جلال شموط ونظلي الرواس

في عالم الفن السوري، يبرز اسم جلال شموط ونظلي الرواس كثنائي جمعتهما الموهبة والدراسة والحياة الزوجية لسنوات، قبل أن يفترقا بطلاق هادئ أثار فضول الجمهور. جلال، الممثل المخضرم الذي بدأ مشواره في التسعينيات، ونظلي، الفنانة التي تألقت لاحقاً بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، شكلا معاً جزءاً من ذاكرة الدراما السورية. قصتهما ليست مجرد حكاية زواج وانفصال، بل رحلة فنية وإنسانية تجسد تفاصيل العلاقات في الوسط الفني، مع احتفاظهما بصداقة قوية حتى بعد الفراق.

جلال شموط ونظلي الرواس: بداية قصة حب في المعهد

بدأت العلاقة بين جلال شموط ونظلي الرواس في أروقة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث كان جلال أستاذاً في قسم التمثيل، ونظلي طالبة تتلقى تدريبه. هذا اللقاء لم يكن عادياً، فقد تحولت العلاقة الأكاديمية بينهما إلى قصة عاطفية سرعان ما تكللت بالزواج. كانت نظلي في تلك الفترة تسعى لتحقيق حلمها الفني، بينما كان جلال قد بدأ بالفعل في ترك بصمته في الدراما السورية. هذا الارتباط جاء نتيجة تقارب في الاهتمامات والطموحات، وأثمر عن إنجاب ابنتين هما تيا وليا.

لم تكن تلك القصة مجرد حب عابر، بل كانت تجربة عاشتها نظلي تحت ظلال توجيهات جلال الفنية والشخصية، مما جعلها محط أنظار المتابعين لاحقاً عندما قررا الانفصال. العلاقة التي بدأت في المعهد كانت بمثابة فصل أولي في كتاب حياتهما المشتركة، حيث تبادل الاثنان الدعم والإلهام قبل أن يسلكا مسارين مختلفين.

زواج جلال شموط ونظلي الرواس انتهى بالطلاق عام 2015

بعد سنوات من الزواج السعيد، فاجأ جلال شموط ونظلي الرواس الجمهور بخبر انفصالهما في نوفمبر 2015. لم يكن الطلاق متوقعاً لكثيرين، خاصة أن الثنائي بدا مستقراً في حياتهما الأسرية مع ابنتيهما. نظلي تحدثت لاحقاً عن هذا القرار، مشيرة إلى أن الحياة تتغير وأن الظروف هي التي قادتهما إلى هذا المصير، رافضة الكشف عن تفاصيل أعمق معتبرة إياها جزءاً من حياتهما الخاصة. من جهته، أكد جلال أن القرار جاء مفاجئاً حتى لهما، لكنهما اتفقا على أنه الأفضل لكليهما في تلك المرحلة.

ما ميز هذا الانفصال هو الحضارة التي رافقته، إذ لم يتحول إلى مادة للجدل أو الصراعات العلنية كما يحدث أحياناً في الوسط الفني. بدلاً من ذلك، اختار الثنائي الحفاظ على علاقة صداقة قوية، وظهرا معاً في مناسبات عدة تتعلق بابنتيهما، مما يعكس احتراماً متبادلاً ونضجاً عاطفياً قلما نراه في مثل هذه الحالات.

جلال شموط يبدأ مسيرته الفنية في التسعينيات

ولد جلال شموط في 20 مارس 1970 بمدينة حمص، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ليبدأ مشواره الفني في منتصف الثمانينيات، لكن انطلاقته الحقيقية كانت في التسعينيات. أول ظهور بارز له كان في مسلسل “الإخوة” عام 1992، تلاه مشاركات في أعمال مثل “بسمة حزن” و”حمام القيشاني”. تنوعت أدواره بين الدراما الاجتماعية والتاريخية، مما جعله واحداً من الوجوه المألوفة في الشاشة السورية.

بعد تخرجه، سافر جلال إلى فرنسا لاستكمال دراسته، وعند عودته انضم إلى نقابة الفنانين عام 1993، ليواصل مسيرته التي تجاوزت المئة عمل فني. قدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، من الكوميديا إلى التراجيديا، جعلته ممثلاً متعدد المواهب يحظى بتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.

نظلي الرواس تتأخر في انطلاقتها الفنية بسبب الأسرة

نظلي الرواس، المولودة في دمشق عام 1977، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006، لكنها لم تبدأ مشوارها الفني مباشرة. اختارت التركيز على حياتها الأسرية بعد زواجها من جلال شموط وإنجاب ابنتيها، مما أخر انطلاقتها مقارنة بزملائها. أولى خطواتها الفنية جاءت عام 2008 بمشاركتها في مسلسلي “قمر بني هاشم” و”اسأل روحك”، لكن شهرتها الحقيقية بدأت مع “جلسات نسائية” عام 2011.

نظلي، التي تنحدر من عائلة فنية عريقة، ورثت شغف الفن من والدها مدير الإضاءة فواز الرواس. رغم تأخرها، استطاعت أن تحفر اسمها في الدراما السورية بجمالها الشرقي وموهبتها اللافتة، مع حفاظها على توازن بين حياتها الشخصية والمهنية.

أهم أعمال جلال شموط الفنية عبر الزمن

بدأ جلال شموط بمسلسل “الإخوة” عام 1992، ثم شارك في “حمام القيشاني” عام 1994، وهو عمل شامي كلاسيكي أظهر قدرته على تقديم الأدوار الشعبية. في 1997، تألق في “بنت الضرة” إلى جانب أمل عرفة وسلمى المصري، ثم قدم دوراً لافتاً في “الزير سالم” عام 2000، وهو مسلسل تاريخي حول حرب البسوس. عام 2010، برز في “مطلوب رجال” بدور الدكتور الجامعي العاشق، وهو أحد أدواره المميزة.

من أعماله الأخرى: “الخريف”، “فارس في المدينة”، “صلاح الدين الأيوبي”، “صقر قريش”، و”حارة القبة”. كما شارك في السينما بفيلم “آه يا بحر” عام 1993، لكنه ظل أكثر حضوراً في التلفزيون، مع مساهمات نادرة في المسرح.

نظلي الرواس تتألق في أعمال البيئة الشامية

بعد بدايتها في 2008 مع “قمر بني هاشم” و”اسأل روحك”، لمعت نظلي في “جلسات نسائية” عام 2011، ثم أصبحت وجهاً بارزاً في “بنات العيلة” عام 2012 بدور ميرفت. لاحقاً، شاركت في “شارع شيكاغو” و”باب الحارة” بأجزائه الأخيرة (10 و11 و12)، مما عزز مكانتها في أعمال البيئة الشامية رغم تأخر دخولها هذا المجال.

أعمال أخرى لنظلي تشمل “مطلوب رجال”، “قلم حمرة”، “الحرملك”، و”وثيقة شرف”، حيث أظهرت قدرتها على تقديم شخصيات متنوعة تجمع بين العمق والجاذبية، مما جعلها محط اهتمام عشاق الدراما.

علاقة جلال شموط ونظلي الرواس بعد الطلاق لا تزال ودية

رغم انفصالهما، يحافظ جلال ونظلي على علاقة ودية تركز على مصلحة ابنتيهما. نظلي أكدت أن جلال يظل صديقاً مقربأً وأستاذاً مهماً في حياتها، بينما يزورها جلال بانتظام ويشاركها لحظات عائلية. هذا التوازن يعكس رؤية ناضجة للعلاقات، حيث أشارا إلى إمكانية العودة مستقبلاً إذا ما سمحت الظروف، مما يثير تساؤلات الجمهور حول ما قد يحمله القدر لهما.

جلال شموط يثير الجدل بتصريحاته عن الجمهور

اشتهر جلال بصراحته، ومن أبرز تصريحاته قوله إن “الجمهور ما بينعطى وجه”، وهي عبارة أثارت جدلاً واسعاً. كما انتقد مسلسل “شارع شيكاغو” معتبراً أنه شوه تاريخ دمشق، مما جعله محط نقاش بين المتابعين. هذه الجرأة تعكس شخصيته التي لا تهادن في التعبير عن آرائه، سواء حول الفن أو وسائل التواصل الاجتماعي التي يراها تحولاً سلبياً.

نظلي الرواس تكشف عن شغفها بالطبخ وتربية ابنتيها

بعيداً عن التمثيل، تحدثت نظلي عن حياتها الشخصية، مؤكدة شغفها بالطبخ الذي تعتبره متعة يومية، رغم صعوبة اختيار الوصفات أحياناً. كما أشارت إلى ارتباطها الوثيق بابنتيها، حيث ترفض أي مناسبة قد تبعدها عنهما، مما يظهر جانباً إنسانياً دافئاً في شخصيتها يعزز قربها من جمهورها.