صباح الجزائري واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، اشتهرت بأدوارها المميزة التي تركت بصمة واضحة في قلوب المشاهدين. ولدت في مدينة دمشق عام 1955، وهي تنتمي إلى عائلة فنية عريقة، حيث شقيقتها الكبرى سامية الجزائري ممثلة معروفة أيضًا. بدأت مسيرتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين أصبحت رمزًا للتمثيل السوري بفضل موهبتها وحضورها القوي. لقبت بـ”سندريلا الشاشة السورية” لجمالها وأناقتها، وهي أم لثلاثة أبناء وراء كل منهم قصة خاصة. حياتها الشخصية والمهنية مليئة بالتفاصيل التي تستحق الاستكشاف، وهذا المقال سيسلط الضوء على أصولها، عائلتها، زوجها، وجوانب أخرى من حياتها.
أقسام المقال
أصل صباح الجزائري
تنحدر صباح الجزائري من عائلة سورية أصيلة في مدينة دمشق، حيث ولدت في 23 يناير 1955. اسمها الكامل هو صباح محمد الجزائري، وترتبط بلقب “الجزائري” الذي قد يوحي للبعض بأصول جزائرية، لكن في الحقيقة هو لقب عائلتها السورية التي عاشت في دمشق لأجيال. هناك من يربط اللقب بتاريخ الهجرة الجزائرية إلى سوريا في القرن التاسع عشر، لكن لا توجد معلومات مؤكدة تثبت ذلك بشكل مباشر فيما يخص عائلتها. نشأت صباح في بيئة فنية، حيث كانت شقيقتها سامية الجزائري قد سبقتها إلى عالم التمثيل، مما أثر في اختيارها لهذا المجال لاحقًا.
بنات صباح الجزائري
صباح الجزائري أم لثلاثة أبناء، اثنتان منهما بنات هما رشا التقي وترف التقي. رشا التقي ورثت موهبة والدتها ودخلت عالم الفن كممثلة ومخرجة، حيث قدمت عدة أعمال أظهرت فيها قدراتها الفنية. أما ترف التقي فهي الأخرى ممثلة شابة تُعتبر من الأسماء الواعدة في الدراما السورية، وقد أشادت صباح بموهبة ترف قائلة إنها من ستحمل راية العائلة الفنية في المستقبل. الابن الثالث هو كرم التقي، الذي يميل إلى التمثيل أيضًا لكنه أقل نشاطًا من شقيقتيه. صباح فخورة جدًا بأبنائها، وكثيرًا ما تتحدث عن دورهم في حياتها وكيف أن الفن أصبح جزءًا من تراث عائلتها.
زوج صباح الجزائري
تزوجت صباح الجزائري مرتين في حياتها. الزواج الأول كان من الفنان السوري الشهير دريد لحام في بداية حياتها، لكنه لم يدم طويلًا، حيث انفصلا بعد شهرين فقط دون أن يكشفا عن أسباب واضحة للانفصال. لاحقًا، ارتبطت برجل الأعمال السوري رباح التقي في عام 1982، وهو الزواج الذي استمر حتى اليوم. رباح التقي ليس من الوسط الفني، لكنه دعم صباح في مسيرتها، وأنجبت منه أبناءها الثلاثة. في تصريحات لها، كشفت صباح أنها هي من اقترحت الزواج على رباح بعد تعارفهما ونشوء مشاعر بينهما، مما يعكس شخصيتها الجريئة والمباشرة.
ديانة صباح الجزائري
صباح الجزائري مسلمة، وهي تنتمي إلى الأغلبية المسلمة في سوريا. لم تتحدث صباح كثيرًا عن تفاصيل دينها أو ممارساتها الدينية في حياتها العامة، لكن الانتماء الديني يظهر من خلال نشأتها في دمشق، وهي مدينة ذات طابع إسلامي بارز. عائلتها، بما في ذلك شقيقتها سامية، تنتمي إلى الثقافة الإسلامية السورية التقليدية، وهو ما يتماشى مع سياق حياتها الاجتماعية.
بداية صباح الجزائري الفنية
انطلقت صباح الجزائري في عالم الفن عام 1972، حيث كانت في السابعة عشرة من عمرها. بدايتها كانت مع مسلسل “ملح وسكر”، وهو عمل كوميدي جمعها بأسماء كبيرة مثل دريد لحام ونهاد قلعي. هذه التجربة الأولى مهدت الطريق لها لتصبح واحدة من نجمات الدراما السورية. انضمت إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 1977، وبدأت في تقديم أدوار متنوعة أظهرت قدرتها على الجمع بين الكوميديا والتراجيديا، مما جعلها محبوبة لدى الجمهور.
أهم أعمال صباح الجزائري: باب الحارة
لا يمكن الحديث عن صباح الجزائري دون ذكر دورها الشهير في مسلسل “باب الحارة”، حيث جسدت شخصية “أم عصام”. هذا الدور جعلها اسمًا مألوفًا في كل بيت عربي، حيث قدمت شخصية الأم الشامية القوية والحنونة ببراعة. المسلسل، الذي يصور الحياة في دمشق القديمة، حقق نجاحًا كبيرًا، وكانت صباح جزءًا أساسيًا من هذا النجاح على مدى مواسمه الأولى.
أعمال صباح الجزائري الأخرى
إلى جانب “باب الحارة”، شاركت صباح في العديد من الأعمال المميزة مثل “الأبابيد”، “عائد إلى حيفا”، و”مذكرات حماد”. كما قدمت أدوارًا في مسلسلات كوميدية مثل “صح النوم” و”أسعد الوراق”، مما أظهر تنوعها الفني. رصيدها يتجاوز 80 عملًا تلفزيونيًا، بالإضافة إلى مسرحيات مثل “غربة” التي حصلت عنها على جوائز تقديرية.
حياة صباح الجزائري الشخصية
صباح الجزائري معروفة بتواضعها وحبها لعائلتها وزملائها. في أحد اللقاءات، عبرت عن حبها الكبير لزوجها رباح التقي، واصفة إياه بـ”سندها ورفيق عمرها”. كما أنها عانت من فترات ابتعاد عن أبنائها بسبب ظروف الحرب في سوريا، خاصة ابنتها ترف التي كانت في لبنان لفترة. هذه التجارب عززت من صلابتها كأم وزوجة، وهي دائمًا ما تشير إلى أهمية العائلة في حياتها.
جوائز صباح الجزائري وتكريمها
خلال مسيرتها الطويلة، حصلت صباح الجزائري على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في “باب الحارة” في موسميه الثاني والثالث. كما تم تكريمها في مهرجانات عربية عدة تقديرًا لإسهاماتها في الدراما السورية، مما يعكس مكانتها كواحدة من رواد هذا المجال إلى جانب أسماء مثل منى واصف.
صباح الجزائري اليوم
في عام 2025، لا تزال صباح الجزائري نشطة في عالم الفن رغم تقدمها في العمر، حيث تبلغ الآن 70 عامًا. تستمر في المشاركة في أعمال جديدة، وتحافظ على حضورها القوي في الدراما السورية. كما أنها تتابع مسيرة أبنائها الفنية عن كثب، وتظل مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الممثلين.