فوائد وأضرار حليب اللوز

حليب اللوز يُعد من أكثر المشروبات النباتية رواجًا في السنوات الأخيرة، خصوصًا بين الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية أو يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز. يتم استخلاصه من نقع اللوز وطحنه مع الماء، وينتج عنه سائل ذو نكهة خفيفة وقوام كريمي مميز. هذا النوع من الحليب لا يتميز فقط بمذاقه المقبول بل أيضًا بقيمته الغذائية العالية واحتوائه على عدد من العناصر المفيدة للجسم. في هذا المقال سنتناول فوائد حليب اللوز المتعددة، ونغوص في تفاصيل أضراره المحتملة، مع التركيز على الفئات المستفيدة أو المتأثرة من تناوله.

كم عدد السعرات الحرارية في حليب اللوز وما هي قيمته الغذائية؟

يُعتبر حليب اللوز غير المحلى منخفض السعرات الحرارية، إذ يحتوي الكوب الواحد (240 مل) على نحو 30 إلى 40 سعرة حرارية فقط. وهو يحتوي أيضًا على نسبة ضئيلة من الكربوهيدرات (حوالي 1-3 غرامات)، وكمية من الدهون الصحية غير المشبعة التي تعزز صحة القلب. أما البروتين، فتركيزه منخفض مقارنة بالحليب البقري، إذ يحتوي على أقل من 1 غرام في الكوب.

إضافة إلى ذلك، فإن الأنواع المدعمة من حليب اللوز تُزوَّد بكالسيوم، فيتامين D، وفيتامين B12، مما يجعله خيارًا مغذيًا خاصة للنباتيين. كما يحتوي حليب اللوز الطبيعي على نسبة عالية من فيتامين E، مضاد الأكسدة الذي يحمي الخلايا من التلف.

ما فوائد حليب اللوز للبشرة وكيف يُستخدم في ترطيب وتفتيح الوجه؟

الفيتامينات الموجودة في حليب اللوز، خصوصًا فيتامين E، تمنحه خصائص مرطبة ومضادة للالتهابات. استخدامه موضعيًا أو تناوله بانتظام يساهم في منح البشرة إشراقة صحية ويقلل من تأثير العوامل البيئية الضارة كالشمس والتلوث.

كما يمكن استخدامه كمكون أساسي في ماسكات طبيعية عند مزجه بالعسل أو دقيق الشوفان، ما يساعد في تفتيح البشرة وتلطيفها. تأثيره المضاد للأكسدة يُقلل من التجاعيد ويُبطئ من علامات التقدم في السن، ما يجعله مناسبًا للعناية بالبشرة الحساسة والجافة.

هل حليب اللوز مفيد للأطفال؟ وما العمر المناسب لتناوله؟

يُعد حليب اللوز خيارًا مقبولًا للأطفال بعد عمر السنة، خاصة إذا كانوا يعانون من حساسية الألبان. ولكن من المهم التأكيد على أن حليب اللوز غير المحلى لا يحتوي على كميات كافية من البروتين أو الدهون الأساسية لنمو الطفل، لذا لا يُنصح به كبديل رئيسي لحليب الأم أو الحليب الصناعي.

يمكن إدخاله ضمن النظام الغذائي المتنوع للأطفال كمشروب ثانوي أو ضمن وصفات الطعام، شريطة أن يكون مدعمًا بالكالسيوم وفيتامين D. كما يُفضل استشارة طبيب الأطفال قبل إدخاله في النظام الغذائي للطفل.

فوائد حليب اللوز للحامل في الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل

خلال الحمل، تحتاج المرأة إلى تعزيز نظامها الغذائي بالعناصر المهمة مثل الكالسيوم، البروتين، والفيتامينات. حليب اللوز المدعَّم يُعد مصدرًا جيدًا للكالسيوم الذي يُسهم في نمو عظام الجنين وصحة أسنان الأم.

فيتامين E الموجود في الحليب يُعزز مناعة الأم، ويساعد في حماية خلايا الجسم. كما أن انخفاض محتواه من السعرات والدهون يُساعد في الحفاظ على وزن صحي خلال فترة الحمل. ومع ذلك، يجب التأكد من اختيار الأنواع غير المحلاة وتلك المدعّمة بالفيتامينات والمعادن اللازمة.

ما هي أضرار حليب اللوز على الغدة الدرقية والحساسية والجهاز الهضمي؟

رغم فوائده المتعددة، إلا أن حليب اللوز قد يسبب بعض المشكلات لبعض الأشخاص. أبرزها هو تأثيره المحتمل على وظيفة الغدة الدرقية، إذ يحتوي اللوز على مركبات تُعرف بـ”الجوترينات”، والتي قد تتداخل مع امتصاص اليود، خاصة عند استهلاك كميات كبيرة من الحليب غير المطبوخ.

كما أن من يعانون من حساسية المكسرات يجب أن يتجنبوا حليب اللوز تمامًا، حيث قد يُسبب تفاعلات تحسسية خطيرة. أيضًا، تحتوي بعض الأنواع التجارية على مواد حافظة أو سكريات مضافة قد تؤثر على الجهاز الهضمي وتزيد من مشاكل الانتفاخ أو اضطرابات القولون.

كيف أختار أفضل نوع من حليب اللوز عند الشراء أو التحضير المنزلي؟

عند اختيار حليب اللوز الجاهز، يُنصح بقراءة الملصق الغذائي بعناية والبحث عن المنتجات غير المحلاة والمدعّمة بالكالسيوم وفيتامين D وB12. يُفضّل أيضًا الابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على إضافات كيميائية أو زيوت مهدرجة.

لضمان أفضل جودة، يمكن تحضير حليب اللوز منزليًا بسهولة عبر نقع كوب من اللوز في الماء ليلة كاملة، ثم طحنه مع 3 أكواب من الماء وتصفيته. بهذه الطريقة يمكنك الحصول على حليب طبيعي خالٍ من الإضافات والمواد الحافظة.

هل حليب اللوز مناسب للجميع؟ ومتى يجب التوقف عن شربه؟

بشكل عام، حليب اللوز مناسب للعديد من الفئات مثل النباتيين، الأشخاص الذين يتبعون حميات لإنقاص الوزن، أو من يعانون من عدم تحمل اللاكتوز. إلا أنه لا يُعد مناسبًا لمن يعانون من حساسية تجاه المكسرات، أو من يُعانون من نقص في اليود أو مشاكل بالغدة الدرقية.

ينبغي التوقف عن شربه إذا ظهرت أعراض غير معتادة كالحكة، الطفح الجلدي، أو ضيق التنفس بعد تناوله. كما يُنصح بتناوله باعتدال وعدم الاعتماد عليه كمصدر وحيد للتغذية خاصة للأطفال أو المرضى دون استشارة الطبيب.