جرامبي كات القطة الغاضبة

تعتبر جرامبي كات واحدة من أشهر القطط على الإنترنت على الإطلاق. بفضل تعابير وجهها الغاضبة الفريدة، أصبحت هذه القطة الصغيرة رمزًا عالميًا للغضب الظاهر، رغم أنها لم تكن في الواقع غاضبة على الإطلاق. قصة جرامبي كات تروي كيف أن حيوانًا أليفًا بسيطًا يمكن أن يصبح ظاهرة ثقافية، مستحوذًا على قلوب الملايين من البشر حول العالم.

بداية القصة: من هي جرامبي كات؟

جرامبي كات، التي ولدت في 4 أبريل 2012 تحت اسم “تاردر صوص”، هي قطة من ولاية أريزونا الأمريكية. وُلدت بتشوهات جينية تسببت في قصر قوامها وتعابير وجهها الدائمة الغضب. ولكن هذه التعابير، التي كانت نتيجة لقصور الفك السفلي وقزمة القطط، هي التي جعلتها مشهورة للغاية. بدأت شهرتها عندما نشر شقيق مالكتها، براين بوندسن، صورة لها على موقع “رديت” في سبتمبر 2012، ليتحول وجهها الغاضب إلى رمز عالمي في غضون ساعات قليلة.

الشهرة العالمية: من الإنترنت إلى التلفاز والكتب

لم تظل شهرة جرامبي كات مقتصرة على الإنترنت فقط. بعد الانتشار السريع لصورتها، بدأت العروض والفرص تتوالى. ظهرت في برامج تلفزيونية شهيرة مثل “اليوم” و”صباح الخير يا أمريكا”، وأصبحت وجهًا إعلانيًا لعلامات تجارية مثل “فريسكيس”. كما أصدرت كتبًا خاصة بها، أشهرها “Grumpy Cat: A Grumpy Book” و”The Grumpy Guide to Life”، وكلاهما حقق نجاحًا كبيرًا. حتى أنها كانت نجمة لفيلم تلفزيوني بعنوان “Grumpy Cat’s Worst Christmas Ever” والذي صدر في 2014.

ديانة مالكة جرامبي كات: تاباثا بوندسن

بينما كانت جرامبي كات هي النجمة الرئيسية، لم يكن بالإمكان تحقيق هذه الشهرة بدون الجهود التي بذلتها مالكتها، تاباثا بوندسن. تاباثا، التي تعتنق الديانة المسيحية، كانت دائمًا تعبر عن امتنانها للدعم الكبير الذي حظيت به القطة وعائلتها. رغم أن تفاصيل معتقداتها الدينية لم تكن محورًا رئيسيًا في الإعلام، إلا أن الإيمان كان جزءًا من حياتها الشخصية، وكانت تذكر في مقابلاتها أحيانًا كيف أن هذا النجاح كان نعمة غير متوقعة بالنسبة لها.

نهاية الرحلة: وفاة جرامبي كات

في 14 مايو 2019، فقد العالم جرامبي كات بعد مضاعفات ناتجة عن عدوى في المسالك البولية. توفيت جرامبي في بيتها وبين ذراعي تاباثا، حيث أعلن خبر وفاتها في 17 مايو من نفس العام عبر منصات التواصل الاجتماعي. تلقت الأسرة ملايين الرسائل من المعجبين الذين أعربوا عن حزنهم لفقدان هذه الأيقونة الصغيرة. حتى بعد وفاتها، تواصل جرامبي كات إلهام الملايين حول العالم بروحها “الغاضبة” التي كانت في الواقع تعبيرًا عن شيء آخر غير الغضب.

إرث جرامبي كات

رغم رحيلها، تظل جرامبي كات رمزًا في ثقافة الإنترنت، ويستمر تأثيرها في مجال الميمات والكوميديا. تُعتبر قصتها تذكيرًا بأن ما قد يبدو غير مألوف أو غير مثالي يمكن أن يصبح مصدر إلهام وفرح للكثيرين. إرثها يستمر عبر المنتجات التي تحمل صورتها، والكتب التي تحكي قصتها، والأفلام التي تخلد ذكراها.