جمال سليمان يترشح لرئاسة سوريا

يُعد جمال سليمان واحدًا من أبرز نجوم الدراما السورية، حيث ترك بصمة واضحة في عالم الفن العربي بأدواره المميزة التي تجمع بين العمق والحضور القوي. وُلد في دمشق عام 1959، وبدأ مسيرته الفنية بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، ليصبح لاحقًا أستاذًا في نفس المعهد. لم يكتفِ بذلك، بل أكمل دراسته في بريطانيا وحصل على ماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988. عاد إلى سوريا ليواصل مسيرته الفنية، لكنه لم يكن يعلم أن السياسة ستفتح له بابًا جديدًا في مرحلة لاحقة من حياته.

جمال سليمان يعلن رغبته في رئاسة سوريا

في ديسمبر 2024، أثار جمال سليمان ضجة كبيرة عندما كشف عن نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهورية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. جاء هذا الإعلان خلال مقابلة تلفزيونية، حيث أكد أن لديه رغبة حقيقية لخدمة بلاده في هذا المنصب، لكنه اشترط موافقة الشعب السوري ورؤيتهم له كشخصية مناسبة. هذا التصريح لم يكن مفاجئًا تمامًا، فقد سبق له منذ سنوات أن تحدث عن فكرة الترشح، مشيرًا إلى أنها محاولة لكسر الخوف الذي زرعه النظام السابق في نفوس السوريين من الطموح للمناصب القيادية.

لماذا أراد جمال سليمان الترشح لرئاسة سوريا؟

لم يكن قرار جمال سليمان مجرد نزوة عابرة، بل انعكاس لرؤيته السياسية التي تشكلت عبر سنوات من المعارضة لنظام الأسد. منذ بداية الثورة السورية في 2011، أبدى موقفًا واضحًا ضد النظام، مما اضطره لمغادرة سوريا والعيش في المنفى. يرى سليمان أن سوريا بحاجة إلى قيادة تجمع الشعب وتتجاوز الانقسامات الطائفية، وهو ما عبر عنه لاحقًا عندما انتقد اعتراض البعض على ترشحه بسبب انتمائه العلوي من جهة والده، بينما والدته من الطائفة السنية.

جمال سليمان يواجه الانتقادات

لم تمر فكرة ترشح جمال سليمان دون جدل، فقد واجه موجة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. بعض السوريين رأوا أن انتماءه الطائفي قد يكون عائقًا، فيما اعتبر آخرون أن خلفيته الفنية لا تؤهله لقيادة بلد يمر بمرحلة انتقالية معقدة. ردًا على ذلك، أكد سليمان أن هدفه هو طي صفحة الماضي وبناء دولة تعتمد على الانتماء الوطني وليس الديني أو الطائفي، معبرًا عن أسفه لاستمرار النظرة التقسيمية بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب.

عودة جمال سليمان إلى سوريا بعد الغياب

بعد 13 عامًا من الغياب، عاد جمال سليمان إلى سوريا في يناير 2025، واصفًا تلك اللحظة بأنها “حلم طال انتظاره”. خلال زيارته، تحدث عن فرحة السوريين بالتغيير، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستعتمد على المؤتمر الوطني لتحديد مصير البلاد. هذه العودة عززت من حضوره كشخصية عامة، لكنها أثارت أيضًا تساؤلات حول جدية ترشحه ومدى قبوله شعبيًا.

جمال سليمان والجدل الأخير حول العقوبات

في مارس 2025، ظهرت اتهامات جديدة لجمال سليمان عندما زعمت ناشطة سورية أنه شارك في وفد علوي طالب الكونغرس الأمريكي بالإبقاء على العقوبات ضد سوريا. نفى سليمان هذه الادعاءات بشدة، مؤكدًا أنه لا ينتمي لأي منظمة طائفية وأن موقفه ينبع من رغبته في إنقاذ سوريا وليس تعطيلها. هذا الجدل أعاد إشعال النقاش حول دوره السياسي ومدى تأثيره في المشهد السوري الجديد.

مستقبل جمال سليمان في السياسة

مع اقتراب مرحلة صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات في سوريا، يبقى اسم جمال سليمان حاضرًا كخيار محتمل. رغم خبرته الفنية الطويلة، فإن وعيه السياسي ومشاركته في هيئة التفاوض السورية يمنحانه قاعدة للتحرك نحو المنصب الأعلى. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيقبل السوريون بفنان في قصر الرئاسة؟ الإجابة قد تتضح قريبًا مع تطور الأحداث في البلاد.