يُعد علاء قاسم واحدًا من الممثلين السوريين الذين تركوا بصمة مميزة في عالم الدراما العربية، حيث اشتهر بأدواره القوية التي تجمع بين العمق التمثيلي والحضور الطاغي على الشاشة. ولد في سوريا، وبدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر، ليصبح مع الوقت اسمًا مألوفًا في الأعمال الدرامية التاريخية والاجتماعية. يتميز قاسم بقدرته على تقمص الشخصيات المعقدة، سواء كانت تاريخية أم معاصرة، مما جعله خيارًا مثاليًا للمخرجين الباحثين عن أداء يعكس صدق المشاعر ويحمل في طياته قوة التعبير. مشاركته في مسلسل “معاوية” لعام 2025، الذي يُعتبر من أضخم الإنتاجات التاريخية في الدراما العربية، أضافت إلى رصيده الفني بعدًا جديدًا، حيث جسد شخصية الصحابي الزبير بن العوام، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام المبكر.
أقسام المقال
علاء قاسم يجسد الزبير بن العوام في معاوية
في مسلسل “معاوية”، الذي عُرض في رمضان 2025، قدم علاء قاسم أداءً استثنائيًا في تجسيد شخصية الزبير بن العوام، الصحابي الجليل الذي عُرف بشجاعته ودوره البارز في الفتوحات الإسلامية. العمل، الذي أنتجته شبكة “إم بي سي”، تناول فترة الفتنة الكبرى ونشأة الدولة الأموية، وجاء بطاقم ضخم من نجوم الدراما العربية. اختيار قاسم لهذا الدور لم يكن عشوائيًا، فقد استطاع أن ينقل للمشاهدين قوة الشخصية وتعقيداتها في ظل الأحداث الدرامية المشحونة التي شهدتها تلك الحقبة. أداؤه في المشاهد القتالية والحوارات العميقة أظهر مدى انسجامه مع الدور، مما جعل الشخصية تبدو حية ومقنعة.
كيف أعد علاء قاسم نفسه لدور الزبير؟
تطلب تجسيد شخصية تاريخية مثل الزبير بن العوام تحضيرًا خاصًا، وهو ما عمل عليه علاء قاسم بعناية. لم يكتفِ بالاعتماد على النص الدرامي فقط، بل عمد إلى قراءة السير التاريخية لفهم أبعاد الشخصية ومواقفها. كما خضع لتدريبات مكثفة في ركوب الخيل واستخدام السيف، وهي مهارات كانت ضرورية لإبراز بطولة الزبير في المعارك. هذا التحضير أتى ثماره في تقديم مشاهد قتالية مبهرة، حيث ظهر قاسم بمظهر المحارب القوي الذي يمتلك في الوقت ذاته حكمة الصحابي المخضرم، مما أضفى مصداقية كبيرة على الأداء.
تألق علاء قاسم وسط نجوم معاوية
لم يكن علاء قاسم وحيدًا في سماء “معاوية”، فقد ضم العمل نخبة من الممثلين مثل لجين إسماعيل الذي لعب دور معاوية بن أبي سفيان، وإياد نصار في شخصية علي بن أبي طالب، ووائل شرف بدور عمرو بن العاص. رغم هذا الحضور القوي، استطاع قاسم أن يحجز مكانته بين هؤلاء العمالقة بفضل أدائه المميز. دوره كالزبير بن العوام لم يكن مجرد شخصية ثانوية، بل كان محوريًا في إبراز العلاقات بين الشخصيات الرئيسية، خاصة في سياق الصراعات التي شهدتها تلك المرحلة التاريخية الحساسة.
بداية علاء قاسم الفنية مع أول أدواره
بدأ علاء قاسم مسيرته الفنية في أواخر التسعينيات، حيث شارك في أعمال درامية سورية محلية لفتت الأنظار إلى موهبته الناشئة. أولى خطواته كانت في مسلسل “أيام الغضب” عام 1999، حيث قدم دورًا صغيرًا لكنه كان كافيًا لإظهار قدراته. هذه البداية المتواضعة مهدت الطريق لمشاركات لاحقة في أعمال أكثر أهمية، حيث بدأ يثبت نفسه كممثل متعدد الجوانب يستطيع التنقل بين الأدوار التاريخية والاجتماعية بسلاسة.
علاء قاسم في معاوية والحسن والحسين
قبل “معاوية”، كان لعلاء قاسم تجربة سابقة في الدراما التاريخية من خلال مسلسل “معاوية والحسن والحسين” عام 2011. في هذا العمل، شارك بجانب نجوم مثل رشيد عساف وفادي صبيح، حيث قدم دورًا أضاف إلى خبرته في تجسيد الشخصيات التاريخية. العمل تناول أحداث الفتنة الكبرى أيضًا، لكن بزاوية مختلفة، مما جعل مشاركته في “معاوية” لاحقًا تبدو كتتويج لتجاربه السابقة في هذا النوع من الأعمال.
أبرز أعمال علاء قاسم الأخرى
إلى جانب “معاوية” و”معاوية والحسن والحسين”، شارك علاء قاسم في العديد من الأعمال التي عززت مكانته في الدراما السورية والعربية. منها مسلسل “الزير سالم” الذي عُرض عام 2000، حيث أدى دورًا أظهر قدرته على التعامل مع الأدوار الملحمية. كما ظهر في “الفصول الأربعة” و”أهل الغرام”، وهي أعمال اجتماعية كشفت عن جانب آخر من موهبته. مشاركته في “عمر” عام 2012 كانت خطوة أخرى في مسيرته التاريخية، حيث أثبت أن الأدوار التاريخية تُعد من أقوى مجالات تألقه.
تأثير علاء قاسم على الدراما التاريخية
لا يمكن الحديث عن الدراما التاريخية العربية دون ذكر اسم علاء قاسم كأحد الأعمدة التي ساهمت في إثرائها. أدواره في أعمال مثل “معاوية” و”عمر” أظهرت قدرته على إعادة إحياء التاريخ بطريقة تجمع بين الدقة والإبداع الفني. حضوره القوي وصوته العميق جعلاه خيارًا مفضلاً للمخرجين الذين يبحثون عن ممثل يستطيع إيصال الرسالة التاريخية بأسلوب درامي مؤثر. هذا التأثير يعكس شغفه بالتاريخ وحرصه على تقديم شخصيات ذات أبعاد إنسانية ملموسة.
ما الذي ينتظر علاء قاسم مستقبلًا؟
بعد نجاحه في “معاوية”، يترقب الجمهور والنقاد ما سيقدمه علاء قاسم في المستقبل. مع تزايد الإنتاجات التاريخية في العالم العربي، يبدو أن قاسم سيظل اسمًا بارزًا في هذا المجال. قدرته على تقديم أدوار متنوعة تجعله مرشحًا للمشاركة في أعمال ضخمة قادمة، سواء كانت تاريخية أو حتى معاصرة. النجاح الذي حققه في تجسيد الزبير بن العوام قد يكون بداية لمرحلة جديدة في مسيرته، تكون فيها الأدوار الكبرى هي العنوان الأبرز.