غزوان الصفدي، اسم لمع في سماء الدراما السورية منذ أواخر التسعينيات، يحمل في جعبته تاريخًا فنيًا حافلًا بالأدوار المتنوعة التي تراوحت بين الكوميديا والتراجيديا، إلى جانب مشاركاته البارزة في الأعمال التاريخية. وُلد هذا الفنان في محافظة السويداء جنوب سوريا عام 1970، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1996، ليبدأ مسيرته الفنية بعدها بعام واحد فقط. اشتهر بتقديم شخصيات لا تُنسى، مثل “جواد” في مسلسل “الخوالي”، وبعد سنوات من النشاط المكثف، اختفى عن الأضواء لفترات طويلة أثارت تساؤلات الجمهور حول أسباب غيابه. في هذا المقال، نستعرض رحلة غزوان الصفدي الفنية، ونركز على اللغز الذي حيّر عشاقه: ما الذي أبعد هذا الفنان عن الساحة الفنية؟
أقسام المقال
- لماذا اختفى غزوان الصفدي عن الشاشة؟
- غزوان الصفدي يفضل الإذاعة على التمثيل
- عودة غزوان الصفدي بعد غياب 12 عامًا
- غزوان الصفدي يستقر في بريطانيا مع عائلته
- هل نجومية شادي الصفدي أثرت على غزوان؟
- بداية غزوان الصفدي الفنية في التسعينيات
- تألق غزوان الصفدي في مسلسل الخوالي
- تنوع أدوار غزوان الصفدي في العقد الأول من الألفية
- غزوان الصفدي في العربجي 2 يثبت حضوره
- أهم أعمال غزوان الصفدي الأخرى
لماذا اختفى غزوان الصفدي عن الشاشة؟
غياب غزوان الصفدي عن الساحة الفنية لم يكن مجرد صدفة أو قرارًا عابرًا، بل ارتبط بظروف شخصية ومهنية دفعت به إلى الابتعاد عن الأضواء لسنوات طويلة. آخر ظهور درامي له كان في مسلسل “أرواح عارية” عام 2012، وبعدها بدأت فترة انقطاع استمرت نحو 12 عامًا قبل عودته في رمضان 2022. يُرجح أن الأحداث التي شهدتها سوريا منذ 2011 لعبت دورًا كبيرًا في هذا الغياب، إذ انتقل غزوان مع عائلته إلى بريطانيا خلال تلك الفترة، مما أبعده عن مركز صناعة الدراما في دمشق. هذا الانتقال لم يكن فقط تغييرًا جغرافيًا، بل بداية مرحلة جديدة ركز فيها على حياته الشخصية بعيدًا عن ضغوط العمل الفني.
غزوان الصفدي يفضل الإذاعة على التمثيل
خلال فترة غيابه عن الشاشة، لم يتوقف غزوان الصفدي عن الإبداع تمامًا، بل وجد ملاذًا آخر في عالم الإذاعة. بعد سبع سنوات من الابتعاد عن التمثيل، عاد إلى الجمهور عبر برنامج “يا مرحبا” الذي قدمه على إذاعة “شوفي ما في”، وهي محطة تهتم بالشأن السوري ونشر الثقافة الفراتية. كان البرنامج يبث يوميًا من الأحد إلى الخميس، وقدّم فيه غزوان محتوى ثقافيًا وترفيهيًا بعيدًا عن ضغوط الكاميرا والإنتاج الدرامي. هذا التحول يشير إلى رغبته في استكشاف مجالات جديدة بعيدًا عن الأدوار التقليدية التي اشتهر بها.
عودة غزوان الصفدي بعد غياب 12 عامًا
في رمضان 2022، فاجأ غزوان الصفدي محبيه بعودة قوية إلى الشاشة من خلال عملين دراميين هما “كسر عضم” و”مع وقف التنفيذ”. هذه العودة لم تكن مجرد ظهور عابر، بل حملت طابعًا خاصًا بعد غياب طويل، حيث رحبت به زملاؤه في الوسط الفني، مثل الفنانة شكران مرتجى التي شاركته كواليس “مع وقف التنفيذ”. مسلسل “كسر عضم”، الذي أخرجته رشا شربتجي، تناول قضايا اجتماعية معاصرة في سوريا، بينما قدم “مع وقف التنفيذ” رؤية درامية مختلفة، مما أتاح لغزوان استعراض قدراته الفنية بعد سنوات من التوقف.
غزوان الصفدي يستقر في بريطانيا مع عائلته
من أبرز الأسباب التي ساهمت في غيابه عن الساحة الفنية هي استقراره في بريطانيا مع زوجته الإعلامية الأردنية سارة كمال فياض وابنتهما شمس. بعد زواجه الأول القصير من الفنانة سوسن أرشيد الذي انتهى بالانفصال دون إنجاب، تزوج غزوان من سارة وأسس عائلة صغيرة اختار لها العيش بعيدًا عن صخب دمشق. هذا الاستقرار العائلي قد يكون أحد العوامل التي جعلته يعيد ترتيب أولوياته، مفضلاً الهدوء والابتعاد عن ضغوط الشهرة والإنتاج الفني في فترة مليئة بالتحديات داخل سوريا.
هل نجومية شادي الصفدي أثرت على غزوان؟
غزوان الصفدي ليس الوحيد في عائلته الذي سلك طريق الفن، فشقيقه شادي الصفدي ممثل معروف بأعمال مثل “مقابلة مع السيد آدم” و”أولاد آدم”. يرى البعض أن النجاح الكبير الذي حققه شادي قد يكون ألقى بظلاله على مسيرة غزوان، خاصة أن الأخير اختار الابتعاد في وقت كان فيه شادي يواصل تألقه. لكن لا توجد أدلة قاطعة تؤكد أن هذا السبب كان حاسمًا في غياب غزوان، بل يبدو أن قراره كان شخصيًا ومرتبطًا بظروفه الحياتية أكثر من أي تنافس عائلي.
بداية غزوان الصفدي الفنية في التسعينيات
انطلقت مسيرة غزوان الصفدي الفنية عام 1997، بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية. في تلك السنة، شارك في مسلسلات مثل “هوى بحري” و”عيلة 7 نجوم” و”تل الرماد”، مقدمًا أدوارًا أظهرت موهبته المبكرة. كما ظهر في مسلسل “حمام القيشاني”، ليبدأ ببناء قاعدة جماهيرية عريضة. هذه البداية القوية مهدت الطريق لتألقه في العقد التالي، حيث أصبح اسمًا مألوفًا في الدراما السورية.
تألق غزوان الصفدي في مسلسل الخوالي
في عام 2000، خطف غزوان الصفدي الأنظار بدور “جواد” في مسلسل “الخوالي”، وهو العمل الذي يُعتبر علامة فارقة في مسيرته. هذا الدور التاريخي جعله محط اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث برزت قدرته على تقديم شخصيات معقدة بأسلوب طبيعي ومقنع. “الخوالي” لم يكن مجرد محطة عابرة، بل أسهم في تثبيت اسمه كأحد نجوم الدراما السورية في تلك الفترة.
تنوع أدوار غزوان الصفدي في العقد الأول من الألفية
خلال الفترة من 2006 إلى 2012، قدم غزوان الصفدي مجموعة متنوعة من الأدوار التي عكست مرونته الفنية. في 2006، شارك في “غزلان في غابة الذئاب” و”خالد بن الوليد”، وفي 2007 ظهر في “وصمة عار” و”الحصرم الشامي”. استمر تألقه في 2008 مع “يوم ممطر آخر” و”وجه العدالة”، ثم في 2009 مع “قلوب صغيرة” و”زمن العار”. أما في 2010 و2011، فقد شارك في “قيود الروح” و”توق”، ليختتم هذه المرحلة بـ”أرواح عارية” في 2012، وهو آخر أعماله قبل الغياب الطويل.
غزوان الصفدي في العربجي 2 يثبت حضوره
بعد عودته، واصل غزوان الصفدي تألقه في 2024 من خلال مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل “العربجي”. في هذا العمل، قدم شخصية “الغوراني”، وهو بائع مكانس بسيط في الحارة، ليثبت قدرته على التنوع والابتكار حتى بعد سنوات من الغياب. وصف غزوان هذا العمل بأنه نقلة نوعية في مسيرته، مشيرًا إلى أن التنوع في الأدوار يظل دائمًا مغريًا لأي فنان يسعى لتجديد حضوره.
أهم أعمال غزوان الصفدي الأخرى
إلى جانب الأعمال المذكورة، شارك غزوان في مسلسلات أخرى تركت بصمة في الدراما السورية، مثل “أهل الغرام” و”أبناء الرشيد” و”الانتظار” في 2006، و”هيك تجوزنا” و”أولاد القيمرية” في 2008، و”الدبور” و”أسعد الوراق” في 2010، بالإضافة إلى “بقعة ضوء” و”مغامرات دليلة والزيبق” في 2011 و2012. هذه الأعمال، التي تجاوز عددها الخمسين، تؤكد تنوعه وقدرته على التأقلم مع مختلف الأنواع الدرامية.