ديانة ليث المفتي سني أم شيعي

ليث المفتي هو واحد من أبرز الممثلين السوريين الذين لمع نجمهم خلال العقود الأخيرة في الدراما السورية، وقد عرفه الجمهور من خلال مشاركاته في العديد من المسلسلات الناجحة والشخصيات المؤثرة التي لعبها على الشاشة. ورغم شهرته الفنية وظهوره الإعلامي، إلا أن هناك تساؤلات دائمة من المتابعين حول خلفيته الدينية والمذهبية، خاصة في ظل مواقفه السياسية وتصريحاته الجريئة خلال سنوات الحرب السورية. وفي هذا المقال نناقش، بتحليل موضوعي، مسألة ديانة ليث المفتي، مع محاولة الترجيح بناءً على القرائن المتاحة، دون الجزم أو إصدار أحكام نهائية.

ليث المفتي ونشأته في بيئة دمشقية متنوعة

ولد ليث المفتي في العاصمة السورية دمشق، المعروفة بتنوعها المذهبي والديني، إلا أن الغالبية السكانية فيها من المسلمين السنة. نشأ في بيئة مدنية مثقفة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث احتك بكافة أطياف المجتمع السوري، ما ساهم في تشكيل وعيه الاجتماعي والفني. ولا تتوفر معلومات دقيقة عن خلفية عائلته الدينية، وهو ما زاد من الغموض حول انتمائه المذهبي الحقيقي.

ليث المفتي ومواقفه المؤيدة للنظام السوري

أحد أبرز المؤشرات التي دفعت كثيرين إلى ترجيح انتماء ليث المفتي للطائفة العلوية هو موقفه السياسي المؤيد لنظام بشار الأسد، خاصة في الفترات الحرجة من الصراع السوري. فقد عبر أكثر من مرة عن دعمه لوحدة الدولة السورية، ورفضه للثورات المسلحة والجماعات الإسلامية المتطرفة. هذه المواقف، التي تقاطعت مع مواقف مماثلة من فنانين محسوبين على الطائفة العلوية، دفعت البعض إلى الاعتقاد بأنه من خلفية شيعية علوية.

ليث المفتي وتصريحاته الإعلامية حول الدين

رغم عدم كشفه الصريح عن مذهبه، إلا أن ليث المفتي أدلى بعدة تصريحات حول الدين في الإعلام. ففي إحدى المرات، وجه رسالة عبر حسابه إلى “أبو محمد الجولاني”، طالبًا بعدم فرض نموذج ديني في الحكم السوري، مؤكدًا أن الشعب السوري لا يريد دولة دينية بل مدنية تحترم الجميع. هذا الموقف يعكس فكرًا علمانيًا، وهو شائع بين الفنانين السوريين، لكنه أيضاً يشير إلى انفصال عن النهج السني التقليدي المحافظ.

هل مواقف ليث المفتي مؤشر على مذهبه؟

من الصعب تأكيد مذهب شخص ما فقط من خلال مواقفه السياسية، لكن في السياق السوري، تُعد المواقف السياسية أحيانًا مرآة للانتماء الديني بسبب تداخل السياسة بالمذهب. دعم النظام السوري، الذي تهيمن عليه النخبة العلوية، لا يعني بالضرورة أن الفنان علوي، لكنه يُستخدم كمؤشر من قبل بعض المراقبين، خصوصًا عندما يتكرر هذا النمط مع أكثر من شخصية عامة.

التكتم حول الديانة في الوسط الفني السوري

من المعروف أن الكثير من الفنانين السوريين لا يحبذون الحديث عن معتقداتهم الدينية لأسباب اجتماعية ومهنية، وربما لأسباب أمنية أيضًا. ليث المفتي يتبع نفس النهج، فلم يذكر يومًا في أي مقابلة مذهبه، وربما يكون ذلك حفاظًا على صورة فنية محايدة، أو درءًا للانقسامات بين جمهوره. وهذا التكتم يجعل مسألة ديانته موضوعًا دائم الجدل.

ليث المفتي في الدراما: بين التنوع والجرأة

على مستوى الأدوار، لم يلتزم ليث المفتي بنمط محدد، بل لعب شخصيات من مختلف الطبقات والبيئات، الدينية والعلمانية. هذه المرونة في الأداء تُظهر انفتاحه وعدم تحيزه، مما يعزز فرضية كونه فنانًا علماني التوجه، يهتم أكثر بالقيم الإنسانية والفنية من الانتماء العقائدي.

تحليل مرجّح لانتمائه المذهبي

استنادًا إلى مواقفه السياسية المؤيدة للنظام، وتوجهه العلماني المعلن، وصمته الدائم عن إعلان مذهبه، يمكن ترجيح أن ليث المفتي ينتمي إلى الطائفة العلوية أو على الأقل إلى بيئة شيعية معتدلة، لكن هذا يظل مجرد تحليل منطقي وليس دليلًا قاطعًا. يبقى أن احترام الفنان لخصوصيته أمر يجب تقديره، كما أن انتماءه المذهبي لا ينتقص من قيمته أو فنه.

خاتمة: ليث المفتي وفن لا يعترف بالحدود العقائدية

سواء كان ليث المفتي سنيًا أو شيعيًا، علويًا أو علمانيًا، فإن الأهم في مسيرته هو تأثيره الفني وقدرته على ملامسة قلوب المشاهدين. لقد اختار أن يكون فنه أوسع من التصنيفات المذهبية، وبذلك نجح في بناء قاعدة جماهيرية تحترمه وتقدّر أعماله. ويبقى احترام خياراته الشخصية، بما فيها الدينية، من أبسط حقوقه كفنان وإنسان.