فاطمة كشري والسيسي

فاطمة كشري، اسم ارتبط بعالم الفن المصري بعفويتها وروحها الشعبية الطيبة. هي ممثلة اشتهرت كواحدة من أبرز الكومبارسات في السينما والدراما المصرية، حيث بدأت مشوارها الفني بالصدفة لتصبح وجهًا مألوفًا في العديد من الأعمال. تحمل لقب “كشري” نسبة إلى عمل عائلتها في بيع الكشري، الطبق الشعبي المحبوب، لكنها صنعت لنفسها مكانة في قلوب الجمهور بأدوارها البسيطة وتصريحاتها الصادقة. ارتبط اسمها في السنوات الأخيرة بالرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من موقف، سواء من خلال دعمها الصحي أو تصريحاتها العفوية التي أثارت الجدل والإعجاب على حد سواء. في هذا المقال، نستعرض علاقتها بهذه الأحداث وأبرز محطات حياتها.

فاطمة كشري تتلقى دعم السيسي الصحي

في عام 2021، واجهت فاطمة كشري أزمة صحية خطيرة بعد خضوعها لعملية جراحية لعلاج فتق في البطن. لكن المفاجأة كانت في اكتشاف خطأ طبي فادح، حيث نسي الطبيب شاشًا طبيًا داخل بطنها، مما تسبب في مضاعفات مؤلمة وإفرازات غير طبيعية. تفاقمت حالتها، ولم تجد الدعم الكافي في البداية، خاصة أنها لم تكن عضوًا في نقابة المهن التمثيلية. هنا جاءت لحظة فارقة عندما تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أمر بنقلها إلى مستشفى في التجمع الخامس لتلقي العلاج على نفقة الدولة. عبرت فاطمة عن امتنانها العميق لهذا القرار، واصفة الرئيس بأنه “أب لكل المصريين”، في تصريحات لاقت تفاعلاً كبيرًا من الجمهور.

تصريحات فاطمة كشري عن السيسي تثير الجدل

لم تكتفِ فاطمة بتعبيرها عن الشكر، بل أضافت لمسة من عفويتها المعهودة في تصريحات أخرى. في إحدى المناسبات عام 2017، خلال استضافتها في برنامج تليفزيوني، وجهت نصيحة طريفة للرئيس السيسي، قائلة إن عليه ارتداء ملابس ثقيلة للحماية من البرد لأن “البلد محتاجاه”. هذه العبارة، التي قالتها دون ترتيب مسبق، أثارت ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل البعض معها بإعجاب لصدقها، بينما اعتبرها آخرون خارجة عن المألوف. لاحقًا، أوضحت فاطمة أنها لم تتوقع هذا الزخم، مؤكدة أن كلامها جاء من القلب، مع طلبها من الرئيس زيارة الحي الذي تعيش فيه لدعم أهله.

فاطمة كشري ودعم الفنانين في أزمتها

خلال أزمتها الصحية، لم تكن فاطمة وحدها. فقد تلقت دعمًا ملحوظًا من عدد من نجوم الفن، مما أضاف بعدًا إنسانيًا لقصتها. الفنان أحمد مكي، على سبيل المثال، أرسل مديرة أعماله لمتابعة حالتها، بل وقدم لها تكييفًا لتحسين ظروفها، وهو ما أشادت به فاطمة بحرارة، واصفة إياه بـ”الفنان الجدع”. كذلك، ساندتها الفنانة نهال عنبر ونقيب الممثلين أشرف زكي، الذي وعد بمتابعة علاجها رغم عدم عضويتها في النقابة. هذا التضامن عكس مكانة فاطمة في الوسط الفني، رغم بساطة أدوارها.

بدايات فاطمة كشري الفنية

لم يكن دخول فاطمة كشري عالم الفن مخططًا، بل جاء بالصدفة. في ثمانينيات القرن الماضي، وأثناء تجولها في شارع عماد الدين بالقاهرة لشراء ثلاجة لعائلتها، صادفت تصوير عمل فني. جذبتها الأضواء والكاميرات، فقررت الاقتراب وسألت عن إمكانية المشاركة. هكذا بدأت رحلتها ككومبارس في أفلام مثل “صراع الأحفاد” و”كتيبة الإعدام”. رغم اعتراض إخوتها على عملها في الفن، أصرت فاطمة على مواصلة شغفها، مدفوعة بحبها لنجوم مثل نور الشريف وفريد شوقي.

فاطمة كشري وأبرز أعمالها

على مدار عقود، شاركت فاطمة في عشرات الأعمال الفنية، غالبًا في أدوار ثانوية أضافت بها نكهة خاصة. من أبرز أفلامها “كده أوكيه” و”H دبور” مع أحمد مكي، بالإضافة إلى مسلسلات مثل “ليالي الحلمية” و”ضل راجل”. لم تقتصر مشاركاتها على السينما والتلفزيون، بل امتدت إلى المسرح، حيث عملت في مسرحيات مثل “ألاباندا”، وحتى في أعمال بالكويت. كما برزت في إعلانات مثل حملة قنوات ميلودي، مما زاد من شهرتها. هذه الأعمال، رغم صغر أدوارها، جعلتها وجهًا لا يُنسى في الذاكرة الفنية المصرية.

حياة فاطمة كشري الشخصية

وراء الوجه المبتسم، عاشت فاطمة حياة مليئة بالتحديات. نشأت في أسرة متواضعة، وعملت مع زوجها في عربة كشري ورثها عن أجداده، لكن شغفها بالفن جعلها تجمع بين العملين. واجهت صعوبات عائلية، منها اعتراض إخوتها على دخولها الفن، وحتى تجارب شخصية مؤلمة كما روت في حواراتها. رغم ذلك، حافظت على روحها المرحة وإيمانها بأهمية الصحة والستر كأعظم أنواع الرزق. ابنتها، التي أنهت دراستها في كلية الحقوق، كانت مصدر فخر لها، حيث ناشدت فاطمة الرئيس السيسي يومًا لتوفير وظيفة لها.

فاطمة كشري وتأثيرها الشعبي

لم تكن فاطمة مجرد كومبارس، بل أصبحت رمزًا للبساطة والصدق. تصريحاتها العفوية، سواء عن السيسي أو عن زملائها الفنانين، جعلتها مادة دائمة للنقاش على وسائل التواصل. عندما تحدثت عن أحمد مكي أو عادل إمام، كانت كلماتها تأتي من القلب، مما جعل الجمهور يراها كواحدة منهم. حتى طلبها لتجهيز محل كشري جديد عام 2022، ومناشدتها للسيسي لدعم هذا المشروع، عكس روحها النابضة بالأمل ورغبتها في تحسين حياتها وحياة أسرتها.