موريتانيا، المعروفة رسميًا بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، هي دولة تقع في شمال غرب قارة إفريقيا. تحدها الجزائر من الشمال الشرقي، ومالي من الشرق والجنوب الشرقي، والسنغال من الجنوب، بينما يحدها المحيط الأطلسي من الغرب. تغطي موريتانيا مساحة تقارب 1,030,700 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول الإفريقية من حيث المساحة. تتميز البلاد بتنوع جغرافي يشمل الصحارى الشاسعة، والسواحل الطويلة، والسهول الواسعة. عاصمتها نواكشوط، التي تقع على الساحل الغربي وتعتبر المركز السياسي والاقتصادي للبلاد.
أقسام المقال
موريتانيا: الموقع الجغرافي والتضاريس
تقع موريتانيا بين خطي عرض 15 و27 درجة شمالاً وخطي طول 5 و17 درجة غرباً، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا في قلب منطقة الساحل الإفريقي. تتميز تضاريسها بتنوع كبير، حيث تشمل الصحراء الكبرى التي تغطي الجزء الشمالي من البلاد، والهضاب والسهول في الجنوب. توجد أيضًا بعض الجبال مثل جبل كدية الجل الذي يصل ارتفاعه إلى 950 مترًا. يمتد ساحل موريتانيا على المحيط الأطلسي بطول حوالي 754 كيلومترًا، مما يوفر لها موارد بحرية غنية وإمكانيات هائلة في مجال الصيد والنقل البحري.
موريتانيا: المناخ والبيئة
يتميز مناخ موريتانيا بأنه صحراوي حار وجاف في معظم أجزائه، مع درجات حرارة مرتفعة خلال النهار وانخفاضها ليلاً، وقد تصل الحرارة في بعض المناطق إلى 50 درجة مئوية في فصل الصيف. تتلقى المناطق الجنوبية كميات أمطار موسمية تتراوح بين 150 و600 ملم سنويًا، مما يسمح ببعض النشاط الزراعي والرعوي في تلك المناطق. أما المناطق الشمالية، فهي أكثر جفافًا وتتعرض للعواصف الرملية بشكل متكرر. تضم البلاد أيضًا محميات طبيعية مثل حظيرة آركين التي تعد موطنًا للعديد من الطيور البحرية وتعتبر موقعًا تراثيًا عالميًا ضمن قائمة اليونسكو.
موريتانيا: السكان والثقافة
يبلغ عدد سكان موريتانيا حوالي 4.5 مليون نسمة، يتوزعون بين المدن الكبرى مثل نواكشوط ونواذيبو، والمناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة وتربية المواشي. تتميز البلاد بتنوع ثقافي يعكس التقاء العرب والأفارقة، حيث تتحدث الغالبية اللغة العربية، إلى جانب لغات وطنية مثل البولارية والسوننكية والولفية. الإسلام هو الدين الرسمي ويشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية. تشتهر موريتانيا بلقب “بلاد المليون شاعر”، نظرًا لغنى تراثها الأدبي والثقافي، حيث تلعب القصيدة الشفوية والمجالس الثقافية دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية.
موريتانيا: الاقتصاد والموارد الطبيعية
يعتمد اقتصاد موريتانيا على الزراعة والرعي والصيد البحري، بالإضافة إلى استخراج المعادن مثل الحديد والنحاس والذهب. تعد مدينة الزويرات من أبرز مراكز استخراج الحديد، وهي تصدر كميات كبيرة منه إلى الأسواق العالمية. تعتبر الثروة السمكية من أهم الموارد الاقتصادية، حيث تمتد سواحلها على مناطق غنية بالأسماك التي تستقطب شركات صيد دولية. تسعى الحكومة إلى تنمية هذه القطاعات من خلال استثمارات في البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
موريتانيا: العلاقات الإقليمية والدولية
تلعب موريتانيا دورًا مهمًا في المنطقة، حيث تعتبر جسرًا بين العالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء. هي عضو في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. كما تسهم في جهود حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الساحل من خلال مشاركتها في التحالفات الإقليمية الأمنية. تسعى البلاد إلى تعزيز التعاون مع جيرانها في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية، وتعمل على تطوير علاقاتها مع القوى الدولية بما يحقق مصالحها الوطنية ويعزز من حضورها على الساحة الدولية.