يُعد الفنان السوري ملهم بشر من أبرز الوجوه الجديدة التي فرضت حضورها على الشاشة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، وهو من مواليد العاصمة السورية دمشق في 16 مايو 1992. وبذلك يكون قد بلغ عامه الثالث والثلاثين في عام 2025. ينتمي ملهم إلى عائلة فنية معروفة، فوالده هو الفنان الفلسطيني الراحل بسام لطفي، أحد أعمدة الدراما السورية، وقد تأثر به كثيرًا في بداياته. منذ طفولته، كان محاطًا بالأجواء الفنية، مما خلق لديه شغفًا بالفن والتمثيل نما معه عامًا بعد عام.
أقسام المقال
ملهم بشر والبداية في عالم التمثيل
لم يكن دخول ملهم بشر إلى الوسط الفني محض صدفة، بل جاء نتيجة شغف عميق وتجربة تعليمية متميزة. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وهو المؤسسة التي تخرّج منها نخبة من نجوم الدراما السورية، وهناك تلقى تدريبات مكثفة في فن الأداء المسرحي والتمثيل التلفزيوني. تأثر بأساتذته الكبار وتعلم تقنيات التعبير الجسدي والصوتي، وشارك خلال فترة دراسته في عدة عروض مسرحية، مما ساعده على اكتساب خبرة ميدانية قوية قبل الظهور الرسمي على الشاشة.
ملهم بشر والأعمال التي شارك بها
انطلق ملهم بشر في مسيرته الاحترافية بعد التخرج، وبدأ بالمشاركة في عدد من المسلسلات التي شكلت محطات مهمة في حياته الفنية. من بين أبرز هذه الأعمال مسلسل “حارة القبة” حيث أدى دور “عمار”، وهو دور درامي اجتماعي لفت انتباه النقاد والجمهور على حد سواء. ثم شارك في مسلسل “بيروت 303” مجسدًا شخصية “نجم فرج”، وهو عمل درامي يدور في أجواء مشوقة بمدينة بيروت، أظهر فيه مهارة في التمثيل المركب.
في مسلسل “أقل من عادي” قدم ملهم بشر دورًا بعنوان “فارس”، وهو شاب يعاني من صراعات داخلية وضغوط اجتماعية، وجسد الشخصية بأسلوب مؤثر. كما ظهر في مسلسل “مال القبان” بشخصية “جاويش” التي تركت أثرًا عاطفيًا كبيرًا في مشهد وفاته بعد فقدان زوجته، حيث تميّز أداؤه بالعفوية والتأثر الحقيقي. ومن أحدث أعماله مسلسل “نسمات أيلول”، الذي يُعد من الأدوار التي أظهر فيها نضجًا فنيًا ملحوظًا.
ملهم بشر والتفاعل مع الجمهور
رغم حداثة عهده بالشهرة، استطاع ملهم بشر أن يبني قاعدة جماهيرية محترمة، خصوصًا بين فئة الشباب الذين رأوا فيه نموذجًا للفنان المجتهد والطموح. يتفاعل مع متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر إنستغرام، حيث يشارك جمهوره بعض كواليس أعماله وآرائه الشخصية، لكنه يحرص على عدم الانغماس الزائد في الحياة الرقمية، مفضلًا أن يكون حضوره الحقيقي من خلال أعماله.
ملهم بشر والحياة الخاصة
يُعرف ملهم بشر بتحفظه على تفاصيل حياته الخاصة، ولا يشارك الكثير عن علاقاته أو أسرته، ما يعكس وعيًا كبيرًا بضرورة الفصل بين الحياة المهنية والشخصية. ورغم ارتباطه بأب فني كبير مثل بسام لطفي، إلا أن ملهم اختار أن يشق طريقه بنفسه دون الاعتماد على شهرة والده، وهو ما جعله يحظى بالاحترام في الوسط الفني.
ملهم بشر والطموحات الفنية
يسعى ملهم بشر إلى تقديم أدوار ذات أبعاد إنسانية واجتماعية، ويرغب في المشاركة في أعمال عربية مشتركة تحمل رسائل ثقافية وفكرية. كما يطمح لتجربة التمثيل في السينما، معتبرًا إياها تحديًا حقيقيًا لأي ممثل. لا يكتفي بالأدوار التقليدية، بل يبحث دائمًا عن الشخصيات المركبة التي تمنحه فرصة للتعمق في الأداء.
ملهم بشر والنظرة المستقبلية
من الواضح أن ملهم بشر لا يرى التمثيل مجرد مهنة، بل رسالة فنية وإنسانية، ولهذا فهو يعمل باستمرار على تطوير نفسه من خلال قراءة النصوص الأدبية، ومتابعة الأعمال العالمية، وحضور الورش التمثيلية. كل هذه العناصر تشير إلى أن مستقبله سيكون واعدًا إذا استمر على هذا النهج.