تُعدّ ليلى سمور واحدة من أبرز نجمات الفن السوري اللواتي تركن بصمة واضحة في عالم الدراما والمسرح. وُلدت هذه الفنانة الموهوبة في 22 نوفمبر 1962 بمدينة السويداء جنوب سوريا، لتكبر في بيئة فنية متأثرة بشقيقتها الكبرى فيلدا سمور، التي سبقتها إلى عالم التمثيل. بدأت ليلى مسيرتها الفنية بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990، حيث أثبتت قدرتها على تجسيد شخصيات متنوعة، من الكوميديا إلى الدراما العميقة، مما جعلها اسمًا لامعًا في الوسط الفني العربي. تزوجت من الممثل والمنتج جورج حداد، ولها ابن وحيد يُدعى طارق، وتعيش حاليًا في فرنسا بعد مغادرتها سوريا عام 2017.
أقسام المقال
ليلى سمور تكشف تفاصيل لقاء القذافي
في حديث أثار اهتمام الجمهور، روت ليلى سمور قصة زيارة استثنائية قامت بها إلى ليبيا عام 2010 برفقة وفد من الفنانين السوريين للقاء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. تلقت سمور ومجموعة من زملائها، من بينهم عبد الحكيم قطيفان وصباح الجزائري، دعوة خاصة من القذافي نفسه، الذي أرسل طائرته الخاصة لنقلهم من دمشق إلى مدينة سرت. استمرت الزيارة ثلاثة أيام، قضاها الوفد في أحد قصور القذافي وسط الصحراء، حيث استقبلهم بترحاب واضح، مما ترك انطباعًا قويًا لدى الفنانة السورية.
ليلى سمور تصف تواضع القذافي
لم تكتفِ ليلى سمور بسرد تفاصيل الزيارة، بل أضافت لمسة إنسانية في وصفها لشخصية القذافي. أشارت إلى أنها فوجئت بمتابعته الدائمة للدراما السورية، حيث رحّب بصباح الجزائري بلقب “صبوحة”، مما يعكس اهتمامه بالتفاصيل الفنية العربية. وصفته سمور بالكرم والتواضع، مشيرة إلى أنه جلس معهم في خيمة بسيطة على كرسي عادي، بعيدًا عن أي مظاهر ترَف، وهو ما أضفى طابعًا خاصًا على اللقاء في نظرها.
ليلى سمور تروي لقاء ملوك ساحل العاج
من المفاجآت التي كشفتها ليلى سمور عن تلك الزيارة، حديثها عن لقاء وفد من ملوك ساحل العاج أرسلهم القذافي نيابة عنه في اليوم الثاني بسبب انشغاله. وصفت الفنانة الموقف بأنه كان غريبًا ومثيرًا للدهشة، حيث ظهر الملوك بملابس تقليدية شبه عارية تكاد تستر أجسادهم فقط، رغم برودة الطقس في تلك المنطقة الصحراوية. تناول الوفد السوري العشاء معهم، لتضيف هذه التجربة بُعدًا غير تقليدي لرحلتها إلى ليبيا.
بداية ليلى سمور الفنية
لم تكن رحلة ليلى سمور نحو الشهرة وليدة الصدفة، فقد بدأت شغفها بالفن منذ سن مبكرة. في سن الرابعة عشرة، كانت ترافق شقيقتها فيلدا إلى المسرح القومي في دمشق، حيث تابعت العروض والبروفات واكتسبت حبًا عميقًا لهذا المجال. بعد حصولها على شهادة الثانوية، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت كأولى دفعتها عام 1990، لتبدأ مسيرتها الفعلية في عالم التمثيل بأدوار صغيرة سرعان ما تحولت إلى بطولات.
ليلى سمور ودورها في باب الحارة
لا يمكن الحديث عن ليلى سمور دون الإشارة إلى دورها الشهير “فوزية” أو “أم بدر” في مسلسل “باب الحارة”. في الجزأين الأول والثاني من العمل الذي عُرض في منتصف العقد الأول من الألفية، جسّدت شخصية الزوجة المتسلطة ببراعة، مما جعلها محط أنظار الجمهور العربي. رغم نجاحها الكبير في هذا الدور، اختارت الانسحاب بعد الجزء الثاني، ليحلّ محلها الفنانة شكران مرتجى في الأجزاء اللاحقة.
تعاون ليلى سمور مع ياسر العظمة
من الأعمال التي ساهمت في تعزيز مكانة ليلى سمور الفنية، مشاركتها في سلسلة “مرايا” مع الفنان ياسر العظمة. بدأت تجربتها مع هذا العمل الناقد في “مرايا 99” عام 1998، ثم توالت مشاركاتها في “مرايا 2000″ و”حكايا” و”حكايا المرايا” حتى عام 2001. أظهرت في هذه الأعمال قدرتها على تقديم الشخصيات الكوميدية بسلاسة، مما جعلها واحدة من نجمات هذه السلسلة المحببة للجمهور.
هجرة ليلى سمور إلى فرنسا
في عام 2017، قررت ليلى سمور وزوجها جورج حداد مغادرة سوريا والاستقرار في فرنسا، بداعي الحصول على الإقامة هناك. لكن القرار لم يكن مؤقتًا، إذ بقيا في فرنسا حيث يعيش ابنهما طارق مع زوجته. هذه الخطوة أثارت تساؤلات الجمهور حول مستقبلها الفني، لكنها لم تعلن اعتزالها بشكل رسمي، مما يترك الباب مفتوحًا أمام عودتها المحتملة إلى الشاشة.
أهم أعمال ليلى سمور الفنية
تتعدد أعمال ليلى سمور التي تركت أثرًا في الدراما السورية، ومن أبرزها في بداياتها مسلسل “البناء 22” عام 1990، وهو العمل الذي اختارها له المخرج هشام شربتجي. في عام 1992، شاركت في مجموعة من المسلسلات مثل “وجهًا لوجه” و”جريمة في الذاكرة” و”الشريد”، بالإضافة إلى فيلم “سحاب”. كما قدمت أدوارًا مميزة في منتصف التسعينيات من خلال أعمال مثل “خلف الجدران” و”أيام أبي المنقذ” عام 1995، و”اللوحة الناقصة” و”الحقيبة الضائعة” عام 1996.
توالت نجاحاتها مع أعمال أخرى مثل “باب الحارة” و”مرايا”، إلى جانب مسلسلات اجتماعية ودرامية متنوعة، منها “الغربال 2″ و”وعدتني يا رفيقي” الذي جسدت فيه شخصية صفيناز خانم. عملت سمور مع كبار المخرجين مثل نجدت أنزور والليث حجو، مما عزز من مكانتها كفنانة متعددة المواهب قادرة على التألق في أي دور تؤديه.