في عالم الفن السوري، تبرز أسماء لامعة تركت بصمة واضحة في الدراما والمسرح، ومن بين هذه الأسماء تتألق الأختان ليلى سمور وفيلدا سمور، وهما من مواليد مدينة السويداء جنوب سوريا. ليلى، المولودة في 22 نوفمبر 1962، وفيلدا، التي جاءت إلى الحياة في 8 أكتوبر 1955، شقتا طريقهما في عالم التمثيل بموهبة متميزة وشغف كبير. كل واحدة منهما اختارت مسارًا فنيًا يعكس شخصيتها وتطلعاتها، حيث جمعت بينهما علاقة أخوية قوية ومسيرة مهنية حافلة بالإنجازات، جعلتهما من أبرز نجمات الشاشة والمسرح السوري.
أقسام المقال
- علاقة ليلى سمور وفيلدا سمور الأخوية
- بداية ليلى سمور في عالم الفن
- فيلدا سمور وتألقها في الدراما البدوية
- زواج ليلى سمور من جورج حداد
- فيلدا سمور تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها
- أهم أعمال ليلى سمور في التسعينيات
- فيلدا سمور ومسيرتها في الثمانينيات
- ليلى سمور في “باب الحارة”
- تأثير فيلدا سمور في التسعينيات
- أعمال أخرى للأختين ليلى وفيلدا سمور
- حياة ليلى سمور في فرنسا
- تبرع فيلدا سمور بمكتبتها
علاقة ليلى سمور وفيلدا سمور الأخوية
تعد العلاقة بين ليلى وفيلدا سمور نموذجًا للترابط الأسري الذي يمتزج بالاحترام المتبادل في المجال الفني. فيلدا، الأخت الكبرى، سبقت ليلى في دخول عالم التمثيل، حيث بدأت مشوارها في منتصف السبعينيات، بينما انطلقت ليلى لاحقًا في أوائل التسعينيات. على الرغم من الفارق الزمني في بداياتهما، إلا أن الدعم المتبادل بينهما كان واضحًا، إذ شكلت فيلدا مصدر إلهام لليلى التي استلهمت من تجربتها لتدخل المعهد العالي للفنون المسرحية. هذا الارتباط العائلي لم يقتصر على التشجيع فقط، بل امتد ليصبح جزءًا من حياتهما الشخصية والمهنية.
لم تظهر الأختان معًا في عمل فني مشترك بشكل مباشر يذكر، لكن مسيرتيهما الفنية كانتا متكاملتين بطريقة غير مباشرة، حيث تنوعت أدوارهما بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والبدوية، مما أضفى ثراءً على الساحة الفنية السورية. العلاقة بينهما ظلت بعيدة عن الشائعات السلبية في الغالب، لكن بعض التصريحات المتداولة حول حياة فيلدا في السنوات الأخيرة، مثل نيتها العيش في دار مسنين، أثارت جدلاً، وردت ليلى عليها بنفي قاطع، مؤكدة أن أختها تعيش في منزلها بكرامة وراحة.
بداية ليلى سمور في عالم الفن
دخلت ليلى سمور عالم التمثيل بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990، حيث كانت الدراسة هناك نقطة تحول في حياتها. في البداية، لم تكن تسعى لأن تصبح ممثلة، بل كانت تهتم بدراسة النقد الفني، لكن الظروف قادتها للتفوق في التمثيل، حيث حصلت على المركز الأول على دفعتها. انطلاقتها الفعلية جاءت مع أول أدوارها في مسلسل “البناء 22” عام 1990، لتبدأ بعدها رحلة حافلة بالأعمال التي أظهرت قدراتها التمثيلية المتنوعة.
فيلدا سمور وتألقها في الدراما البدوية
اختارت فيلدا سمور مسارًا مختلفًا قليلاً، حيث درست الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق قبل أن تنخرط في عالم الفن عام 1976. بدايتها كانت مع مسلسل “البيادر”، لكنها اشتهرت لاحقًا بتقديم أدوار في الدراما البدوية التي كانت رائجة في التسعينيات. بفضل إتقانها للهجة البدوية، أصبحت واحدة من أبرز الوجوه في هذا النوع من الأعمال، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة في الوطن العربي، خاصة أن هذه الأعمال كانت تحمل طابعًا تراثيًا يعكس العادات والتقاليد.
زواج ليلى سمور من جورج حداد
ارتبطت ليلى سمور عاطفيًا بالممثل والمنتج السوري جورج حداد، وهو من مواليد محافظة اللاذقية، حيث تزوجا وأنجبا ابنهما الوحيد طارق. هذا الزواج شكل دعامة قوية في حياة ليلى، إذ سانداها زوجها في مسيرتها الفنية، كما شاركت هي بدورها في بعض أعماله. في عام 2017، قرر الزوجان السفر إلى فرنسا لزيارة ابنهما، واستقرا هناك لفترة للحصول على الإقامة، وهو ما أثار شائعات عن اعتزالها، لكنها عادت لاحقًا إلى سوريا لتواصل عملها.
فيلدا سمور تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها
على الجانب الآخر، عاشت فيلدا سمور حياة عاطفية مستقرة مع زوجها الإعلامي خليل العبد الله، وأنجبت منه ولدين. بعد وفاة زوجها، وجدت نفسها تواجه الحياة بمفردها، خاصة مع انشغال أبنائها بحياتهم الخاصة. هذا الوضع دفعها للتفكير في خيارات مستقبلية، مثل العيش في دار مسنين، لكنها لم تنفذ هذه الفكرة، وظلت في منزلها بدمشق، محاطة بذكرياتها وإرثها الفني.
أهم أعمال ليلى سمور في التسعينيات
شهدت التسعينيات انطلاقة قوية لليلى سمور، حيث قدمت أعمالاً متنوعة أبرزت موهبتها. عام 1992، شاركت في مسلسلات مثل “الشريد” و”العروس” و”اختفاء رجل”، بالإضافة إلى فيلم “سحاب”. كما كانت جزءًا من سلسلة “مرايا” مع ياسر العظمة، بدءًا من عام 1999، حيث أظهرت قدرتها على تقديم أدوار كوميدية واجتماعية بنفس الكفاءة.
فيلدا سمور ومسيرتها في الثمانينيات
في الثمانينيات، صنعت فيلدا سمور اسمًا لها من خلال أعمال مثل “المشوار الطويل” و”أبو الخيل” عام 1980، و”بأم عيني” عام 1981. هذه الأعمال عززت مكانتها كممثلة متعددة المواهب، حيث تنقلت بين المسرح والتلفزيون بسلاسة، معتمدة على خبرتها الأكاديمية وشغفها الفني.
ليلى سمور في “باب الحارة”
من أبرز الأدوار التي قدمتها ليلى سمور شخصية “فوزية” أو “أم بدر” في مسلسل “باب الحارة” بالجزأين الأول والثاني. هذا الدور، الذي جسدت فيه زوجة متسلطة، ترك انطباعًا قويًا لدى الجمهور، لكنها اختارت الانسحاب بعد الجزء الثاني، تاركة المجال لشكران مرتجى لتقديم الشخصية لاحقًا.
تأثير فيلدا سمور في التسعينيات
واصلت فيلدا تألقها في التسعينيات بأعمال مثل “وادي غزلان” و”عذراء الرمال” و”الخاتم”، حيث برزت كنجمة دراما بدوية. قدرتها على نقل العواطف والتعبير عن التراث جعلتها محط إعجاب الجمهور العربي، خاصة في الأعمال التي صورت في الأردن ودول الخليج.
أعمال أخرى للأختين ليلى وفيلدا سمور
بالإضافة إلى ما سبق، قدمت ليلى أعمالاً مثل “الغربال 2” و”حكم الهوى”، بينما شاركت فيلدا في مسلسلات تاريخية مثل “الزير سالم” و”الظاهر بيبرس”. تنوعت أدوارهما لتشمل السينما أيضًا، حيث ظهرت ليلى في “سحاب”، وفيلدا في “حادثة النصف متر”، مما يعكس ثراء مسيرتيهما الفنية.
حياة ليلى سمور في فرنسا
بعد سفرها إلى فرنسا عام 2017، حصلت ليلى على الإقامة وتعلمت اللغة الفرنسية، لكنها لم تتخلَ عن جذورها الفنية. عودتها إلى سوريا لاحقًا وتحضيرها لعمل جديد بعنوان “عرس الحارة” أكدا تمسكها بمسيرتها، رغم شعورها بالتهميش في الوسط الفني السوري في السنوات الأخيرة.
تبرع فيلدا سمور بمكتبتها
في خطوة تعكس ثقافتها العالية، تبرعت فيلدا بمكتبتها التي تضم أكثر من 4000 كتاب إلى مكتبة دمشق التربوية. هذا القرار جاء من رغبتها في مشاركة المعرفة مع الشباب، مؤكدة أن الكتب التي جمعتها على مر السنين تحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.