صالح العويل العمر وتاريخ الميلاد

في عالم الفن المصري، يبرز اسم صالح العويل كأحد الوجوه التي تركت بصمة مميزة في السينما والدراما على مدار عقود. عُرف هذا الفنان بأدواره الثانوية التي أضفت طابعًا خاصًا على الأعمال التي شارك فيها، حيث كان حضوره يحمل قوة وجاذبية لا تُنسى رغم قصر مدة ظهوره على الشاشة. ولد في محافظة الشرقية، وعاش حياة بسيطة قبل أن يدخل عالم التمثيل، ليصبح لاحقًا أحد أبرز ممثلي الأدوار المساعدة في الزمن الجميل. رحل عن عالمنا في 5 فبراير 2024، عن عمر ناهز سبعة وسبعين عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يستحق الاستذكار والتقدير.

متى ولد صالح العويل؟

ولد صالح العويل في 19 مارس 1946، وهو التاريخ الذي يُعتبر بداية رحلة حياة هذا الفنان الذي نشأ في إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر. هذا التاريخ يضعه ضمن جيل الفنانين الذين عاصروا الزمن الذهبي للسينما المصرية، حيث كانت البدايات الفنية في تلك الفترة تعتمد على الموهبة الخام والشغف الحقيقي بالتمثيل. نشأته في بيئة ريفية لم تمنعه من السعي وراء حلمه، بل شكلت شخصيته القوية التي انعكست لاحقًا في أدواره.

كم كان عمر صالح العويل عند وفاته؟

عندما رحل صالح العويل في 5 فبراير 2025، كان قد بلغ من العمر ثمانية وسبعين عامًا. هذا العمر يعكس مسيرة طويلة امتدت لأكثر من خمسة عقود في عالم الفن، بدأها في الستينيات واستمر فيها حتى أواخر حياته. رغم التحديات الصحية التي واجهها في سنواته الأخيرة، ظل الفنان مخلصًا لعمله، حيث شارك في تصوير مشاهده الأخيرة قبل أن يُنهي المرض رحلته الفنية والحياتية.

صالح العويل وبدايته الفنية

دخل صالح العويل عالم الفن في ستينيات القرن العشرين، وكانت نقطة انطلاقته عندما رشحه الفنان مطاوع عويس للمشاركة في فيلم “اللص والكلاب” عام 1962. هذا الفيلم، الذي قام ببطولته شكري سرحان، شهد ظهور العويل في دور صغير ضمن المجاميع، لكنه كان كافيًا ليفتح له الباب نحو مسيرة طويلة. لم يكن يمتلك خبرة تمثيلية كبيرة آنذاك، لكن ملامحه الحادة وطوله الفارع جعلاه مميزًا بين زملائه.

كيف أثرت ملامح صالح العويل على أدواره؟

كان لملامح صالح العويل، بما فيها قامته الطويلة ونظراته الثاقبة، دور كبير في تحديد نوعية الأدوار التي قدمها. غالبًا ما اختاره المخرجون لأدوار الشرير أو الشخصيات القوية التي تترك انطباعًا في أذهان المشاهدين. هذه السمات جعلته وجهًا مألوفًا في السينما المصرية، حتى وإن لم يكن اسمه دائمًا يتصدر التترات أو الأفيشات، لكنه استطاع أن يثبت حضوره بقوة الأداء.

صالح العويل وتحديات المرض

في السنوات الأخيرة من حياته، واجه صالح العويل تحديات صحية كبيرة. تعرض لجلطة في المخ قبل أشهر من وفاته، لكنه تمكن من التعافي مؤقتًا والعودة للعمل. لاحقًا، تدهورت حالته بسبب قصور في القلب وانسداد في الشريان التاجي، مما أدى إلى دخوله الرعاية المركزة. هذه الأزمات لم تمنعه من إكمال مشاهده في مسلسل “جودر 2″، مما يعكس التزامه الكبير بفنه حتى النهاية.

أين عاش صالح العويل حياته؟

بعد ولادته في محافظة الشرقية، استقر صالح العويل في منطقة باسوس بمحافظة القليوبية، حيث قضى معظم حياته الشخصية بعيدًا عن أضواء الشهرة. اختار حياة هادئة رغم عمله في مجال الفن، ولم يسعَ يومًا للظهور الإعلامي أو البحث عن الشهرة، مفضلاً أن يكون تركيزه على الأداء الفني فقط. هذا التواضع جعله محبوبًا بين زملائه في الوسط الفني.

صالح العويل وأول أعماله الفنية

كما ذكرنا، كانت بداية صالح العويل مع فيلم “اللص والكلاب” في عام 1962، وهو العمل الذي قدمه للجمهور لأول مرة. رغم أن دوره لم يتجاوز بضع دقائق، إلا أنه شكل انطلاقة حقيقية له. هذا الفيلم، المقتبس عن رواية نجيب محفوظ، كان من الأعمال الكلاسيكية التي أثرت في السينما المصرية، ومشاركة العويل فيه منحته فرصة للظهور أمام كبار النجوم.

صالح العويل وأبرز أفلامه في السبعينيات والثمانينيات

مع حلول السبعينيات والثمانينيات، أصبح صالح العويل جزءًا من العديد من الأفلام البارزة. شارك في “الأشرار” و”مضى قطار العمر” و”البريء”، حيث قدم شخصيات مساعدة تركت أثرًا في سياق القصة. كما ظهر في “وضاع العمر يا ولدي” و”عصابة حمادة وتوتو”، معتمدًا على حضوره القوي لإضفاء طابع خاص على مشاهده، وهي الفترة التي شهدت ذروة نشاطه السينمائي.

صالح العويل ومسلسلات التلفزيون

في التسعينيات وما بعد، اتجه صالح العويل للدراما التلفزيونية، حيث شارك في مسلسلات مثل “جبل الحلال” عام 2014 مع محمود عبد العزيز. كما ظهر في “أنا وبابا وماما” و”راجل وست ستات”، مقدمًا أدوارًا أضافت بعداً جديداً لمسيرته. آخر أعماله كان “جودر 2″، حيث أكمل مشاهده رغم مرضه، ليترك ختامًا مشرفًا لرحلته الفنية.

أعمال أخرى لصالح العويل

إلى جانب ما ذكر، شارك صالح العويل في العديد من الأعمال الأخرى التي تنوعت بين السينما والتلفزيون، منها أفلام مثل “حسن اللول” ومسلسلات مثل “أوراق التوت”، “شاهد إثبات”، “قضية صفية”، و”المصراوية”. هذه الأعمال أظهرت قدرته على التكيف مع مختلف الأنواع الدرامية، سواء كانت كوميدية أو اجتماعية أو تراجيدية، مما عزز مكانته كفنان متعدد المواهب.

صالح العويل وإرثه الفني

رحل صالح العويل تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا يمتد لأكثر من 60 عامًا. لم يكن مجرد ممثل أدوار ثانوية، بل كان عنصرًا أساسيًا في نجاح العديد من الأعمال التي شارك فيها. تواضعه وإخلاصه لفنه جعلاه قدوة للأجيال الجديدة، ورغم غيابه اليوم، تبقى مشاهده شاهدة على موهبة استثنائية استحقت الاحترام والتقدير.