تُعتبر رنا جمول من الوجوه البارزة في الدراما السورية، حيث نجحت في ترك أثر واضح في عالم الفن منذ بدايتها في التسعينيات. ولدت عام 1974 في مدينة طرطوس الساحلية لأب سوري وأم لبنانية، مما أضفى على شخصيتها تنوعًا ثقافيًا انعكس في أدوارها. بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، خطت أولى خطواتها بفيلم “رسائل شفهية” الذي كشف عن موهبة استثنائية. لكن بعيدًا عن الشاشة، تظل حياتها الأسرية، خاصة مع زوجها وأولادها، جزءًا لا يتجزأ من قصتها التي يتابعها الجمهور بشغف.
أقسام المقال
رنا جمول وزواجها من الهادي قرنيط
جمعت رنا جمول علاقة زوجية بمدير الإنتاج التونسي الهادي قرنيط، في لقاء بدا كأنه مزيج بين الفن والعمل الإنتاجي. بدأت علاقتهما في فترة كانت رنا تؤسس فيها مكانتها الفنية، حيث تقاطعت مساراتهما خلال عمل مشترك أدى إلى قصة حب تكللت بالزواج. لم تكن هذه العلاقة مجرد زواج عابر، بل شراكة أنتجت استقرارًا عائليًا لسنوات طويلة، رغم تعرضها لتقلبات، أبرزها الانفصال في 2008 بسبب استحالة العشرة بينهما، كما صرحت رنا في حوارات سابقة. استمر الانفصال لخمس سنوات، قبل أن يعود الثنائي في 2013، ليعيشا حياة مستقرة حتى الآن.
أولاد رنا جمول: بين الفن والخصوصية
أثمر زواج رنا من الهادي قرنيط عن ولد وبنت، ليث وليلى، اللذين ورثا موهبة والدتهما الفنية، لكنهما اختارا مسارات مختلفة في التعامل مع الأضواء. ابنها ليث بدأ مشواره الفني وهو في الثانية من عمره في مسلسل “خان الحرير”، ثم شارك في أعمال بارزة مثل “الانتظار” عام 2006 بدور الفتى الأعمى، و”على حافة الهاوية” عام 2007 بشخصية شقيق لوليا، و”الحصرم الشامي الجزء الثاني” عام 2008. لكن ليث واجه تحديات كبيرة أثناء التصوير، حيث كان يضطر للسهر حتى ساعات متأخرة والانتظار لفترات طويلة، مما أثر عليه نفسيًا وجسديًا. في مرحلة لاحقة، قرر ليث ووالدته التوقف عن التمثيل، حيث أبدى اهتمامًا بدراسة الإخراج في المستقبل، كما أن رنا رأت أنه في سن حرجة تتطلب رعاية أكبر من الأهل.
أما ابنتها ليلى، فقد كانت بعيدة عن الأضواء لفترة طويلة، لكنها دخلت عالم التمثيل لأول مرة في 2020، بعد أن أقنعتها والدتها بالمشاركة في مسلسل “رد قلبي”. في هذا العمل، أدت ليلى الشخصية نفسها التي تؤديها رنا ولكن في سن أصغر، في تجربة عكست التقارب بين الأم وابنتها. خلال فترة الحجر الصحي في 2020، قضت ليلى وقتًا مع والدتها في دبي، حيث تعلمتا معًا اللغة الصينية والعزف على الغيتار، وجربن وصفات طعام جديدة، مما يعكس اهتمام ليلى بالأنشطة التعليمية والإبداعية. رغم دخولها عالم التمثيل، تظل ليلى بعيدة عن الإعلام، حيث تحرص رنا على حماية خصوصية ابنتها.
رنا جمول تُفضل العائلة على الفن
رغم تألقها الفني، شددت رنا جمول على أن عائلتها تظل أولويتها القصوى. في تصريحاتها، أشارت إلى أنها اختارت أن تكون الأمومة والحياة الزوجية في صدارة اهتماماتها، حتى لو تطلب ذلك التضحية ببعض الفرص المهنية. هذا الموقف عكس شخصيتها التي تجمع بين القوة والحساسية، مؤكدة أن استقرار أسرتها هو مصدر إلهامها الحقيقي.
انفصال رنا جمول وعودتها لزوجها
مرت علاقة رنا بالهادي قرنيط بفترة صعبة تمثلت في انفصالهما عام 2008. لم تكشف رنا تفاصيل هذا القرار، لكنها لمحت لاحقًا إلى أن الانفصال امتد لخمس سنوات قبل أن يعودا معًا. هذه الخطوة أثارت تكهنات حول دور الأولاد في لمّ شمل الأسرة، لكن رنا اختارت الحفاظ على خصوصية هذه اللحظات، مؤكدة أهمية إبعاد حياتها الشخصية عن العناوين الصحفية.
بداية رنا جمول الفنية مع “رسائل شفهية”
شهد عام 1991 انطلاقة رنا جمول عبر فيلم “رسائل شفهية”، حيث أدت دور “سلمى” بإتقان ملفت رغم كونها طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية. هذا العمل لم يكن مجرد تجربة أولى، بل نقطة تحول جعلتها محط أنظار المنتجين والمخرجين، ممهدًا الطريق لمسيرة حافلة.
تنوع أدوار رنا جمول في الدراما
انتقلت رنا بعد السينما إلى الدراما التلفزيونية، مقدمة أدوارًا متنوعة بين التاريخي والاجتماعي. بدأت بمسلسل “بسمة الحزن” عام 1992، ثم عززت حضورها في “الزير سالم”. لاحقًا، تألقت في “التغريبة الفلسطينية” و”ربيع قرطبة”، مانحة الجمهور شخصيات عميقة تركت أثرًا في ذاكرة المشاهدين.
رنا جمول وشغف الدبلجة
لم تقتصر مواهب رنا على التمثيل، بل امتدت لتشمل الدبلجة، حيث أبدعت في إعطاء صوتها لشخصيات كرتونية مثل “سندريلا” و”داي الشجاع”. كما ساهمت في دبلجة مسلسلات تركية مثل “سنوات الضياع”، مما أظهر قدرتها على التأقلم مع أشكال فنية متعددة، مضيفة لمسيرتها بُعدًا جديدًا.
أبرز أعمال رنا جمول في السنوات الأخيرة
حافظت رنا على تألقها في السنوات الأخيرة بأعمال مثل “الإمام” عام 2017، و”أبناء القلعة” عام 2018، ثم “باب الحارة 11” عام 2021. هذه الأعمال أبرزت قدرتها على تقديم شخصيات معقدة، سواء في سياق تاريخي أو معاصر، مما يعكس خبرتها العريضة.
رنا جمول وباقي أعمالها المميزة
إلى جانب أدوارها الرئيسية، شاركت رنا في مسلسلات مثل “عشتار”، “عصي الدمع”، “أحمر”، و”الحلاج”. كما ظهرت في أفلام سينمائية إضافية مثل “آه يا بحر” عام 1993 و”صعود المطر” عام 1995، مؤكدة حضورها المستمر في الساحة الفنية بأعمال متنوعة ومؤثرة.