في عالم الفن السوري، تبرز أسماء لامعة تحمل في طياتها قصصاً عائلية غنية بالثقافة والإبداع، ومن بينها جفرا يونس، الممثلة الشابة التي صنعت لنفسها مكانة مميزة في الدراما العربية. لكن خلف هذا النجاح، تقف عائلة ساهمت بشكل كبير في صقل موهبتها، وفي مقدمتها والدها، الذي يُعد ركيزة أساسية في حياتها. بعيداً عن الأضواء، كان والد جفرا يونس شخصية ذات طابع علمي وثقافي، حيث عمل كدكتور في الهندسة الكهربائية، مما أضفى على البيت الذي نشأت فيه جفرا طابعاً خاصاً يمزج بين العلم والفن. هذا المقال يسلط الضوء على شخصية والدها، ودوره في حياة نجمة الدراما السورية، إلى جانب جوانب أخرى من مسيرتها وحياتها العائلية.
أقسام المقال
- والد جفرا يونس كان مهندساً كهربائياً متميزاً
- دعم والد جفرا يونس لابنته في بداياتها الفنية
- جفرا يونس تنتمي لعائلة ثقافية متأصلة
- رحيل والد جفرا يونس ترك أثراً كبيراً في حياتها
- كيف شكلت العائلة مسيرة جفرا يونس الفنية؟
- جفرا يونس بدأت مسيرتها مبكرة بمسلسل “الجمل”
- عودة جفرا يونس للتمثيل بعد انقطاع طويل
- أبرز أعمال جفرا يونس التلفزيونية
- تألق جفرا يونس في السينما والمسرح
- باقي أعمال جفرا يونس المميزة
والد جفرا يونس كان مهندساً كهربائياً متميزاً
لم يكن والد جفرا يونس مجرد أب يرعى ابنته في بداياتها، بل كان رجلاً يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، مما يعكس شغفه بالعلم والمعرفة. هذا الجانب العلمي في شخصيته لم يكن بعيداً عن تأثيره على ابنته، فقد نشأت جفرا في بيئة تجمع بين الانضباط الأكاديمي والانفتاح على الفنون. على الرغم من أن المعلومات المتوفرة عنه لا تكشف تفاصيل دقيقة عن مسيرته المهنية، إلا أن دوره كأب داعم كان واضحاً في اختيارات جفرا الفنية الأولى، حيث رافقها في خطواتها الأولى نحو عالم التمثيل.
دعم والد جفرا يونس لابنته في بداياتها الفنية
في عام 1999، عندما كانت جفرا في الثامنة من عمرها، ظهرت لأول مرة على الشاشة في مسلسل “الجمل”، وكان ذلك بمثابة انطلاقة غيرت مسار حياتها. وراء هذه البداية، كان والدها حاضراً بقوة، حيث لم يعترض على اقتراح صديق العائلة الفنان رافي وهبي بترشيحها للدور. بل على العكس، اصطحبها بنفسه إلى المخرج خلدون المالح لإجراء الاختبارات، وهو ما أثمر عن نجاحها في تجسيد شخصية “نجمة” التي نالت عنها جوائز عديدة. هذا الدعم المبكر يعكس رؤية والدها المنفتحة، التي سمحت لابنته باستكشاف موهبتها رغم صغر سنها.
جفرا يونس تنتمي لعائلة ثقافية متأصلة
لم يكن والد جفرا وحده من أثر في حياتها، بل كانت العائلة بأكملها تمثل بيئة غنية بالثقافة والفكر. فوالدتها، التي كانت صاحبة دار جفرا للنشر، أضافت بُعداً أدبياً للمنزل، بينما كان جدها المفكر عبد الله الأحمد، رئيس اتحاد المخترعين العرب، رمزاً للإبداع والابتكار. هذا الإرث العائلي جعل من جفرا شخصية متعددة الأوجه، تجمع بين شغف الفن وحب المعرفة، وهو ما انعكس لاحقاً في اختياراتها الفنية العميقة والمتنوعة.
رحيل والد جفرا يونس ترك أثراً كبيراً في حياتها
في عام 2016، واجهت جفرا يونس خسارة كبيرة بوفاة والدها، وهي في خضم تصوير مسلسل “العراب: تحت الحزام”. هذا الحدث كان بمثابة صدمة عاطفية لها، خاصة أنها كانت تربطها به علاقة وثيقة. لم تتحدث جفرا كثيراً عن هذه الفترة، لكن تأثير الخسارة كان ملحوظاً في تركيزها اللاحق على أدوار تحمل عمقاً درامياً، كما في مسلسل “الندم” الذي عُرض في نفس العام، والذي شهد نقطة تحول في مسيرتها الفنية.
كيف شكلت العائلة مسيرة جفرا يونس الفنية؟
إلى جانب والدها، لعبت والدتها دوراً محورياً في حياة جفرا، حيث كانت مرشدتها في اختيار الأدوار وداعمة لها في بداياتها. بعد وفاة والدها، واجهت جفرا خسارة أخرى بوفاة والدتها في 2019، مما جعلها تعيش فترة من الحزن العميق. لكن هذه التجارب العائلية الصعبة لم تُضعفها، بل زادتها قوة وأثرت في أدائها الفني، حيث أصبحت تختار أدواراً تحمل طابعاً إنسانياً وتعكس تجاربها الشخصية.
جفرا يونس بدأت مسيرتها مبكرة بمسلسل “الجمل”
تعود بدايات جفرا الفنية إلى مسلسل “الجمل” عام 1999، حيث جسدت شخصية “نجمة”، ابنة الفنانة سلمى المصري في العمل. هذا الدور، الذي جاء بدعم من والدها، لم يكن مجرد بداية عابرة، بل حصدت عنه درع التميز والإبداع من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون. هذه الانطلاقة المبكرة وضعت الأساس لمسيرة فنية طويلة، حيث أثبتت جفرا أنها ليست مجرد طفلة موهوبة، بل ممثلة قادرة على التطور والنضج.
عودة جفرا يونس للتمثيل بعد انقطاع طويل
بعد نجاحها في “الجمل”، قررت والدتها إبعادها عن التمثيل للتركيز على دراستها، وهو قرار دعمه والدها أيضاً. التحقت جفرا بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرجت منه في 2012، لتعود بعدها إلى الساحة الفنية بقوة. أولى خطوات عودتها كانت في فيلم “حرائق البنفسج” عام 2014، ومن ثم توالت أعمالها التلفزيونية التي أظهرت نضجها الفني.
أبرز أعمال جفرا يونس التلفزيونية
بعد عودتها، شاركت جفرا في مسلسل “العراب: نادي الشرق” عام 2015، إلى جانب نجوم كبار مثل جمال سليمان وباسل خياط. في العام نفسه، ظهرت في “دامسكو”، وهو عمل شامي أظهر قدرتها على تقمص الأدوار التاريخية. أما عام 2016، فكان عاماً حافلاً مع “الندم” و”نبتدي منين الحكاية” و”العراب: تحت الحزام”، حيث برزت كممثلة متعددة المواهب، قادرة على الانتقال بين الأدوار العصرية والتقليدية بسلاسة.
تألق جفرا يونس في السينما والمسرح
لم تقتصر موهبة جفرا على التلفزيون، فقد تألقت في السينما من خلال أفلام مثل “طريق النحل” عام 2017، و”المخاض” الذي حصلت عنه على جائزة في مهرجان دلهي السينمائي. كما شاركت في مسرحية “بار في شارع الحمراء”، مما أظهر قدرتها على التأقلم مع مختلف أشكال الفن التمثيلي. هذه الأعمال أكدت أن جفرا ليست مجرد ممثلة تلفزيونية، بل فنانة شاملة.
باقي أعمال جفرا يونس المميزة
توالت نجاحات جفرا في أعمال مثل “سماء صغيرة” و”شبابيك” و”أوركيديا” عام 2017، ثم “دقيقة صمت” و”سوق الحرير” في السنوات اللاحقة. كما فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان لندن المستقل للأفلام عام 2022 عن دورها في “أحلام مرسومة بالتراب”. هذه الأعمال تعكس تطورها المستمر، وتؤكد أن الدعم العائلي الذي تلقته من والدها ووالدتها كان بمثابة الوقود الذي دفعها نحو النجاح.