تُعد الفنانة السورية سوسن أبو عفار واحدة من الأسماء اللامعة في عالم الدراما والمسرح العربي، حيث تمكنت من ترك بصمة واضحة بفضل موهبتها وإصرارها على تحقيق حلمها الفني. وُلدت في دمشق عام 1965 لعائلة من أصول فلسطينية، ونشأت في بيئة شجعتها على حب الفن منذ الصغر. تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1990، وبدأت مسيرتها الفنية التي امتدت لعقود، متزوجة من الفنان أندريه سكاف ولديهما ابنة واحدة تُدعى سوناتا. تتميز سوسن بحضور قوي وتنوع في الأدوار التي قدمتها، سواء في الكوميديا أو الدراما الاجتماعية، مما جعلها محبوبة لدى الجمهور العربي.
أقسام المقال
- بدايات سوسن أبو عفار في عالم الفن
- شغف سوسن أبو عفار بالمسرح منذ الطفولة
- تأثير دمشق على طفولة سوسن أبو عفار
- سوسن أبو عفار في المعهد العالي للفنون المسرحية
- أولى خطوات سوسن أبو عفار على خشبة المسرح
- علاقة سوسن أبو عفار بأندريه سكاف في بداياتها
- انتقال سوسن أبو عفار من المسرح إلى الدراما
- تأثير الطفولة على أدوار سوسن أبو عفار
بدايات سوسن أبو عفار في عالم الفن
في سنواتها الأولى، كانت سوسن أبو عفار طفلة شغوفة بالفنون، تتأمل العروض المسرحية وتحلم بالوقوف على الخشبة يومًا ما. نشأتها في دمشق، تلك المدينة التي تتنفس التاريخ والثقافة، أثرت في تكوين شخصيتها الفنية. منذ صغرها، أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالتمثيل، حيث كانت تشارك في الأنشطة المدرسية والعروض الصغيرة التي تُقام في الحي. لم تكن مجرد هواية، بل كانت حلمًا راودها منذ أن فتحت عينيها على العالم، ورغم بساطة الظروف التي عاشتها في طفولتها، إلا أنها وجدت في الفن ملاذًا وطريقًا للتعبير عن ذاتها.
شغف سوسن أبو عفار بالمسرح منذ الطفولة
لم تكن المسرحيات التي شاهدتها سوسن وهي صغيرة مجرد تسلية، بل كانت دروسًا حية تعلمت منها أبجديات التمثيل. كانت تجلس بين الجمهور، تتأمل حركات الممثلين وتستمع إلى نبرات أصواتهم، ممّا زاد من رغبتها في أن تكون جزءًا من هذا العالم. في تلك الفترة، بدأت تشارك في عروض محلية بسيطة، حيث كانت تُظهر موهبة فطرية في تجسيد الشخصيات. هذا الشغف المبكر هو ما دفعها لاحقًا للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لتضع أولى خطواتها نحو احتراف الفن.
تأثير دمشق على طفولة سوسن أبو عفار
عاشت سوسن أبو عفار طفولتها في أحياء دمشق الشعبية، حيث كانت المدينة تعج بالحركة الفنية والثقافية. الأسواق القديمة، الأزقة الضيقة، والحكايات التي كانت تُروى في المقاهي، كلها عناصر شكلت خيالها وألهمتها. كانت تستمع إلى قصص الأجداد عن فلسطين، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا إلى شخصيتها، انعكس لاحقًا في اختيارها لأدوار تحمل رسائل اجتماعية. دمشق لم تكن مجرد مكان نشأت فيه، بل كانت بمثابة المعلم الأول الذي غذّى حبها للفن.
سوسن أبو عفار في المعهد العالي للفنون المسرحية
مع وصولها إلى مرحلة الشباب، قررت سوسن أبو عفار أن تحول حلمها إلى واقع ملموس. التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، حيث كانت واحدة من الطالبات المتفوقات في دفعة 1990. هناك، التقت بزوجها المستقبلي أندريه سكاف، وتعلمت من أساتذة كبار أمثالهم أصول التمثيل والإخراج. كانت تلك الفترة نقطة تحول في حياتها، إذ بدأت تكتشف قدراتها الحقيقية وتصقل موهبتها التي أذهلت الجميع لاحقًا.
أولى خطوات سوسن أبو عفار على خشبة المسرح
بعد تخرجها، لم تتردد سوسن في الانطلاق نحو عالم المسرح. قدمت أولى أعمالها المسرحية بعنوان “مات ثلاث مرات” مع المخرج الراحل حاتم علي، وكانت تلك التجربة بمثابة البوابة التي أدخلتها عالم الاحتراف. أظهرت في هذا العمل قدرة كبيرة على التعبير عن المشاعر المعقدة، مما جعلها محط أنظار النقاد والجمهور على حد سواء. تلتها مشاركات أخرى، مثل مسرحية “الآلية” مع المخرج مانويل جيجي، حيث حصدت جوائز وتكريمات مبكرة.
علاقة سوسن أبو عفار بأندريه سكاف في بداياتها
في أروقة المعهد العالي، التقت سوسن بأندريه سكاف، الذي كان زميلها في الدراسة. بدأت علاقتهما كصداقة فنية تحولت تدريجيًا إلى قصة حب انتهت بالزواج. كان أندريه، بموهبته الكبيرة وخفة ظله، مصدر إلهام لها في بداياتها، وإن كانت تحرص لاحقًا على تجنب العمل معه كثيرًا كممثلة، خوفًا من أن يطغى حضوره القوي على أدائها. هذه العلاقة أثرت في مسيرتها، حيث شكلا ثنائيًا فنيًا وعاطفيًا أنجب ابنتهما سوناتا.
انتقال سوسن أبو عفار من المسرح إلى الدراما
بعد نجاحها المسرحي، اتجهت سوسن نحو الشاشة الصغيرة، حيث بدأت أولى تجاربها التلفزيونية بمسلسل “مدير بالصدفة” عام 1996. هذا العمل فتح لها أبواب الدراما السورية، التي كانت في تلك الفترة تشهد نهضة كبيرة. استطاعت أن تثبت نفسها بسرعة بفضل قدرتها على تقديم شخصيات متنوعة، من الكوميديا الخفيفة إلى الأدوار الاجتماعية العميقة، مما جعلها وجهًا مألوفًا في البيوت العربية.
تأثير الطفولة على أدوار سوسن أبو عفار
لم تكن طفولة سوسن أبو عفار مجرد مرحلة عابرة، بل كانت خزانًا للتجارب التي استقت منها في أدوارها لاحقًا. الحياة البسيطة التي عاشتها، والقصص التي سمعتها من عائلتها، جعلتها قادرة على تجسيد شخصيات قريبة من الواقع. سواء في أدوار الأم الحنون أو المرأة القوية، كانت دائمًا تضيف لمسة إنسانية تعكس عمق تجاربها الشخصية منذ سنواتها الأولى.