وفاة صالح العويل

رحل عن عالمنا الفنان المصري صالح العويل في الخامس من فبراير 2025، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يمتد لأكثر من ستة عقود. وُلد العويل في 19 مارس 1946 بمحافظة الشرقية، وبدأ مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، حيث اشتهر بأدوار الشر الثانوية التي أضفت بصمة خاصة على السينما والدراما المصرية. عاش حياة حافلة بالأعمال الفنية، وكان آخر ظهور له في كواليس مسلسل “جودر 2” قبل أن يودعه الجمهور بعد صراع طويل مع المرض. كان صالح العويل رمزًا من رموز الفن الذين تركوا أثرًا في ذاكرة عشاق الشاشة، وعلى الرغم من ابتعاده عن الأضواء في سنواته الأخيرة، بقي اسمه محفورًا في قلوب محبيه.

تفاصيل وفاة صالح العويل

شهدت الأيام الأخيرة من حياة الفنان صالح العويل تدهورًا ملحوظًا في حالته الصحية، حيث أُدخل إلى إحدى المستشفيات الكبرى بالقاهرة بعد معاناة مع عدة أمراض. بدأت الأزمة بوعكة صحية شديدة ألزمته الرعاية المركزة، نتيجة إصابته بقصور في عضلة القلب وانسداد في الشريان التاجي. لم تتوقف معاناته عند هذا الحد، فقد أضيف إلى ذلك ارتفاع نسبة السموم في جسده، مما استدعى خضوعه لجلسات غسيل كلوي. في الساعات الأخيرة، دخل العويل في غيبوبة تامة، وتوقفت أجهزة جسده تدريجيًا عن العمل حتى أعلن خبر وفاته عن عمر ناهز 78 عامًا.

صراع صالح العويل مع المرض

لم تكن الوعكة الأخيرة هي الأولى في مسيرة الفنان صحيًا، فقد سبق أن تعرض لجلطة في المخ قبل أشهر من وفاته. في تلك الفترة، أظهر تحسنًا ملحوظًا، حتى عاد إلى التمثيل والظهور في كواليس أعماله الفنية. لكن الأزمات الصحية عادت لتطارده، حيث عانى من صعوبة في التنفس وتراكم المياه على الرئة، إلى جانب مضاعفات أثرت على قلبه وكليتيه. كان هذا الصراع محط اهتمام جمهوره وزملائه، الذين تابعوا أخباره بحزن حتى لحظة الرحيل.

جنازة صالح العويل تشهد حضورًا فنيًا

أقيمت صلاة الجنازة على الفنان الراحل يوم الخميس 6 فبراير 2025 في مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، مسقط رأسه، حيث شُيع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة. حضر الجنازة عدد من الفنانين، أبرزهم ياسر جلال الذي كان حريصًا على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على صديقه وزميله. أما العزاء فقد أُقيم في نفس اليوم بعد صلاة المغرب بمسجد النور بالقاهرة، وسط حضور جماهيري وفني عكس مدى تأثير العويل في المشهد الفني المصري.

بداية صالح العويل الفنية مع “اللص والكلاب”

انطلق صالح العويل في عالم الفن عام 1962 من خلال فيلم “اللص والكلاب”، حيث شارك بدور صغير إلى جانب النجم شكري سرحان. على الرغم من بساطة الدور، إلا أنه شكل نقطة انطلاق له نحو مسيرة طويلة. تميز العويل بأداء شخصيات الشر ببراعة، مما جعله وجهًا مألوفًا في الأعمال التي تتطلب حضورًا قويًا حتى في الأدوار الثانوية.

صالح العويل في “جبل الحلال” مع محمود عبد العزيز

من الأعمال التي تركت بصمة في مسيرته، مسلسل “جبل الحلال” عام 2014، حيث شارك إلى جانب الراحل محمود عبد العزيز. تحدث العويل في حوارات سابقة عن سعادته بالعمل مع “الساحر”، مشيرًا إلى أن المشاهد التي جمعتهما كانت من أبرز لحظاته الفنية. أضاف المسلسل إلى رصيده الدرامي بعض اللحظات التي لا تُنسى لدى الجمهور.

آخر ظهور لصالح العويل في “جودر 2”

كان آخر عمل فني شارك فيه العويل هو مسلسل “جودر 2” المقرر عرضه في رمضان 2025. ظهر في كواليس التصوير بصحبة ياسر جلال، الذي كان داعمًا كبيرًا له خلال فترة مرضه. جاء هذا الظهور بعد تعافيه المؤقت من الجلطة، لكنه لم يكمل المشوار، حيث وافته المنية قبل أن يرى الجمهور العمل على الشاشة.

أبرز أعمال صالح العويل الأخرى

إلى جانب أعماله البارزة، شارك العويل في عشرات الأفلام والمسلسلات، منها “الأشرار”، “مضى قطار العمر”، “البريء”، “ضاع العمر يا ولدي”، “حسن اللول”، و”عصابة حمادة وتوتو”. كما كان له حضور في أعمال تلفزيونية أخرى أثرت في الدراما المصرية، حيث قدم شخصيات متنوعة أظهرت قدرته على التكيف مع مختلف الأدوار.

علاقة صالح العويل بياسر جلال

جمعت علاقة صداقة قوية بين العويل وياسر جلال، تجلت في دعم الأخير له خلال أزماته الصحية. كان جلال يزوره باستمرار في المستشفى، وظهر ذلك جليًا في كواليس “جودر 2”. عبر نجل العويل، هشام، عن شكره لجلال في أكثر من مناسبة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم كان له أثر كبير على والده في محنته.

إرث صالح العويل الفني

ترك صالح العويل خلفه إرثًا فنيًا غنيًا، يعكس قدرته على تقديم أدوار متنوعة رغم تركيزه على الشخصيات الثانوية. كان حضوره كافيًا ليضيف لمسة خاصة لأي عمل، سواء في السينما أو التلفزيون. رحيله يمثل خسارة للمشهد الفني المصري، لكنه سيظل عالقًا في أذهان الجمهور بأدواره التي صنعت جزءًا من تاريخ الفن العربي.