تعد يسرا واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي، حيث تركت بصمة لا تُمحى في عالم السينما والدراما بفضل موهبتها الاستثنائية و حضورها الطاغي. ولدت في القاهرة عام 1955 باسم سيفين محمد حافظ نسيم، لكنها اشتهرت باسمها الفني “يسرا” الذي أصبح رمزًا للأناقة والنجاح. بدأت مشوارها الفني في أواخر السبعينيات، وسرعان ما تحولت إلى أيقونة تجمع بين الجمال والموهبة، مقدمةً أعمالًا متنوعة تراوحت بين الكوميديا والدراما والأدوار الاجتماعية العميقة. تزوجت من المهندس خالد سليم، واختارت عدم الإنجاب، مكرسة حياتها للفن والعمل الإنساني، حيث أصبحت سفيرة نوايا حسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2006. تتميز يسرا بشخصية قوية وصريحة، ما جعلها محط اهتمام الجمهور والإعلام على مدار عقود.
أقسام المقال
ما هي ديانة يسرا؟
تُعد ديانة يسرا من الموضوعات التي أثارت فضول جمهورها على مر السنين، خاصة مع شهرتها الواسعة وعلاقتها القوية بمحبيها. ولدت يسرا في عائلة مصرية مسلمة، وهي تعتنق الديانة الإسلامية، وهو ما يتسق مع نشأتها في القاهرة، المدينة ذات الغالبية المسلمة. لم تتحدث يسرا كثيرًا عن تفاصيل دينها في لقاءاتها، لكنها أظهرت ارتباطها بالقيم الإنسانية والروحية في مواقف عدة، مثل مشاركتها في أعمال خيرية ودعمها للمبادرات الاجتماعية. هذا الجانب من حياتها يعكس شخصيتها التي تجمع بين الفن والالتزام الأخلاقي.
يسرا تؤكد التزامها الإنساني
على الرغم من أن يسرا لم تجعل ديانتها محور حديثها العام، فإن مواقفها تُظهر جانبًا روحيًا عميقًا. في إحدى المناسبات، نشرت صورًا لها أثناء أداء العمرة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور. هذه الخطوة عززت من الصورة التي يراها فيها محبوها كشخصية متوازنة تجمع بين حياتها الفنية والجوانب الروحية، مما يتماشى مع ثقافتها الإسلامية التي تربت عليها منذ الصغر.
بداية يسرا الفنية في السبعينيات
انطلقت يسرا في عالم الفن في أواخر السبعينيات، حيث كانت بدايتها مع فيلم “فتاة تبحث عن الحب” عام 1977. في تلك الفترة، كانت شابة طموحة تسعى لتحقيق حلمها بعيدًا عن أي ضغوط اجتماعية أو عائلية. قدمت أدوارًا متنوعة أظهرت قدرتها على التكيف مع شخصيات مختلفة، مما جعلها سريعًا واحدة من الوجوه الواعدة في السينما المصرية. هذه البداية كانت نقطة تحول، حيث أدركت أهمية اختيار الأدوار بعناية لاحقًا في مسيرتها.
تعاون يسرا مع عادل إمام
شكّل تعاون يسرا مع الزعيم عادل إمام ثنائيًا لا يُنسى في تاريخ السينما المصرية. بدأت شراكتهما الفنية عام 1978 بفيلم “شباب يرقص فوق النار”، وتوالت بعده أعمال ناجحة مثل “الإنسان يعيش مرة واحدة” و”طيور الظلام”. هذا التعاون لم يكن مجرد عمل مشترك، بل كان مزيجًا من الكيمياء الفنية التي أثرت في مسيرتهما، حيث أشادت يسرا مرارًا بتأثير عادل إمام على تطور أدائها.
يسرا وسفارة النوايا الحسنة
في عام 2006، اختيرت يسرا لتكون سفيرة نوايا حسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي خطوة عكست التزامها بالقضايا الإنسانية. جاء هذا الاختيار تقديرًا لشهرتها ودورها في تسليط الضوء على قضايا المرأة والمهمشين من خلال أعمالها الفنية. خلال هذه الفترة، شاركت في العديد من المبادرات الاجتماعية، مما عزز من مكانتها كفنانة لها بصمة خارج الشاشة.
حياة يسرا الشخصية مع خالد سليم
تزوجت يسرا من المهندس خالد سليم، نجل لاعب الكرة الشهير صالح سليم وشقيق الفنان هشام سليم، في علاقة استمرت لعقود وتُعد نموذجًا للاستقرار بعيدًا عن الأضواء. قرر الثنائي عدم الإنجاب، وهو قرار أثار جدلًا لكنهما دافعا عنه بأنه اختيار شخصي يناسب حياتهما. يسرا وخالد يشكلان ثنائيًا هادئًا، بعيدًا عن الشائعات، مما يعكس توافقًا كبيرًا بينهما.
أهم أعمال يسرا السينمائية والتلفزيونية
إلى جانب أفلامها الأولى، قدمت يسرا أعمالًا بارزة مثل “حدوتة مصرية” مع يوسف شاهين، و”المهاجر”، و”بوبوس” مع عادل إمام. في التلفزيون، تألقت في مسلسلات مثل “أين قلبي” و”خيانة عهد”، حيث أثبتت قدرتها على جذب المشاهدين بأدوار معقدة. كما أصدرت ألبومين غنائيين، وشاركت في أغنية “3 دقات” التي حققت نجاحًا كبيرًا، مما يبرز تنوع مواهبها.
تأثير يسرا على السينما المصرية
لم تكتفِ يسرا بتقديم الأدوار، بل ساهمت في تعزيز مكانة المرأة في السينما من خلال اختيارها لشخصيات قوية ومؤثرة. أعمالها تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، مما جعلها صوتًا للكثيرين. تأثيرها امتد إلى أجيال جديدة من الفنانين الذين يرون فيها مثالًا للنجاح المستمر والتجدد.
يسرا تواجه التحديات بشجاعة
واجهت يسرا تحديات شخصية ومهنية، منها مرضها بفيروس كورونا الذي أثر على صوتها، لكنها عادت بقوة. كما تحدثت عن طفولتها الصعبة بعد انفصال والديها وقسوة والدها، مما شكّل شخصيتها القوية. هذه التجارب أضافت عمقًا لأدائها، جاعلة منها فنانة تتجاوز الصعاب بثبات.