يُعد محمود حميدة أحد أعمدة الفن المصري، حيث قدم على مدار عقود طويلة أعمالًا سينمائية وتلفزيونية تركت أثرًا عميقًا في قلوب المشاهدين. وُلد في 7 ديسمبر 1953، ونشأ في بيئة تجمع بين الجذور الريفية والأرستقراطية، مما أضفى على شخصيته طابعًا خاصًا. بعيدًا عن الأضواء، تظل عائلته جزءًا لا يتجزأ من حياته، حيث يحرص على إبراز قيمتها في حياته اليومية. تزوج مرتين، وأنجب أربع بنات من زوجته الأولى، إحداهن اختارت أن تسير على دربه الفني، ليمتد إرثه إلى جيل جديد.
أقسام المقال
محمود حميدة يبني عائلة كبيرة مع زوجتيه
عاش محمود حميدة تجربتين زوجيتين شكلتا حياته الأسرية. زوجته الأولى، سهير، كانت رفيقة دربه في بدايات حياته، وأنجب منها أربع بنات هن: أسماء، إيمان، أمنية، وآية. وفي عام 1992، قرر الزواج من مها، التي كانت أرملة ولديها ولدان من زواج سابق، خالد وأميرة، واعتبرهما محمود كأولاده، معبرًا عن حبه لهما كجزء من عائلته. في لقاءاته، وصف سهير بـ”شريكة حياته كلها”، بينما أشار إلى زواجه من مها كخطوة جاءت بدافع الحب والاحترام، مؤكدًا تمسكه بالقيم الأسرية. بناته الأربع من سهير أصبحن مصدر فخره، حيث يشارك لحظاته معهن في المناسبات العائلية.
إيمان برزت كمديرة أعمال والدها، مما يعكس ثقته الكبيرة بها، بينما اختارت آية دخول عالم التمثيل، لتصبح وجهًا صاعدًا في الدراما المصرية. كما احتفل محمود بزفاف خالد، ابن زوجته مها، من الفنانة بشرى في 2024، معبرًا عن سعادته بالقول: “العائلة هي سر الفرح”، في دلالة واضحة على أهمية الروابط الأسرية في حياته.
نشأ محمود حميدة بين الريف والمدينة
تشكلت شخصية محمود حميدة من نشأته المميزة التي جمعت بين عالمين متباينين. والده، خريج كلية الزراعة، ينحدر من أسرة فلاحين في قرية منيل السلطان بالجيزة، بينما تنتمي والدته إلى عائلة أرستقراطية كان جدها مستشارًا قضائيًا. عاش طفولته بين أحضان الريف مع جده الفلاح، الذي كان يعشقه، وبين حياة المدينة في مصر الجديدة بالقاهرة. هذا التنوع انعكس على أدواره الفنية التي تمزج بين الأصالة والعصرية.
بدايات محمود حميدة الفنية من المسرح
بدأ محمود حميدة مشواره الفني منذ صغره عبر فرق المسرح المدرسي، حيث أظهر شغفًا واضحًا بالتمثيل. استمر هذا الحب خلال دراسته الجامعية، التي انتهت بتخرجه من كلية التجارة عام 1981، بعد سنوات متعثرة في كلية الهندسة. أول ظهور احترافي له كان في مسلسل “الأزهر الشريف منارة الإسلام” عام 1982، ليبدأ بعدها مسيرة طويلة في التلفزيون والسينما، حيث أثبت موهبته بسرعة بأداء لافت.
محمود حميدة يؤسس شركة إنتاج ومجلة
لم يكتفِ محمود حميدة بدور الممثل، بل سعى لتطوير المجال الفني بتأسيس شركة إنتاج أطلق عليها “البطريق”، قدمت عدة أعمال مميزة. كما أسس مجلة “الفن السابع”، معبرًا عن شغفه بالسينما ورغبته في دعم المواهب الشابة. هذه المبادرات أظهرت رؤيته الثقافية العميقة، التي استلهمها من حبه للقراءة، خاصة أشعار فؤاد حداد التي تأثر بها منذ طفولته.
أهم أعمال محمود حميدة في السينما
تألق محمود حميدة في السينما منذ ظهوره الأول في “الأوباش” عام 1986، ليصبح أحد نجومها البارزين. من أفلامه الشهيرة “الإمبراطور” مع أحمد زكي، و”شمس الزناتي” مع عادل إمام، حيث قدم أدوارًا متنوعة عززت مكانته. كما برع في “المصير” و”دانتيلا”، مجمعًا بين العمق الدرامي والحضور القوي، مما جعله محط إشادة واسعة.
محمود حميدة يترك بصمة في الدراما
رغم تركيزه على السينما، قدم محمود حميدة أعمالًا تلفزيونية مميزة مثل “أبيض وأسود” مع صلاح ذو الفقار، و”لما كنا صغيرين” مع خالد النبوي. كما تألق في “نقل عام”، حيث جسد دور سائق نقل عام، وشاركته ابنته آية، التي لعبت دور ابنته في العمل، في تجربة عكست تقاطع حياته الشخصية والفنية.
آخر أعمال محمود حميدة حتى 2025
حتى مارس 2025، يواصل محمود حميدة تقديم أعمال جديدة، أبرزها “مطرح مطروح”، وهو فيلم كوميدي عُرض في 2023، يعود لأربعينيات القرن الماضي. في هذا العمل، يجسد دور موظف حكومي إلى جانب كريم عفيفي وشيماء سيف، محافظًا على حضوره الطاغي الذي يجذب الجمهور.
باقي أعمال محمود حميدة اللافتة
إلى جانب أعماله الكبرى، شارك محمود حميدة في أفلام مثل “حرب الفراولة”، “جنة الشياطين”، و”الرجل الثالث”، ومسلسلات مثل “الأب الروحي”. كما قدم أدوارًا إذاعية مثل “ما وراء النهر”، وعروضًا مسرحية أكدت تنوع موهبته الفنية.