طائفة دريد لحام سني أم شيعي

يُعد دريد لحام أحد أبرز نجوم الكوميديا في العالم العربي، وهو ممثل ومخرج سوري ترك بصمة لا تُمحى في المسرح والتلفزيون والسينما. وُلد في التاسع من فبراير عام 1934 بحي الأمين في دمشق القديمة، لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة في البقاع الغربي. بدأ حياته بعيدًا عن الأضواء، حيث درس الكيمياء في جامعة دمشق وحصل على إجازة في العلوم الكيميائية عام 1958، ثم عمل مدرسًا ومحاضرًا قبل أن يقتحم عالم الفن في ستينيات القرن الماضي. اشتهر بشخصية “غوار الطوشة” التي أصبحت رمزًا كوميديًا عابرًا للحدود، ليحظى بحب الجماهير في سوريا وخارجها.

ما طائفة دريد لحام؟

لطالما أثيرت تساؤلات حول طائفة دريد لحام، وهل هو سني أم شيعي، خاصة مع الاهتمام الكبير بشخصيته العامة. بحسب المعلومات المتداولة، ينتمي دريد لحام إلى عائلة شيعية دمشقية معروفة، وهو ما أكدته عدة مصادر غير رسمية على مر السنين. وُلد في حي الأمين، وهو حي تاريخي في دمشق عُرف بتنوعه الثقافي والديني، مما قد يعكس بيئة نشأته المتنوعة. ورغم أن والدته تنحدر من بلدة لبنانية، إلا أن ذلك لا يغير من أصول عائلته الشيعية في سوريا.

لم يكن دريد لحام يومًا من الشخصيات التي تُعلن انتماءاتها الطائفية بشكل صريح، إذ فضّل دائمًا التركيز على فنه وأعماله التي تحمل رسائل إنسانية واجتماعية. هذا الصمت جعل الجدل حول طائفته يبقى مفتوحًا، لكن الغالبية تشير إلى أن جذوره الشيعية هي الأقرب إلى الحقيقة، مع احترامه الكبير لكل الطوائف والأديان في أعماله وحياته.

دريد لحام ونشأته في دمشق

نشأ دريد لحام في بيئة متواضعة بحي الأمين، وهو حي يمتزج فيه التاريخ بالبساطة. عاش طفولة لم تخلُ من الصعوبات المادية، حيث اضطر للعمل في مهن مختلفة لمساعدة عائلته. هذه التجربة أثرت في شخصيته الفنية لاحقًا، إذ ظهرت في أدواره لمسة الإنسان البسيط الذي يعاني ويضحك في آن واحد. خلال دراسته الجامعية، كان شغوفًا بالرقص الشعبي الشامي “الدبكة”، لكن شغفه الحقيقي تجلى في التمثيل الذي بدأ يمارسه مع زملائه.

كيف بدأ دريد لحام مسيرته الفنية؟

دخل دريد لحام عالم الفن بدعوة من الدكتور صباح قباني، مدير التلفزيون السوري آنذاك، في عام 1960. كانت بدايته مع شخصية “كارلوس”، عازف الجيتار المكسيكي الذي يغني بالإسبانية والعربية، لكن الشهرة الحقيقية جاءت مع “غوار الطوشة”. تعاون مع الفنان نهاد قلعي في ثنائية فنية استمرت حتى منتصف السبعينيات، حيث قدم الاثنان أعمالًا كوميدية ناقدة للمجتمع والسياسة، لتصبح علامة فارقة في الدراما العربية.

دور دريد لحام في النقد السياسي

اشتهر دريد لحام بأدواره التي تحمل نقدًا سياسيًا واجتماعيًا بأسلوب ساخر. في السبعينيات، قدم مسرحيات مثل “كاسك يا وطن” و”غربة” التي عكست هموم الشعب العربي، وكانت كلماته فيها تعبر عن أحلام وآلام المواطن البسيط. لم يتوقف تأثيره عند الكوميديا، بل امتد ليصبح صوتًا يعبر عن قضايا الأمة، مما جعله محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء.

دريد لحام سفيرًا للنوايا الحسنة

في عام 1999، اختير دريد لحام سفيرًا للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو منصب استغله للدفاع عن قضايا الأطفال واللاجئين. استمر في هذا الدور حتى عام 2006، حين استقال احتجاجًا على الحرب في لبنان، بعد خطاب ألقاه انتقد فيه سياسات بعض القادة الغربيين، مما أثار جدلاً واسعاً وأظهر جانبه الإنساني بعيدًا عن الفن.

حياة دريد لحام العائلية

تزوج دريد لحام من السيدة هالة بيطار، وهي سورية بعيدة عن الوسط الفني، ورزق منها بثلاثة أبناء هم عبير وثائر ودينا، ولديه سبعة أحفاد. يحرص دائمًا على إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء، لكن استقراره العائلي كان داعمًا كبيرًا لمسيرته الفنية. هذا التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية جعل منه نموذجًا للفنان الملتزم.

موقف دريد لحام من الثورة السورية

أثار موقف دريد لحام من الثورة السورية في 2011 جدلاً كبيرًا. فقد أعلن تأييده للنظام السوري، مما صدم محبيه الذين رأوا في أعماله صوت المعارضة سابقًا. هذا الموقف جعل البعض يربط بين طائفته ودعمه للنظام، لكن آخرين اعتبروه قرارًا شخصيًا لا يعكس بالضرورة انتماءً طائفيًا، بل ربما خوفًا أو قناعة خاصة.

إرث دريد لحام الفني

يبقى دريد لحام رمزًا فنيًا لا يُنسى، حيث قدم عشرات الأعمال التي خلدت اسمه. من مسلسلات مثل “صح النوم” و”مقالب غوار” إلى أفلام مثل “الحدود” ومسرحيات مثل “ضيعة تشرين”، استطاع أن يمزج بين الضحك والنقد ببراعة. إرثه الفني يمتد لأجيال، ويظل “غوار” شخصية تعيش في ذاكرة الجمهور العربي كجزء من تاريخه الثقافي.