تُعد يسرا واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والعالم العربي، حيث تركت بصمة لا تُمحى في السينما والدراما بأدوارها المتنوعة والمؤثرة. ولدت في العاصمة المصرية القاهرة يوم 10 مارس 1955 باسم سيفين محمد حافظ نسيم، لكنها اشتهرت باسم “يسرا” الذي أصبح رمزًا للأناقة والموهبة. بدأت مسيرتها الفنية في أواخر السبعينيات، وسرعان ما أثبتت حضورها القوي أمام كبار النجوم، لتصبح واحدة من أيقونات الشاشة العربية. لكن وراء هذا النجاح الكبير، تكمن قصة حياة شخصية مليئة بالتحديات، خصوصًا فيما يتعلق بعلاقتها بأسرتها ووالديها. في هذا المقال، نلقي الضوء على أصل والدة يسرا ودورها في حياة النجمة، إلى جانب جوانب أخرى من مسيرتها وحياتها.
أقسام المقال
من هي والدة يسرا؟
والدة يسرا هي السيدة سهيلة وهبي عمر، امرأة مصرية الأصل لعبت دورًا محوريًا في حياة ابنتها الوحيدة. لم تكن سهيلة شخصية عامة، لكن تأثيرها على يسرا كان واضحًا من خلال الروايات التي شاركتها النجمة في لقاءاتها. كانت سهيلة تنتمي إلى عائلة مصرية تقليدية، وقد عاشت حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء، لكنها كانت الداعم الأول لابنتها في مواجهة صعوبات الحياة. انفصلت عن والد يسرا وهي لا تزال في سن صغيرة، مما جعلها تتحمل مسؤولية تربية يسرا بمفردها لفترة طويلة، قبل أن يتغير مسار حياتهما بسبب قرارات والدها.
أصل والدة يسرا يكشف جذورًا مصرية
على عكس بعض الشائعات التي ربما حاولت ربط أصول يسرا أو والدتها بجذور أجنبية، فإن سهيلة وهبي عمر هي مصرية خالصة. لا توجد معلومات دقيقة تشير إلى أصول غير مصرية لها، مما يؤكد أن يسرا نشأت في بيئة مصرية أصيلة. هذا الجانب يعكس ارتباط يسرا الوثيق بثقافتها المصرية، التي ظهرت بوضوح في اختياراتها الفنية وأدوارها التي تحمل طابعًا شعبيًا في كثير من الأحيان. كانت سهيلة، ببساطتها ودعمها، جزءًا من هذا الإرث الذي شكّل شخصية يسرا.
طفولة يسرا بين الأم والأب
لم تكن طفولة يسرا سهلة، فقد عاشت تجربة الانفصال بين والديها وهي في سن مبكرة. بعد الانفصال، بقيت يسرا تحت رعاية والدتها سهيلة، التي حاولت تعويضها عن غياب الأب بحنانها ورعايتها. لكن الأمور تغيرت عندما قرر والدها، محمد حافظ نسيم، أخذها للعيش معه في سن الرابعة عشرة. هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات، حيث وصفت يسرا والدها بأنه كان قاسيًا ومنعها من التواصل مع والدتها لمدة عام ونصف، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسها. لكن عودتها لاحقًا إلى والدتها في سن الواحد والعشرين أعادت لها الاستقرار العاطفي.
دور والدة يسرا في دعمها الفني
كانت سهيلة وهبي عمر ليست مجرد أم بالنسبة ليسرا، بل صديقة وداعمة رئيسية في بداياتها الفنية. عندما قررت يسرا دخول عالم التمثيل، وقفت والدتها إلى جانبها رغم المعارضة الشديدة من والدها، الذي رفض هذا المجال وحاول منعها بشتى الطرق. دعم سهيلة منح يسرا القوة لتتجاوز العقبات وتبدأ مسيرتها بفيلم “ألف بوسة وبوسة” في أواخر السبعينيات. هذا الدعم لم يكن ماديًا فقط، بل عاطفيًا، حيث كانت والدتها ملاذها الآمن وسط ضغوط الحياة والشهرة.
وفاة والدة يسرا تركت فراغًا كبيرًا
في يوليو 2019، رحلت سهيلة وهبي عمر عن الدنيا بعد صراع مع المرض، تاركةً يسرا تواجه خسارة كبيرة. أقيمت مراسم الجنازة في مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وحضرها عدد كبير من نجوم الفن لمواساة يسرا. تحدثت النجمة لاحقًا عن مدى ارتباطها بوالدتها، مشيرة إلى أنها كانت “كل شيء” في حياتها. هذا الحدث أثر على يسرا نفسيًا، لكنه عزز من إصرارها على مواصلة مسيرتها الفنية كما كانت تتمنى والدتها.
علاقة يسرا بزوجها خالد سليم
تزوجت يسرا من المهندس خالد سليم، نجل لاعب الكرة الشهير صالح سليم وشقيق الفنان هشام سليم. هذا الزواج، الذي استمر لعقود، كان بمثابة دعامة أخرى في حياتها بعد والدتها. قرر الثنائي عدم إنجاب الأطفال، وهو قرار اتخذاه معًا بناءً على رؤيتهما للحياة. يسرا أشارت في لقاءاتها إلى أنها كانت تحلم بتسمية ابنة لها “كنزي”، لكنها رضيت بما قسمه الله لها، مما يعكس شخصيتها القوية التي شكلتها تجاربها مع والدتها وأسرتها.
بداية يسرا الفنية مع أول أفلامها
انطلقت يسرا في عالم السينما مع فيلم “ألف بوسة وبوسة” عام 1977، حيث اكتشفها مدير التصوير عبد الحليم نصر. هذا الفيلم كان نقطة البداية التي أظهرت موهبتها، وتبعه “فتاة تبحث عن الحب” في نفس العام. اختياراتها الأولى كانت متنوعة، لكنها سرعان ما وجدت طريقها نحو الأدوار الكبيرة التي عززت مكانتها.
تعاون يسرا مع عادل إمام
في عام 1978، بدأت يسرا تعاونها مع الزعيم عادل إمام في فيلم “شباب يرقص فوق النار”، وهو ما شكل انطلاقة قوية لها. قدمت معه لاحقًا أكثر من 15 عملًا، منها “الإرهاب والكباب” و”طيور الظلام”، وهي أفلام ساهمت في ترسيخ اسمها كنجمة من الصف الأول.
أعمال يسرا البارزة في الدراما
لم تقتصر يسرا على السينما، بل تألقت في الدراما التلفزيونية أيضًا. بدأت بمسلسل “جحا وبنات شهبندر التجار” عام 1978، ثم قدمت أعمالًا مميزة مثل “رأفت الهجان” و”فوق مستوى الشبهات”، مما أظهر قدرتها على التأقلم مع مختلف الأدوار.
أهم أعمال يسرا الأخرى
من أفلامها البارزة أيضًا “الإنس والجن” و”دم الغزال” و”العاصفة”، وفي الدراما قدمت “أين قلبي” و”قضية رأي عام”. كما تألقت في أغنية “3 دقات” مع أبو عام 2017، التي حققت نجاحًا هائلًا، مما يبرز تنوع مواهبها الفنية.