إحسان الترك وابنته

إحسان الترك، النجم المصري الذي أضاء شاشات السينما والتلفزيون بأدواره المميزة، يعد واحدًا من أبرز وجوه الفن المصري في العقود الأخيرة. بدأ مشواره الفني مع بداية الألفية الثانية، ليترك بصمة واضحة في أكثر من 150 عملًا فنيًا، قبل أن يرحل في مارس 2025 بعد صراع مع المرض. أما ابنته نور، فقد خطفت الأضواء في طفولتها كممثلة موهوبة، لكنها اختفت عن الساحة الفنية لاحقًا. يجمع هذا المقال بين قصة الأب الفنان وابنته التي كانت يومًا وجهًا واعدًا، لنستعرض معًا تفاصيل حياتهما ومسيرتهما الفنية.

إحسان الترك وابنته نور: بدايات مشتركة

كان إحسان الترك أكثر من مجرد ممثل بالنسبة لابنته نور، فقد شكل الداعم الأول لها في عالم الفن. بدأت نور مسيرتها الفنية في سن الثالثة، حيث كان والدها يصطحبها إلى كواليس التصوير، فحفظت أدواره وألهمها ذلك لخوض التجربة بنفسها. ظهرت نور في إعلانات ثم انطلقت بقوة مع فيديو كليب “بابا فين” الذي حقق نجاحًا كبيرًا، بينما كان إحسان يبني اسمه كممثل مساعد في أعمال ضخمة. هذا التقاطع بين مسيرتيهما يعكس علاقة وثيقة تجمع بين شغف الأب وموهبة ابنته.

نور ابنة إحسان الترك تتألق في الطفولة

نور إحسان الترك، التي اشتهرت بلقب “فرح” نسبة لدورها في الفيلم الشهير، كانت نجمة صاعدة في سماء الفن المصري. بدأت بأدوار صغيرة في الإعلانات، ثم خطفت الأنظار في مسلسل “العطار والسبع بنات” عام 2002 بدور “جميلة”، لتثبت أنها تمتلك موهبة استثنائية. فيلم “فرح” عام 2004 كان نقطة تحول، حيث شاركت مي عز الدين وأحمد هارون البطولة، وحققت شهرة واسعة جعلت الجمهور يتوقع لها مستقبلًا باهرًا.

إحسان الترك يدخل الفن بالصدفة

لم يكن إحسان الترك يخطط لأن يصبح ممثلًا، لكن الصدفة قادته إلى عالم الفن في 2002. بدأ بإعلان لشركة أدوات منزلية، ثم ظهر في فيديو كليب “حط النقط على الحروف” للمغنية بوسي سمير، لينطلق بعدها في السينما مع فيلم “سحر العيون”. هذه البداية المتواضعة مهدت الطريق لمسيرة حافلة، حيث أصبح وجهًا مألوفًا في الأدوار المساعدة التي تحمل طابع رجل الأعمال أو المسؤول الكبير.

نور إحسان الترك تودع الفن مبكرًا

رغم تألقها المبكر، قررت نور الابتعاد عن الفن بعد آخر أعمالها “هو جري إيه” عام 2006، الذي لم يحقق النجاح المتوقع. كان والدها إحسان وراء هذا القرار، حيث رفض استمرارها في الوسط الفني بعد مرحلة الطفولة، خوفًا عليها من تحدياته. في تصريحات سابقة، أشار إلى أن أصوله الصعيدية واهتمامه بسمعتها دفعاه لتشجيعها على التركيز على دراستها وزواجها لاحقًا، لتختفي نور عن الأضواء تدريجيًا.

إحسان الترك يترك بصمة في السينما

في السينما، كان إحسان الترك ركيزة أساسية في العديد من الأفلام الناجحة. بعد “سحر العيون”، شارك في “عريس من جهة أمنية” عام 2004، ثم توالت أعماله مثل “تيتو”، “طباخ الريس”، و”معالي الوزير”. حضوره القوي جعله خيارًا مفضلًا لتجسيد شخصيات ذات نفوذ، مما عزز مكانته كممثل داعم لا غنى عنه في السينما المصرية.

إحسان الترك يتألق على شاشة التلفزيون

في الدراما التلفزيونية، بدأ إحسان بمسلسل “العصيان” عام 2002، ثم شارك في “يوميات سلكاوي” و”حرس سلاح”. مع الوقت، أصبح اسمه مرتبطًا بأعمال كبرى مثل “لقاء على الهوا”، “يتربى في عزو”، و”جعفر العمدة” عام 2023، الذي كان آخر ظهور له بدعم من محمد رمضان بعد مناشدته لزملائه.

أزمة إحسان الترك المالية تثير التعاطف

في سنواته الأخيرة، واجه إحسان الترك تحديات مالية كبيرة، كشف عنها في برنامج “المنسي”. اضطر لبيع أثاث منزله وسيارته، وأشار إلى أن قلة الأعمال الفنية دفعت به إلى حافة الإفلاس. هذه الأزمة أثرت على علاقته بنجله الأكبر الذي يعيش في السعودية، حيث قاطعه بعد تصريحاته، لكن تعاطف الجمهور كان واضحًا مع محنته.

حياة إحسان الترك العائلية تكشف التنوع

تزوج إحسان الترك ست مرات، وأنجب من ثلاث زيجات فقط، من بينهم نور، نجله الأكبر، وابنه الصغير آدم. في تصريحات نادرة، تحدث عن دعم أبنائه له، حيث يعمل نجله الأكبر ملحنًا، بينما اختارت نور حياة بعيدة عن الفن، وآدم يمتلك موهبة فنية ظهرت في إعلانات وأدوار صغيرة.

وفاة إحسان الترك تختم مسيرة طويلة

في 15 مارس 2025، رحل إحسان الترك عن عمر 71 عامًا بعد معاناة مع مشكلات تنفسية وشرايين القدم. أعلنت زوجته وفاته عبر منشور مؤثر، ليترك خلفه إرثًا فنيًا غنيًا وذكريات عائلية مع أبنائه، خاصة نور التي كانت جزءًا من بداياته.

إرث إحسان الترك وابنته في الفن المصري

إحسان الترك، بأكثر من 150 عملًا، حصل على لقب سفير النوايا الحسنة في أمريكا والدكتوراه الفخرية من جامعة نيوكاسل. أما نور، فرغم اعتزالها المبكر، تركت أثرًا في أدوارها القليلة. معًا، يمثلان قصة عائلة فنية تجمع بين النجاح والتحديات، لتبقى أعمالهما شاهدة على موهبتهما.