عائلة صباح الجزائري

تُعدّ صباح الجزائري واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، حيث تركت بصمة لا تُمحى في عالم الفن العربي بفضل موهبتها الاستثنائية و حضورها القوي على الشاشة. ولدت في دمشق عام 1955، ونشأت في بيئة فنية غنية، فهي الأخت الصغرى للممثلة الكوميدية الشهيرة سامية الجزائري، مما جعل الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتها منذ الصغر. بدأت مشوارها الفني في أوائل السبعينيات، وسرعان ما أصبحت رمزًا للأداء الطبيعي والمؤثر، لتُلقب بـ”سندريلا الشاشة السورية”. لكن بعيدًا عن الأضواء، تتشكل حياة صباح الجزائري من خلال عائلتها التي تُعتبر محور اهتمامها الأول، حيث تجمعها علاقات وثيقة مع أفرادها، سواء من زوجها أو أبنائها أو أقاربها الفنانين.

صباح الجزائري وزوجها رباح التقي

على الصعيد الشخصي، ارتبطت صباح الجزائري باللبناني رباح التقي، وهو رجل أعمال بعيد عن عالم الفن، لكنه كان داعمًا كبيرًا لها في مسيرتها. بدأت علاقتهما في أوائل الثمانينيات، وتحديدًا منذ زواجهما في عام 1982، لتشكل هذه العلاقة أساسًا متينًا لعائلتها. تتحدث صباح دائمًا عن زوجها بعبارات مليئة بالحب والتقدير، مشيرة إلى أنه “حياتها وحبيبها”، وهو ما يعكس استقرار حياتهما الزوجية التي استمرت لعقود. هذا الزواج لم يكن الأول لها، إذ سبق أن ارتبطت لفترة قصيرة جدًا بالفنان السوري دريد لحام، لكن تلك التجربة انتهت سريعًا بعد شهرين فقط، لتجد بعدها في رباح التقي الشريك الذي أكمل معها رحلة الحياة.

أبناء صباح الجزائري الثلاثة

أثمر زواج صباح الجزائري من رباح التقي عن ثلاثة أبناء هم رشا وترف وكرم، والذين تُعتبرهم صباح “عمرها وعيونها”، حسب وصفها في أحد اللقاءات النادرة. رشا التقي، الابنة الكبرى، ورثت شغف والدتها بالتمثيل والإخراج، وشاركت في عدة أعمال فنية، منها مسلسل “باب الحارة”، حيث لعبت دور “هدى”. أما ترف التقي، فقد اختارت أيضًا طريق الفن، وتتميز بحماس كبير للتمثيل، وهي من ترى صباح فيها استمرارية مسيرتها الفنية. بينما كرم، الابن الوحيد، يميل إلى الفن أيضًا، لكنه لم يسلك مسارًا واضحًا مثل شقيقتيه حتى الآن، مفضلاً البقاء بعيدًا عن الأضواء نسبيًا.

علاقة صباح الجزائري بأختها سامية

لا يمكن الحديث عن عائلة صباح الجزائري دون الإشارة إلى شقيقتها الكبرى سامية الجزائري، التي تُعدّ من أبرز نجمات الكوميديا في سوريا. العلاقة بين الأختين تتجاوز الأخوة إلى الصداقة والدعم المتبادل، حيث نشأتا معًا في دمشق وسط أجواء فنية محفزة. سامية، التي اشتهرت بأدوارها في أعمال مثل “صح النوم”، كانت بمثابة مرشد لصباح في بداياتها، رغم اختلاف أسلوبيهما الفنيين، فبينما تميل سامية إلى الكوميديا، اختارت صباح الدراما العميقة. هذه العلاقة أضافت بُعدًا عائليًا مميزًا لمسيرتهما، وجعلت من عائلة الجزائري نموذجًا للعائلات الفنية المتكاملة.

ابنة عم صباح الجزائري الممثلة نبال

تمتد الروابط الفنية في عائلة صباح الجزائري لتشمل ابنة عمها الممثلة نبال الجزائري، التي تُعتبر من الوجوه المعروفة في الدراما السورية. نبال، التي شاركت في أعمال بارزة مثل “الخوالي”، تحمل نفس الإرث الفني العائلي، وتُظهر التشابه في الموهبة والالتزام الذي يميز هذه العائلة. على الرغم من أن علاقتها بصباح ليست موثقة بالتفصيل في الإعلام، إلا أن وجودها يعزز فكرة أن الفن يجري في دماء هذه العائلة، مما يجعلها واحدة من أكثر العائلات تأثيرًا في المشهد الفني السوري.

صباح الجزائري تبدأ مشوارها الفني

انطلقت صباح الجزائري في عالم الفن عام 1972 بمشاركتها في فيلم “مقلب من المكسيك”، لتبدأ بعدها رحلة طويلة مع الدراما التلفزيونية والمسرحية. في العام نفسه، ظهرت في مسلسل “صح النوم” إلى جانب عمالقة الكوميديا مثل دريد لحام، وهو ما شكل انطلاقتها الحقيقية. هذه البداية كانت مدعومة ببيئتها العائلية الفنية، حيث وجدت في أختها سامية وابنة عمها نبال مصدر إلهام، مما ساعدها على الانضمام إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 1977، لتصبح واحدة من رواد الدراما السورية.

أهم أعمال صباح الجزائري في التسعينيات

شهدت التسعينيات تألق صباح الجزائري في أعمال تركت أثرًا كبيرًا، مثل مسلسل “العبابيد” الذي عُرض عام 1996، حيث قدمت دورًا مؤثرًا يعكس قدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة. كما شاركت في “عائد إلى حيفا”، وهو عمل درامي يحمل طابعًا وطنيًا قويًا، أظهر تنوع أدوارها. هذه الفترة عززت مكانتها كنجمة لا غنى عنها في الدراما السورية، مستفيدة من دعم عائلتها وخبرتها المتزايدة.

صباح الجزائري في باب الحارة

ربما يكون دور صباح الجزائري في مسلسل “باب الحارة” هو الأكثر شهرة في مسيرتها، حيث لعبت شخصية “أم عصام” بداية من الجزء الأول عام 2006. هذا الدور جعلها قريبة من قلوب المشاهدين العرب، وشاركت فيه إلى جانب ابنتها رشا التقي، مما أضاف بُعدًا عائليًا لتجربتها في العمل. استمر تألقها عبر الأجزاء المتعددة للمسلسل، ليصبح رمزًا للأم السورية التقليدية القوية.

أعمال أخرى لصباح الجزائري

بعد “باب الحارة”، واصلت صباح الجزائري تقديم أعمال مميزة، منها مسلسل “نزار قباني” عام 2005، الذي تناول حياة الشاعر الشهير، و”حارس القدس” عام 2020، بالإضافة إلى “الكندوش” و”للموت” في 2021. كما شاركت في أعمال سابقة مثل “مرايا” و”زمن الصمت” و”أنا القدس”، مما يظهر تنوعها الفني وقدرتها على التكيف مع مختلف الأدوار على مدار عقود.

صباح الجزائري تواجه تحديات صحية

في السنوات الأخيرة، مرت صباح الجزائري بوعكة صحية أثارت قلق محبيها، حيث خضعت لفحوصات طبية وعلاجات استمرت لفترة. رغم ذلك، أكدت في تصريحات متفرقة أنها تتحسن تدريجيًا، معتمدة على دعم عائلتها وجمهورها. هذه التجربة أظهرت قوتها الشخصية، وكيف ظلت عائلتها ملاذها الآمن وسط التحديات، مما يعكس عمق الروابط التي تجمعها بأبنائها وزوجها.