في عالم الفن السوري، تبرز أسماء قليلة بقوة حضورها وتنوع مواهبها مثل سوسن أبو عفار، الممثلة التي تركت بصمة واضحة في الدراما والمسرح على حد سواء. ولدت هذه الفنانة في دمشق لأسرة تحمل جذورًا فلسطينية، لتجمع بين تراثين ثقافيين غنيين في مسيرتها الفنية. اشتهرت سوسن بقدرتها على تقديم أدوار متنوعة، سواء في الكوميديا أو التراجيديا، مما جعلها واحدة من الوجوه المحبوبة في الشاشة العربية. تزوجت من الفنان أندريه سكاف، وأثمر زواجهما ابنة واحدة هي سوناتا، لتكتمل بذلك صورة حياة شخصية وعائلية مستقرة بجانب نجاحها المهني. تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1990، وبدأت رحلتها الفنية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
أقسام المقال
كم عمر سوسن أبو عفار اليوم؟
ولدت سوسن أبو عفار في 13 يناير 1965، وهو التاريخ الذي يعتمده أغلب المصادر الموثوقة حول حياتها. وبحساب بسيط، فإنها تبلغ الآن، في مارس 2025، 60 عامًا كاملة، حيث أكملت عقدها السادس قبل أشهر قليلة. هذا العمر يعكس مسيرة طويلة من العطاء الفني، بدأتها منذ أواخر الثمانينيات وما زالت مستمرة في تقديم الأعمال التي تحمل طابعها الخاص. رغم مرور السنوات، تظل سوسن محافظة على حضورها الفني القوي، مما يجعلها نموذجًا للفنانات اللواتي يتحدين الزمن بموهبتهن.
تاريخ ميلاد سوسن أبو عفار بالتفصيل
كما أشرنا، فإن يوم 13 يناير 1965 يمثل نقطة البداية في حياة سوسن أبو عفار. هذا التاريخ يضعها تحت برج الجدي، وهو البرج الفلكي الذي يُعرف أصحابه بالطموح والمثابرة، وهي صفات تنطبق تمامًا على شخصيتها الفنية. ولدت في العاصمة السورية دمشق، التي كانت مهدًا لنشأتها وتعليمها الفني لاحقًا. ورغم وجود بعض الروايات التي تشير إلى أن تاريخ ميلادها قد يكون في عام 1950، إلا أن الغالبية تؤكد على 1965 كسنة صحيحة، خاصة مع توافق ذلك مع بداياتها الفنية في التسعينيات بعد تخرجها من المعهد.
سوسن أبو عفار وأصولها الفلسطينية
تحمل سوسن أبو عفار في دمها جذورًا فلسطينية، وهو ما يضيف بُعدًا خاصًا إلى هويتها كفنانة عربية. ولدت لعائلة فلسطينية استقرت في دمشق، لتكون بذلك مزيجًا من الثقافة السورية والتراث الفلسطيني. هذا التنوع الثقافي ربما كان له دور في قدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة بأسلوب يلامس الجمهور العربي بكل فئاته. لم تتحدث سوسن كثيرًا عن تفاصيل أصولها، لكن وجود هذا الإرث في خلفيتها يظهر جليًا في شغفها بالفن كوسيلة للتعبير عن الهوية والانتماء.
كيف بدأت سوسن أبو عفار مشوارها الفني؟
كانت البداية الحقيقية لسوسن أبو عفار في عالم الفن من خلال دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث التحقت به في أواخر الثمانينيات وتخرجت عام 1990. شغفها بالتمثيل ظهر منذ صغرها، لكن المعهد شكل الخطوة الأولى الرسمية نحو احتراف هذا المجال. بدأت عملها في المسرح، حيث شاركت في عروض مثل “مات ثلاث مرات” مع المخرج حاتم علي، لتنتقل بعدها إلى الدراما التلفزيونية التي منحتها شهرة أوسع في التسعينيات. هذه الانطلاقة كانت بداية مسيرة حافلة جعلتها من الأسماء البارزة في الوسط الفني.
سوسن أبو عفار وزوجها أندريه سكاف
تتقاطع حياة سوسن أبو عفار الشخصية مع الفن من خلال زواجها من الفنان السوري أندريه سكاف، الذي تعرفت عليه أثناء دراستهما معًا في المعهد. جمعتهما قصة حب تحولت إلى زواج مستقر، أثمر عن ابنتهما الوحيدة سوناتا. لم يكن التعاون الفني بينهما كثيرًا، حيث ظهرا معًا في أعمال محدودة مثل “حدود شقيقة” و”قناديل العشاق”، لكن سوسن كثيرًا ما أشادت بموهبة زوجها، مشيرة إلى أنها تتحاشى الوقوف أمامه كممثلة لقوة حضوره الفني. هذا الارتباط العاطفي والمهني يعكس توافقًا نادرًا بين الاثنين.
ما دور سوناتا في حياة سوسن أبو عفار؟
سوناتا، ابنة سوسن أبو عفار وأندريه سكاف، هي الثمرة الوحيدة لهذا الزواج، وقد أضافت بُعدًا جديدًا لحياة والدتها. ولدت سوناتا في التسعينيات، واختارت لاحقًا أن تسير على خطى والديها في عالم الفن، لكن بمسار مختلف حيث عملت كعارضة أزياء. احتفلت سوسن وأندريه بخطبتها في عام 2018، في حدث جمع أصدقاء العائلة من الوسط الفني، ما يظهر مدى ارتباط الأسرة ببعضها. سوناتا ليست فقط ابنة، بل جزء من إرث فني يمتد عبر الأجيال.
سوسن أبو عفار وأبرز إنجازاتها الفنية
تمتلك سوسن أبو عفار سجلاً فنيًا حافلاً يمتد لأكثر من ثلاثة عقود. من المسرح إلى التلفزيون، قدمت أدوارًا لا تُنسى، حيث حصلت على تكريم في مهرجان القاهرة عن مسرحية “الآلية” مع المخرج مانويل جيجي. في الدراما، اشتهرت بأعمال مثل “ألو جميل ألو هناء” و”تشيللو”، مما جعلها وجهًا مألوفًا للجمهور العربي. قدرتها على الانتقال بين الكوميديا والدراما العميقة جعلتها فنانة متعددة الأوجه، تحظى باحترام الجمهور والنقاد على حد سواء.
كيف حافظت سوسن أبو عفار على شبابها؟
رغم بلوغها الستين في 2025، لا تزال سوسن أبو عفار تحتفظ بحضور مميز وطاقة لافتة. في لقاءات سابقة، أشارت إلى أنها خسرت حوالي 30 كيلوغرامًا من وزنها في فترة معينة، ما يعكس اهتمامها بصحتها ولياقتها. هذا التغيير لم يكن مجرد تحول جسدي، بل انعكس على ثقتها وأدائها الفني. شغفها بالعمل والحياة يبدو أنه السر وراء استمرارها بنفس الحماس الذي بدأت به قبل عقود.
سوسن أبو عفار اليوم في 2025
مع حلول مارس 2025، تظل سوسن أبو عفار نشطة في المشهد الفني السوري، رغم التحديات التي يواجهها القطاع الفني في البلاد. آخر أعمالها تشير إلى استمرارها في اختيار أدوار تعكس عمق تجربتها، بعيدًا عن السطحية. تبقى هذه الفنانة مثالًا للجمع بين الحياة العائلية المستقرة والمسيرة المهنية الناجحة، لتثبت أن العمر ليس سوى رقم عندما يتعلق الأمر بالموهبة والعطاء.