يُعتبر انتفاخ بطن القطة من العلامات التي قد تمرّ على المربي عرضًا، لكنها قد تحمل في طياتها دلالات صحية خطيرة تتطلب الفحص والمتابعة. لا يُمكن تجاهل هذا الانتفاخ، خاصة إذا صاحبه خمول، فقدان في الشهية، أو تغيّرات سلوكية مفاجئة. تختلف الأسباب الكامنة وراء انتفاخ البطن ما بين مؤقتة وبسيطة، إلى مزمنة ومعقدة، مما يجعل الوعي بها ضرورة أساسية لكل من يعتني بالقطط ويرغب في ضمان رفاهيتها وسلامتها.
أقسام المقال
- تناول كميات مفرطة من الطعام أو الماء
- الغازات الناتجة عن التخمير الهضمي
- الإصابة بالديدان والطفيليات
- الحمل وتغيّرات الجسم عند الإناث
- انسداد معوي أو إمساك شديد
- الاستسقاء البطني وتراكم السوائل
- وجود أورام داخل البطن
- عدوى فيروسية أو بكتيرية في التجويف البطني
- مشاكل الكبد والكلى وتأثيرها على البطن
- احتباس البول أو مشاكل في المثانة
- متى يجب التوجه إلى الطبيب البيطري
- طرق الوقاية والرعاية اليومية
تناول كميات مفرطة من الطعام أو الماء
في كثير من الحالات، يكون السبب بسيطًا مثل الإفراط في الأكل أو شرب الماء بسرعة. القطط التي تتناول وجباتها بشراهة قد تبتلع الهواء، مما يؤدي إلى انتفاخ مؤقت في المعدة. الأمر ذاته ينطبق على الشرب المفرط، خصوصًا في الطقس الحار أو بعد مجهود بدني. من المهم توزيع وجبات القطة على مدار اليوم بدلاً من تقديم وجبة كبيرة واحدة، بالإضافة إلى استخدام أطباق مصممة لإبطاء الأكل.
الغازات الناتجة عن التخمير الهضمي
قد تنشأ الغازات نتيجة لهضم أنواع معينة من الأطعمة مثل الحبوب أو الألياف بكميات مفرطة، أو بسبب تغيّر مفاجئ في نوعية الطعام. عملية التخمير داخل الأمعاء الدقيقة تنتج غازات قد تتسبب في انتفاخ البطن والشعور بعدم الراحة. التنوع الغذائي دون إعداد تدريجي يؤدي أحيانًا إلى خلل في توازن البكتيريا المعوية، ما ينتج عنه هذه الأعراض.
الإصابة بالديدان والطفيليات
تُعد الطفيليات المعوية من أكثر الأسباب شيوعًا لدى القطط، خاصة القطط الصغيرة. بعض الطفيليات تستهلك الغذاء الذي تتناوله القطة قبل أن يُمتص، ما يؤدي إلى انتفاخ وضعف عام. الديدان المستديرة على وجه الخصوص شائعة وتؤدي إلى بروز البطن بشكل واضح. يمكن ملاحظة وجود ديدان في البراز أو القيء، ويجب معالجتها من خلال أدوية مخصصة بعد التشخيص البيطري.
الحمل وتغيّرات الجسم عند الإناث
القطط غير المعقمة قد يكون سبب انتفاخ بطنها ببساطة هو الحمل. يبدأ الانتفاخ بالظهور تدريجيًا بدءًا من الأسبوع الثالث تقريبًا، مع بروز الحلمات وتغير سلوك القطة تجاه الأكل والراحة. الحمل لا يُعد مرضًا، لكن من الضروري تقديم رعاية غذائية وطبية مناسبة حتى الولادة.
انسداد معوي أو إمساك شديد
انسداد الأمعاء قد يكون ناتجًا عن ابتلاع أجسام غريبة كقطع قماش، شعر متساقط، أو ألعاب صغيرة. يؤدي هذا الانسداد إلى تراكم الفضلات وانتفاخ البطن. في الحالات الأقل خطورة، قد يكون السبب إمساكًا شديدًا نتيجة قلة شرب الماء أو نقص الألياف في النظام الغذائي. القطة قد تظهر علامات مثل التقيؤ، صعوبة التبرز، أو ألم عند الضغط على البطن.
الاستسقاء البطني وتراكم السوائل
عندما يتراكم السائل داخل التجويف البطني، يُعرف ذلك بالاستسقاء. وقد يكون ناتجًا عن أمراض الكبد، فشل القلب، أو أمراض الكلى المزمنة. البطن المنتفخ في هذه الحالات يكون لينًا وممتدًا، وعادة ما يصاحب الحالة خمول شديد وتراجع واضح في النشاط. يتطلب التشخيص فحصًا بالموجات فوق الصوتية وتحاليل دم كاملة لتحديد السبب الدقيق.
وجود أورام داخل البطن
رغم أنها ليست من الأسباب الشائعة، فإن الأورام قد تكون السبب خلف انتفاخ البطن. بعض هذه الأورام تكون حميدة كالأكياس الدهنية، بينما يكون بعضها الآخر خبيثًا، كأورام الكبد أو الطحال. الورم عادة لا يُسبب ألمًا في البداية، لكنه قد يؤدي إلى فقدان وزن سريع مع تضخم تدريجي في البطن.
عدوى فيروسية أو بكتيرية في التجويف البطني
بعض أنواع العدوى، مثل التهاب الصفاق المعدي السنوري (FIP)، تسبب تراكم السوائل والالتهاب داخل البطن. هذه العدوى شديدة الخطورة وغالبًا ما تكون قاتلة في حال عدم التدخل المبكر. تظهر على القطة علامات مثل الحمى المستمرة، اصفرار اللثة، وخمول عام، ويكون البطن شديد الامتلاء.
مشاكل الكبد والكلى وتأثيرها على البطن
عندما يتضرر الكبد أو الكلى، يتأثر توازن السوائل والأملاح في جسم القطة. قد يترتب على ذلك تراكم السوائل في البطن، خاصة في حالات التليف الكبدي أو الفشل الكلوي المتقدم. يتغير لون البول، وتظهر علامات فقدان الشهية والتقيؤ، وقد يصعب على القطة الحركة بحرية.
احتباس البول أو مشاكل في المثانة
قد يُسبب احتباس البول انتفاخًا في البطن السفلي، خاصة لدى الذكور المصابين بانسداد الإحليل. القطة تحاول التبول دون جدوى، وتصدر أصوات أنين عند المحاولة. الحالة طارئة وتتطلب تفريغ المثانة فورًا لتجنب انفجارها أو تضرر الكلى.
متى يجب التوجه إلى الطبيب البيطري
ليس كل انتفاخ دليلًا على حالة حرجة، لكن وجود أعراض مرافقة مثل ارتفاع الحرارة، قلة النشاط، تغير في لون اللثة، أو القيء المستمر يُعد مؤشرًا على وجود خطر يستوجب التوجه للطبيب البيطري دون تأخير. التشخيص المبكر يضمن علاجًا فعالًا، ويمنع تفاقم الحالة.
طرق الوقاية والرعاية اليومية
لمنع حدوث الانتفاخات، يجب الالتزام بنظام غذائي مناسب لعمر القطة ووزنها. لا بد من تقديم الماء النظيف باستمرار، وتنظيف أوعية الطعام يوميًا. يُفضل تقديم وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من وجبة واحدة كبيرة. لا تنسَ متابعة جدول التطعيمات، وطلب فحص دوري للطفيليات الداخلية كل 3 أشهر. كذلك، يجب مراقبة سلوك القطة والتغيرات في عاداتها اليومية لأنها غالبًا ما تكون أول مؤشر لوجود مشكلة.