ديانة عبد الفتاح المزين

عبد الفتاح المزين، أحد أعمدة الدراما السورية، يمتلك تاريخًا فنيًا يمتد لأكثر من خمسة عقود، حيث أثرى الشاشة العربية بأدوار لا تُنسى. ولد في دمشق عام 1945، وبدأ مشواره الفني منذ أواخر الستينيات، ليصبح لاحقًا رمزًا من رموز الفن الشامي. اشتهر بشخصيات مثل “زاهي أفندي” في مسلسل “أبو كامل”، التي جعلته محط أنظار الجمهور بأدائه الكوميدي الممزوج بالعمق. إلى جانب التمثيل، كان المزين فنانًا تشكيليًا موهوبًا، مما يبرز شخصيته متعددة المواهب. في هذا المقال، نستعرض ديانته التي أثارت فضول محبيه، مع لمحات من حياته وأبرز محطاته الفنية.

ما هي ديانة عبد الفتاح المزين؟

عبد الفتاح المزين مسلم، وقد نشأ في بيئة دمشقية تعكس الثقافة الإسلامية التقليدية. لم يكن الفنان يتحدث كثيرًا عن حياته الدينية في لقاءاته، لكن ارتباطه بالأعمال الشامية التي تحمل طابعًا إسلاميًا واضحًا، مثل “باب الحارة” و”أبو كامل”، يعكس انسجامه مع هذا السياق الثقافي والديني الذي شكّل جزءًا من هويته.

عبد الفتاح المزين يتحدث عن استعداده لرمضان

في لقاء تلفزيوني قديم، تحدث عبد الفتاح المزين عن استعداده لشهر رمضان، معبرًا عن حبه لهذا الشهر الكريم. أشار إلى أنه يحرص على تهيئة نفسه روحيًا وجسديًا، من خلال تقليل ساعات العمل والتركيز على العبادة والتأمل. كما ذكر أن رمضان بالنسبة له فرصة للعودة إلى ذكريات الطفولة، حيث كان يشارك عائلته في تحضير مائدة الإفطار، وهي لحظات يعتز بها حتى اليوم.

بدايات عبد الفتاح المزين الفنية

لم يكن دخول المزين عالم الفن صدفة، بل نتيجة شغف مبكر بالرسم والمسرح. خلال دراسته في المدرسة الثانوية التجارية بدمشق، أسس فرقة مسرحية مع أصدقائه، قدمت عروضًا للسجناء في قلعة دمشق. أول ظهور تلفزيوني له كان في مسلسل “حمام الهنا” عام 1968 بدور شرطي، لتبدأ بعدها رحلة طويلة من الإبداع.

عبد الفتاح المزين وشخصية زاهي أفندي

يبقى دور “زاهي أفندي” في مسلسل “أبو كامل” عام 1991 من أبرز ما قدم المزين. هذه الشخصية، التي تجسد موظفًا مواليًا للانتداب الفرنسي، أظهرت قدرته الفائقة على مزج الكوميديا بالعمق الدرامي، ليصبح الدور علامة فارقة جعلت الجمهور يناديه بهذا الاسم لسنوات.

تنوع أدوار عبد الفتاح المزين

لم يقتصر المزين على الكوميديا، بل أبدع في أدوار معقدة ومتنوعة. في “دائرة النار” عام 1988، قدم شخصية شريرة مكتملة الأوصاف، بينما أضاف في “نصف ملغ نيكوتين” عام 2007 بُعدًا روحانيًا بدور رجل دين متصوف، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي 2018.

عبد الفتاح المزين والمسرح

قبل التألق على الشاشة، كان المزين نجمًا في المسرح القومي السوري لثلاثة عقود، قدم خلالها نحو 85 عملًا. من أبرز مسرحياته “صابر أفندي” و”الزير سالم”، حيث شكل تعاونه مع الفنان عبد اللطيف فتحي انطلاقة قوية بعد أن لاحظ الأخير موهبته.

نظرة عبد الفتاح المزين للأعمال الشامية

عبر المزين عن عشقه للأعمال الشامية، مشيرًا إلى أنها تعيده إلى أيام طفولته في دمشق، من مائدة الإفطار التي كانت تحضرها والدته إلى الروابط الاجتماعية بين الجيران. ويؤمن أن هذه الأعمال تحظى بحب الجمهور لصدقها وارتباطها بالتراث.

ندم عبد الفتاح المزين على التمثيل

في إحدى المقابلات، كشف المزين عن ندمه على احتراف التمثيل، ليس بسبب الفن ذاته، بل لخيبة أمله في الوسط الفني. وصف بعض العاملين فيه بأصحاب “النفوس الضعيفة”، معربًا عن استيائه من غياب الصداقات الحقيقية والتركيز على الماديات.

حياة عبد الفتاح المزين الشخصية

تزوج المزين ولديه ثلاثة أبناء، من بينهم ابنة وصفها بـ”والدته الثانية” لما تتمتع به من حنان. كما يعرف عنه شغفه بالرسم، الذي يعتبره متنفسًا يعبر فيه عن أفكاره بحرية بعيدًا عن ضغوط العمل الجماعي.

أهم أعمال عبد الفتاح المزين المبكرة

بدأ المزين بمسلسل “حمام الهنا” عام 1968، ثم “صح النوم” عام 1972، حيث لعب دور طبيب يجري عملية بالخطأ، في تعاون مميز مع دريد لحام ونهاد قلعي. هذه الأعمال شكلت بداية قوية لمسيرته.

عبد الفتاح المزين في التسعينيات

في التسعينيات، تألق في “أبو كامل” بجزأيه (1991-1993)، ثم “الدغري” عام 1992 مع دريد لحام، و”هجرة القلوب إلى القلوب” عام 1991، ليثبت حضوره كنجم درامي لا يُضاهى.

أعمال عبد الفتاح المزين الحديثة

في العقدين الأخيرين، برز في “زمن البرغوت” عام 2012 بدور “أبو عبدو”، و”طوق البنات” الجزء الرابع عام 2017، و”أيام الرصاص” عام 2023، مؤكدًا استمرارية تألقه رغم تقدمه في السن.

باقي أعمال عبد الفتاح المزين البارزة

تضمنت مسيرته أعمالاً مثل “مرايا” بأجزائها (1984-1988)، “القلعة الخامسة” عام 1977، “حادثة النصف متر” عام 1981، “باب الحارة”، “حارة الياقوت”، و”على صفيح ساخن” عام 2021، لتكتمل صورة إرثه الفني الغني.