في عالم الدراما السورية، يبرز اسم غزوان الصفدي كأحد الممثلين الذين تركوا بصمة واضحة بفضل موهبتهم المتنوعة وحضورهم القوي على الشاشة. ولد هذا الفنان في مدينة السويداء عام 1970، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1996، ليبدأ مسيرته الفنية التي امتدت لعقود، متنقلاً بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية والتاريخية. عاد الصفدي إلى الأضواء مؤخراً بعد غياب طويل، ليشارك في أعمال بارزة مثل مسلسل “العربجي”، حيث أظهر قدرته على تقديم شخصيات جديدة تلفت الانتباه. بعيداً عن التمثيل، يعيش الصفدي حياة هادئة في بريطانيا مع عائلته، مما يضيف لمسة إنسانية إلى قصته الفنية.
أقسام المقال
غزوان الصفدي يتألق في “العربجي”
شهد عام 2024 عودة غزوان الصفدي إلى الدراما السورية من خلال مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل “العربجي”، وهو عمل درامي جمع نخبة من نجوم الشاشة السورية. في هذا المسلسل، قدم الصفدي شخصية “الغوراني”، وهو رجل بسيط يعمل بائع مكانس في الحارة، ليضفي بعداً جديداً على أدواره السابقة. هذا الدور، بحسب تصريحاته، جاء مختلفاً كلياً عما قدمه من قبل، مما يعكس رغبته في التنويع والابتعاد عن النمطية. المسلسل نفسه، الذي يحكي قصصاً شعبية في إطار درامي مشوق، حقق نجاحاً كبيراً في جزئه الأول، مما جعل الجمهور يترقب بشغف ما سيقدمه الصفدي في هذا السياق.
كيف أثر نجاح “العربجي” على غزوان الصفدي؟
بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من “العربجي” في 2023، كان على فريق العمل بأكمله، بمن فيهم غزوان الصفدي، تحمل مسؤولية كبيرة للحفاظ على مستوى التوقعات في الجزء الثاني. تحدث الصفدي عن هذا الضغط في لقاءات صحفية، مشيراً إلى أن العمل في الجزء الثاني لم يكن مجرد تكرار للنجاح، بل سعى إلى تقديم نقلة نوعية من حيث الصورة والديكور والأداء التمثيلي. هذا الطموح جعل دوره في “العربجي” محط أنظار المتابعين، خاصة أن الشخصية التي يؤديها تحمل طابعاً شعبياً يتناسب مع أجواء المسلسل العامة.
غزوان الصفدي وبداياته الفنية
لم تكن رحلة غزوان الصفدي في عالم الفن وليدة اللحظة، بل بدأت منذ صغره على خشبة المسرح المدرسي في السويداء. بعد حصوله على شهادة البكالوريا، انتقل إلى دمشق ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث صقل موهبته بين أساتذة بارزين وأقرانه من الفنانين مثل وائل رمضان وسامر المصري. أول ظهور له على الشاشة كان عام 1997 في مسلسلات مثل “هوى بحري” و”تل الرماد”، ليثبت منذ البداية أنه قادر على التنوع بين الأدوار الكوميدية وأعمال البيئة الشامية.
غزوان الصفدي يعود بعد غياب 12 عاماً
بعد آخر أعماله في 2012 بمسلسل “أرواح عارية”، اختفى غزوان الصفدي عن الساحة الفنية لمدة تقارب 12 عاماً، وهي فترة طويلة أثارت تساؤلات الجمهور عن أسباب غيابه. خلال هذه الفترة، استقر في بريطانيا مع عائلته، بعيداً عن الأضواء، لكنه عاد في 2022 بمسلسل “كسر عضم”، معلناً عودته القوية إلى الدراما. هذا الغياب لم ينتقص من شعبيته، بل زاد من شغف المتابعين لرؤيته مجدداً، خاصة مع دوره المميز في “العربجي”.
حياة غزوان الصفدي الشخصية
على الصعيد الشخصي، عاش غزوان الصفدي حياة مليئة بالتحولات. تزوج في البداية من الممثلة السورية سوسن أرشيد، لكن هذا الزواج لم يدم طويلاً وانتهى بالانفصال دون إنجاب أطفال. لاحقاً، ارتبط بالإعلامية الأردنية سارة كمال فياض، وأنجبا ابنتهما الوحيدة “شمس”، ليشكلوا معاً أسرة صغيرة تستقر حالياً في بريطانيا. هذه الحياة الهادئة بعيداً عن صخب الوسط الفني منحته استقراراً عائلياً، ربما ساعده على العودة بقوة إلى التمثيل.
غزوان الصفدي وشقيقه شادي
لا يمكن الحديث عن غزوان الصفدي دون الإشارة إلى شقيقه شادي الصفدي، الممثل السوري الذي خطف الأضواء بأدواره الكوميدية في السنوات الأخيرة. شادي، الذي برع في أعمال مثل “سوق الحرير” و”ببساطة”، شكل ثنائية عائلية فنية مع غزوان، رغم اختلاف مساريهما. بعض المتابعين يرون أن نجاح شادي قد يكون ألقى بظلاله على غزوان، لكن الأخير أثبت أن له بصمته الخاصة التي لا تُنسى.
أبرز أعمال غزوان الصفدي في بداياته
بدأ غزوان الصفدي مسيرته عام 1997 بمشاركته في مسلسلات مثل “هوى بحري” و”عيلة 7 نجوم” و”حمام القيشاني”، حيث أظهر قدرة مبكرة على التأقلم مع أنواع مختلفة من الدراما. في العام التالي، قدم فوازير “أبواب”، ليخوض تجربة تقديم البرامج، ثم تألق في “الخوالي” عام 2000 بشخصية “جواد”، التي بقيت عالقة في أذهان الجمهور بفضل عمقها الإنساني.
غزوان الصفدي في مسلسل “كسر عضم”
عام 2022، كان مسلسل “كسر عضم” بمثابة بوابة عودة غزوان الصفدي إلى الشاشة بعد غياب طويل. في هذا العمل، جسد شخصية “بسام”، الشاب المستهتر الذي يتورط في جريمة قتل، ليبرز قدرته على تقمص الأدوار المعقدة. هذا الدور مهد الطريق لمشاركته لاحقاً في “العربجي”، مؤكداً أن غيابه لم يؤثر على حضوره الفني.
أعمال أخرى لغزوان الصفدي
على مدار مسيرته، شارك غزوان الصفدي في أكثر من 50 عملاً تلفزيونياً، منها “ذي قار”، “بقعة ضوء”، “غزلان في غابة الذئاب”، “أهل الغرام”، “زمن العار”، و”أرواح عارية”. تنوعت أدواره بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي، مما جعله واحداً من الممثلين القلائل القادرين على الجمع بين هذه الألوان الفنية بسلاسة. دوره في “العربجي” يبقى الأحدث، لكنه ليس الأخير في مسيرة يبدو أنها ستشهد المزيد من التألق.
ما الذي ينتظر غزوان الصفدي؟
مع عودته القوية إلى الدراما السورية، يترقب الجمهور المزيد من إبداعات غزوان الصفدي، خاصة بعد دوره المميز في “العربجي”. يبدو أن الفنان يخطط لاستعادة مكانته بين نجوم الصف الأول، مستفيداً من خبرته الطويلة وحضوره اللافت. سواء في أعمال شعبية أو اجتماعية، يظل الصفدي اسماً يحمل وعداً بالجودة والتميز في كل ظهور جديد.