تُعد تربية القطط مسؤولية تتطلب اهتمامًا كبيرًا بالرعاية الصحية، ويُعتبر التطعيم أحد أهم الإجراءات الوقائية التي تضمن للقط حياة طويلة وصحية. اللقاحات ليست مجرد وقاية من أمراض بسيطة، بل إنها تحمي القطط من أمراض فيروسية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة أو تسبب معاناة طويلة الأمد. يتناول هذا المقال أهم اللقاحات الأساسية التي يجب إعطاؤها للقطط، مع شرح مفصل لفوائدها ومواعيدها المحتملة.
أقسام المقال
أهمية اللقاحات في حياة القطط
اللقاحات تعمل على تحفيز الجهاز المناعي للقط لمحاربة الفيروسات والبكتيريا قبل أن تتسبب في المرض. القطط التي تتلقى لقاحاتها في الوقت المناسب تتمتع بجهاز مناعي أقوى، وتكون أقل عرضة للإصابة بالعدوى عند ملامستها لحيوانات مريضة أو بيئات ملوثة. من الجدير بالذكر أن بعض الفيروسات المميتة، مثل فيروس البانلوكوبينيا، تنتشر بسهولة في الأماكن المغلقة مثل ملاجئ الحيوانات أو حتى المنازل متعددة القطط.
لقاح البانلوكوبينيا (Panleukopenia)
يُعرف بلقب “المرض القاتل للقطط الصغيرة”، وهو من أخطر الفيروسات المعدية التي تستهدف الجهاز الهضمي والمناعي. يصيب هذا المرض القطط بسرعة مذهلة وقد يؤدي إلى الوفاة خلال أيام قليلة إن لم يتم علاجه مبكرًا. أعراضه تشمل الإسهال الدموي، القيء المستمر، فقدان الشهية، وضعف شديد في النشاط. يُعطى هذا اللقاح مبكرًا بدءًا من الأسبوع السادس من عمر القط، ويُكرر بجرعات تعزيزية حتى عمر 16 أسبوعًا، مع جرعة سنوية أولى ثم كل ثلاث سنوات.
لقاح الهربس الفيروسي النوع الأول (FHV-1)
الهربس القططي أحد أكثر مسببات أمراض الجهاز التنفسي شيوعًا، ويؤثر بشدة على صحة العينين والأنف، وقد يسبب التهابات مزمنة إذا لم يُعالج. تظهر على القطط المصابة أعراض مثل إفرازات أنفية وعينية مفرطة، ارتفاع في الحرارة، تقرحات فموية، وميل شديد للعزلة. يُدمج هذا اللقاح غالبًا ضمن اللقاح الثلاثي FVRCP، ويبدأ إعطاؤه مبكرًا في عمر 6 أسابيع.
لقاح الكاليسيفيروس (Calicivirus)
هو فيروس ينتقل بسهولة بين القطط، خاصة عبر إفرازات الفم والأنف. يسبب الكاليسيفيروس أعراضًا تنفسية شبيهة بالإنفلونزا بالإضافة إلى تقرحات في اللسان واللثة. بعض سلالاته قد تسبب التهاب المفاصل أو حتى أمراض شديدة تشمل الجهاز العصبي. اللقاح، رغم أنه لا يمنع الإصابة تمامًا، يقلل من شدة الأعراض ويقلل انتشار الفيروس بين القطط.
لقاح داء الكلب (Rabies)
داء الكلب من الأمراض القاتلة التي تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، وينتقل عبر العض من حيوان مصاب. إلزامية تطعيم القطط ضد داء الكلب تختلف من بلد إلى آخر، إلا أنه يُنصح به بشدة حتى للقطط المنزلية. يُعطى عادة في عمر 12 أسبوعًا، ثم يُعاد التطعيم بعد سنة، وبعدها كل سنة أو ثلاث سنوات حسب نوع اللقاح.
الفرق بين اللقاحات الأساسية وغير الأساسية
اللقاحات الأساسية تُعطى لجميع القطط بغض النظر عن نمط حياتها أو بيئتها، لأنها تحمي من أمراض شديدة العدوى وواسعة الانتشار. أما اللقاحات غير الأساسية، فتُعطى فقط في حالات معينة، مثل لقاح فيروس نقص المناعة في القطط (FIV) الذي يُوصى به للقطط التي تعيش في أماكن مزدحمة أو تخرج كثيرًا خارج المنزل. يحدد الطبيب البيطري ما إذا كانت هذه اللقاحات مناسبة حسب تقييم الحالة الصحية ونمط حياة القط.
جدول التطعيمات المقترح للقطط الصغيرة
يُوصى ببدء تطعيم القطط في عمر 6 إلى 8 أسابيع، مع جرعات متكررة كل 3 إلى 4 أسابيع حتى عمر 16 أسبوعًا. بعد ذلك، تُعطى جرعة تعزيزية عند إتمام السنة الأولى من العمر، ثم تُكرر كل 1 إلى 3 سنوات حسب نوع اللقاح. الالتزام بالجدول الزمني لا يقل أهمية عن التطعيم نفسه، لأن الجرعات المتأخرة قد تفقد فعاليتها.
ماذا بعد التطعيم؟
بعد التطعيم، من الطبيعي أن يشعر القط ببعض الخمول أو قلة النشاط، وقد يظهر تورم طفيف في موضع الحقن. لكن في حالات نادرة، قد تحدث ردود فعل تحسسية شديدة تشمل القيء أو صعوبة في التنفس، وهنا يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا. يُنصح بمراقبة القط لمدة 24 ساعة بعد كل تطعيم.
نصائح لتعزيز فعالية التطعيم
لضمان أفضل استجابة مناعية للقاح، تأكد من أن القط بصحة جيدة قبل التطعيم. تجنب تطعيم القطط المصابة بالحمى أو التي تعاني من أمراض مزمنة دون استشارة الطبيب. كما يُنصح بتقليل التوتر في يوم التطعيم، وتوفير بيئة هادئة ومريحة للقط بعد العودة إلى المنزل.
خاتمة
تطعيم القطط أمر لا يجب التهاون به، فهو الدرع الأول الذي يحميها من الأمراض القاتلة ويُحسِّن جودة حياتها. اللقاحات الأساسية مثل البانلوكوبينيا، الهربس، الكاليسيفيروس، وداء الكلب، يجب أن تكون ضمن جدول رعاية كل قط. استشارة الطبيب البيطري وتحديث جدول التطعيمات بشكل دوري يضمن حياة أطول وأفضل لصديقك الأليف.