فهد باسم وطلال باسم

في ساحة الفن الكويتي والخليجي، لمع نجم عائلتين فنيتين تمكّنتا من فرض اسميهما في الذاكرة الجماعية لجمهور الدراما، ولعلّ من أبرز هذه العائلات عائلة “باسم عبد الأمير”، والتي خرج منها نجمان شابان هما فهد باسم وطلال باسم. الشقيقان، برغم اختلاف الأعمار والبدايات، تجمعهما روح واحدة وعشق مشترك للفن، وقد نجح كل منهما في بناء مسيرته الخاصة، ليشكلا ثنائيًا فنيًا يستحق التقدير والتحليل. في هذا المقال نسلّط الضوء على سيرتهما الفنية والشخصية بالتفصيل.

فهد باسم: رحلة فنية بدأت منذ الطفولة

وُلد فهد باسم عبد الأمير في الخامس من يناير عام 1992، ليكون الابن البكر للفنان والمنتج الشهير باسم عبد الأمير. نشأ فهد في بيئة فنية خصبة، حيث تشبع منذ صغره بعالم التمثيل والإنتاج من خلال والده، مما جعله يخوض تجربته الأولى في عمر صغير عبر المسرح والدراما التلفزيونية. كانت بدايته الفنية من خلال مشاركته في المسرحيات المدرسية، ثم انتقل بسرعة إلى الشاشة الصغيرة عبر مسلسل “سابع جار” في نهاية التسعينات.

على مدار سنوات، طوّر فهد أدواته الفنية، وتنوّعت أدواره بين الكوميديا والتراجيديا، ليكسب محبة الجمهور تدريجيًا. من أبرز أعماله: “أمينة حاف”، “بيت بيوت”، “الروح والرية” و”من شارع الهرم إلى”. يتميز فهد بملامحه الخليجية الكاريزمية وصوته الهادئ الذي يجعله ملائمًا للأدوار المركّبة والعاطفية على حد سواء.

في عام 2023، أحدث فهد ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره بوزن أقل بنحو 30 كيلوغرامًا، وظهر بجسم رياضي متناسق أثار إعجاب جمهوره. وقد صرّح لاحقًا أن فقدانه للوزن كان نتيجة خضوعه لإجراء “بالون المعدة” مع اتباع نظام غذائي صارم وتمارين رياضية. وقد أشار إلى أن هذه الخطوة كانت بهدف تعزيز صحته ولياقته لمتطلبات الأدوار المستقبلية.

طلال باسم: نجم شاب في سماء الفن الخليجي

طلال باسم عبد الأمير، من مواليد 23 سبتمبر 2000، يُعدّ من أبرز الوجوه الشبابية الصاعدة في الدراما الكويتية والخليجية. نشأ في ذات البيئة التي نشأ فيها شقيقه فهد، إلا أن شخصيته المرحة وطريقته المميزة في أداء الأدوار الشبابية منحته حضورًا قويًا منذ بداياته الأولى.

بدأ طلال التمثيل في سن مبكرة، وشارك في عدد من الأعمال كطفل، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في مرحلة المراهقة، حيث قدم شخصيات متنوّعة في أعمال مثل “أمينة حاف”، “حياتي المثالية”، “الناموس”، و”جنية”. وقد نال إشادات كبيرة من النقاد، خصوصًا بسبب قدرته على أداء الأدوار المركبة وتقديم الشخصيات بتعابير واقعية تُشبه جيله.

طلال أيضًا نجم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يحرص على التفاعل المستمر مع جمهوره من خلال تطبيقات مثل سناب شات وإنستغرام. وغالبًا ما يشارك لقطات من كواليس أعماله ويومياته، مما ساهم في خلق علاقة متينة بينه وبين متابعيه، ورفع من شعبيته بشكل كبير.

عائلة فنية متكاملة

النجاح الذي حققه فهد وطلال لم يكن وليد المصادفة، فوالدهما باسم عبد الأمير هو أحد أعمدة الإنتاج والدراما في الكويت والخليج، وله بصمة كبيرة في تقديم أعمال بارزة على مدار عقود. ويُعرف عن باسم عبد الأمير دعمه الدائم لأبنائه، لكن دون أن يفرضهم على الساحة، بل ترك لكل واحد منهم أن يثبت نفسه بطريقته الخاصة.

وقد لعب هذا التوازن دورًا مهمًا في خلق هوية فنية مستقلة لكل من فهد وطلال، بعيدًا عن ظل والدهما، كما أن ذلك ساعد في تطوير حس المسؤولية لديهما، ورفعهما لمستوى المنافسة مع كبار النجوم.

أعمالهما المشتركة وتأثيرهما في الدراما الخليجية

رغم أن لكل منهما مسار فني خاص، إلا أن الشقيقين اجتمعا في بعض الأعمال، أبرزها مسلسل “أمينة حاف”، حيث أدى كل منهما شخصية مختلفة ساهمت في توازن العمل ونجاحه. هذا التواجد المشترك منح المشاهد فرصة لرؤية التناغم والتكامل بينهما على الشاشة.

يُحسب لفهد وطلال أنهما من الجيل الجديد الذي يحاول تقديم محتوى خليجي عصري يواكب تطلعات الجمهور الشاب، مع المحافظة على القيم الفنية الأصيلة. كما أن ظهورهما معًا أو بشكل فردي في الأعمال أصبح له ثقل في السوق الإنتاجي الخليجي، حيث يتم اختيار أدوارهما بدقة، وتُخصص لهما مساحات مميزة في النصوص.

وجهات نظرهما حول الشهرة والتأثير

يختلف فهد وطلال في طريقة تعاملهما مع الشهرة؛ فهد يُفضل الهدوء والخصوصية، ويحرص على الظهور في الإعلام فقط عند الضرورة أو في المناسبات الفنية الكبرى، بينما طلال أكثر انفتاحًا ويتفاعل مع المتابعين يوميًا. ومع ذلك، يتفق كلاهما على أهمية أن يكون الفنان قدوة إيجابية، وأن يقدم رسالة هادفة من خلال أعماله.

صرّح طلال في مقابلات سابقة أنه يرى نفسه مسؤولًا عن تمثيل جيله من الشباب، بينما أكد فهد أن الخبرة والتأني في اختيار الأدوار هما ما يصنع الفارق في مشوار الفنان، مشددًا على أهمية الكيف على الكم.

ختامًا

فهد باسم وطلال باسم ليسا فقط شقيقين تجمعهما روابط الدم، بل هما أيضًا شريكان في المسيرة الفنية التي برهنا من خلالها أن الموهبة والالتزام كفيلان بصنع نجم. وبينما يواصل كل منهما التطور والتجدد في أعماله، يظل الجمهور الخليجي والعربي ينتظر منهما المزيد من الإبداع والتألق في السنوات القادمة. هذه الرحلة التي بدأت من بيت فني عريق مرشحة لأن تمتد لسنوات طويلة، تخلّد اسمي فهد وطلال في قائمة أبرز نجوم الدراما الخليجية.