظ على بعض الجوانب بعيدًا عن العيون الفضولية.
تغيير وائل زيدان لوزنه يثير الجدل
في عام 2020، فاجأ وائل زيدان جمهوره بخسارته 60 كيلوغرامًا من وزنه بعد عملية جراحية لتغيير مسار المعدة. هذا التغيير الكبير لم يمر دون تعليقات، حيث رأى البعض أنه أثر على حضوره الكوميدي الذي اعتادوا عليه. وائل تحدث عن هذه التجربة بصراحة، مؤكدًا أنها جعلته أكثر نشاطًا وحيوية، لكنه لم ينكر أن وزنه السابق كان جزءًا من شخصيته الفنية التي أحبها الجمهور.
أبرز أعمال وائل زيدان في الدراما السورية
خلال أكثر من عقدين، قدم وائل زيدان عشرات الأعمال التي تراوحت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية. من “ألو جميل ألو هناء” الذي اشتهر فيه بشخصية “مسعود”، إلى “أيام الدراسة” و”طوق البنات”، استطاع أن يثبت حضوره كممثل متعدد الأوجه. أعماله الأخيرة مثل “بروكار” و”أحلى أيام” في 2020 أظهرت تطور أدائه، مما يعكس قدرته على مواكبة التغيرات في الدراما السورية.
علاقة وائل زيدان بأخويه أيمن وشادي
بالإضافة إلى مهند، يرتبط وائل بعلاقة وثيقة مع أخويه أيمن وشادي زيدان، وكلاهما من نجوم الدراما السورية. شادي، الذي رحل في وقت مبكر، ترك إرثًا فنيًا لا يُنسى، بينما لا يزال أيمن يشكل رمزًا في عالم التمثيل. وائل دائمًا ما يشير إلى أيمن كمرشد له، بينما يبدو أن علاقته بمهند، التوأم الغامض، تظل بعيدة عن الأضواء، مما يجعلها لغزًا مثيرًا للاهتمام في حياة هذا الفنان.