تعد رهام القصار واحدة من النجمات السوريات اللواتي استطعن أن يتركن بصمة واضحة في عالم الفن العربي، رغم أن مسيرتها الفنية لم تتجاوز عقدًا من الزمن حتى الآن. ولدت هذه الممثلة الموهوبة في العاصمة السورية دمشق عام 1992، حيث بدأت حياتها بعشق التمثيل منذ الصغر، لتتحول هذه الهواية إلى مهنة احترافية بعد دراستها في معهد الفنون المسرحية العالي. اشتهرت رهام بأدوارها المميزة التي تجمع بين العمق الدرامي والحضور القوي، مما جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. وبينما تتألق على الشاشة، يبقى الكثير من الجوانب الشخصية في حياتها بعيدًا عن الأضواء، مما يثير فضول محبيها لمعرفة المزيد عنها، بما في ذلك معتقداتها وتفاصيل حياتها الخاصة.
أقسام المقال
ما هي ديانة رهام القصار؟
عند الحديث عن ديانة رهام القصار، لا توجد معلومات رسمية واضحة تم الإعلان عنها من قبل الفنانة نفسها أو من مصادر موثوقة قريبة منها. لكن، نظرًا لكونها ولدت ونشأت في سوريا، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، فإن الغالبية العظمى من سكانها يعتنقون الإسلام. وفي ظل غياب أي تصريحات صريحة من رهام تشير إلى خلاف ذلك، يمكن افتراض أنها تنتمي إلى الديانة الإسلامية، وهو ما يتماشى مع السياق الاجتماعي والثقافي لمكان نشأتها. رهام، مثل العديد من الفنانين، تفضل الاحتفاظ بتفاصيل حياتها الشخصية بعيدًا عن الإعلام، مما يجعل هذا الجانب من حياتها غامضًا نسبيًا.
كيف بدأت رهام القصار مسيرتها الفنية؟
كانت بداية رهام القصار في عالم الفن متأصلة في شغفها بالتمثيل منذ طفولتها. عندما كانت طفلة، كانت تحب تقليد الفنانين وتقديم العروض الصغيرة أمام عائلتها وأصدقائها. هذا الحلم رافقها حتى قررت تحويله إلى واقع ملموس، فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية العالي في دمشق، وهي إحدى أبرز المؤسسات الفنية في المنطقة العربية. تخرجت من المعهد في عام 2014، وبدأت بعدها مباشرة في خوض تجاربها الأولى على خشبة المسرح وفي الأعمال التلفزيونية، حيث أثبتت قدرتها على التمثيل باحترافية منذ البداية.
رهام القصار تتألق في مسلسل “المنصة”
جاءت الانطلاقة الحقيقية لرهام القصار مع مسلسل “المنصة”، وهو عمل درامي إماراتي عُرض على منصة “نتفليكس” لأول مرة في سبتمبر 2020. المسلسل، الذي ينتمي إلى فئة التشويق والإثارة، يتناول قضايا المنصات الإلكترونية وحروب المعلومات وتأثيرها على المجتمع العربي. شاركت رهام في الموسم الأول والثالث من العمل، حيث قدمت أداءً لافتًا جعلها محط اهتمام الجمهور العربي. هذا الدور كان بمثابة بوابة لها للوصول إلى جمهور أوسع خارج الحدود السورية، وأظهر موهبتها في التعامل مع الأدوار المعقدة.
تعليم رهام القصار في برلين
لم تكتفِ رهام القصار بدراستها في معهد الفنون المسرحية بدمشق، بل سعت لتطوير مهاراتها الفنية خارج سوريا. بعد تخرجها، سافرت إلى ألمانيا وحصلت على درجة الماجستير في الفنون من جامعة فايسنسي في برلين. هذه الخطوة أضافت إلى خبرتها بُعدًا عالميًا، حيث تعرفت على تقنيات جديدة في التمثيل والإخراج، مما انعكس إيجابًا على أدائها في الأعمال اللاحقة. تجربتها في برلين منحتها أيضًا فرصة للتفاعل مع ثقافات مختلفة، وهو ما ساهم في صقل شخصيتها الفنية.
رهام القصار في مسلسل “الزند”
في عام 2023، خطفت رهام القصار الأنظار بدورها في مسلسل “الزند: ذئب العاصي”، الذي عُرض خلال موسم رمضان. جسدت فيه شخصية “شمس”، وهي إحدى الشخصيات المحورية في العمل الذي يقوده النجم السوري تيم حسن. الأداء القوي الذي قدمته في هذا المسلسل جعلها تتصدر عناوين مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الجمهور بحضورها المميز وقدرتها على تجسيد الشخصية بكل تفاصيلها. هذا العمل عزز مكانتها كواحدة من أبرز الممثلات الشابات في الدراما السورية المعاصرة.
أهم أعمال رهام القصار الفنية
رغم أن مسيرتها ليست طويلة جدًا، إلا أن رهام القصار تمكنت من المشاركة في مجموعة من الأعمال المتنوعة التي أظهرت موهبتها. بدأت رحلتها بعد التخرج بمسرحيات وأفلام قصيرة، ثم انتقلت إلى الدراما التلفزيونية مع “المنصة” في 2020، تلاه مسلسل “الزند” في 2023. كما شاركت في أعمال أخرى مثل مسلسل “سلطة يونانية”، وفيلم “بقدر ما أستطيع المشي” الذي حظي بإشادة دولية. هذه الأعمال تعكس تنوع اختياراتها الفنية وقدرتها على التأقلم مع أنواع مختلفة من الدراما.
حياة رهام القصار الشخصية بعيدًا عن الأضواء
تفضل رهام القصار إبقاء حياتها الشخصية بعيدة عن عدسات الكاميرات، مما يجعل المعلومات عنها شحيحة في هذا الجانب. لا توجد تفاصيل واضحة حول عائلتها أو علاقاتها العاطفية، وهي لا تشارك الكثير عن حياتها اليومية عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذا النهج جعلها لغزًا بالنسبة لمحبيها، لكنه في الوقت ذاته سمح لها بالتركيز على عملها الفني دون تشتيت الانتباه بأمور شخصية. حسابها على “إنستغرام” يعكس اهتمامها بالفن أكثر من أي شيء آخر، حيث تشارك لحظات من كواليس أعمالها أو صورًا تعبر عن ذوقها الفني.
تأثير رهام القصار على الجمهور العربي
بفضل موهبتها وحضورها اللافت، استطاعت رهام القصار أن تبني قاعدة جماهيرية كبيرة في وقت قصير. أدوارها التي تحمل طابعًا إنسانيًا وعمقًا دراميًا جعلتها قريبة من قلوب المشاهدين، خاصة الشباب الذين يرون فيها نموذجًا للممثلة الطموحة التي تجمع بين التعليم الأكاديمي والموهبة الطبيعية. نجاحها في أعمال مثل “المنصة” و”الزند” يؤكد أنها ليست مجرد وجه جديد في عالم الفن، بل موهبة واعدة قادرة على قيادة جيل جديد من الممثلين العرب.