هل ريم أرحمة سنية أم شيعية

تُعتبر الفنانة البحرينية ريم أرحمة واحدة من أبرز الوجوه الفنية التي استطاعت أن تثبت نفسها بقوة في الساحة الخليجية خلال السنوات الأخيرة. جمعت بين الموهبة الفطرية والحضور الآسر والقدرة على التنويع في أدوارها الدرامية، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة في البحرين والكويت والسعودية على وجه الخصوص. ومع ازدياد شهرتها، بدأت الأسئلة تدور حول جوانب مختلفة من حياتها الشخصية، لعل أبرزها وأكثرها جدلًا هو ما يتعلق بمذهبها الديني: هل ريم أرحمة سنية أم شيعية؟

ريم أرحمة ومسيرتها الفنية المتألقة

ولدت ريم أرحمة في السابع من ديسمبر عام 1986، وبدأت مشوارها الفني في عمر مبكر من خلال مشاركتها في برنامج الأطفال البحريني الشهير “حزاوي الدار” عام 1995. ثم انقطعت لفترة عن العمل الفني قبل أن تعود في عام 2005 من خلال المسرح، لتبدأ بعد ذلك في شق طريقها نحو التلفزيون الخليجي. تميزت ريم بأداء فني ناضج رغم سنها الصغير آنذاك، وواصلت مشوارها بظهورها في العديد من الأعمال التي تركت بصمة واضحة مثل “ساهر الليل” و”كحل أسود قلب أبيض”، و”كسر الخواطر”، ومسلسل “أبي وأمي”.

اعتمدت ريم على الأداء الصادق والانفعالات الحقيقية التي جعلتها تدخل قلوب المشاهدين بسرعة. كما استطاعت كسر الحاجز الجغرافي بتنوع لهجاتها بين البحرينية والكويتية والسعودية، وهو ما فتح أمامها أبوابًا واسعة في مختلف دول الخليج. أصبحت وجهًا مألوفًا في الدراما الرمضانية، وتحرص على التواجد في أعمال ذات قيمة فنية ومجتمعية.

ريم أرحمة وحياتها الشخصية

بعيدًا عن الكاميرات، تعيش ريم أرحمة حياة يغلب عليها طابع الخصوصية الشديدة. نادرًا ما تتحدث عن تفاصيل حياتها العائلية أو علاقاتها الخاصة. يُعرف عنها أنها كانت متزوجة في السابق، إلا أن الزواج لم يستمر طويلًا، وقد ألمحت في بعض اللقاءات إلى أنها عانت من بعض الصعوبات خلال هذه العلاقة، مما أدى إلى الطلاق في نهاية المطاف. لكنها لم تكشف أي تفاصيل إضافية حول هوية الزوج أو سبب الانفصال.

أثارت جدلًا في فترة من الفترات عندما نشرت صورًا لها بفستان الزفاف، مما جعل البعض يعتقد أنها تزوجت مجددًا، لكنها أوضحت لاحقًا أن الصور كانت جزءًا من حملة ترويجية لمسلسل تلفزيوني، مما يدل على قدرتها على إثارة الجدل دون الخروج عن احترام الخصوصية.

ريم أرحمة وموقفها من القضايا الاجتماعية

تُعرف ريم أرحمة بنهجها المتوازن والهادئ تجاه القضايا الاجتماعية والدينية. فهي تبتعد تمامًا عن إثارة الجدل أو الخوض في مواضيع طائفية، وتُفضل التركيز على نشر الطاقة الإيجابية من خلال حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. وغالبًا ما تشارك جمهورها رسائل عن الحب والسلام والتسامح، وتُبدي دعمها لقضايا إنسانية ومجتمعية عامة.

كما أنها حرصت على تقديم التهاني في مختلف المناسبات الدينية لجميع أطياف المجتمع، مما يدل على انفتاحها وتقديرها للتنوع الديني والمذهبي في منطقة الخليج. هذا الأسلوب عزز مكانتها كفنانة لا تميل إلى الاستقطاب، بل تسعى لزرع المحبة بين متابعيها.

ريم أرحمة: سنية أم شيعية؟

مع تصاعد شهرتها وتوسع متابعيها في دول ذات غالبية سنية وأخرى شيعية، كثرت التساؤلات حول المذهب الديني الذي تنتمي إليه ريم أرحمة. غير أن الفنانة لم تُدلِ يومًا بأي تصريح مباشر يوضح موقفها المذهبي، وهو ما فتح المجال أمام تكهنات من كل جانب. البعض لاحظ أنها قدمت تهانيها في مناسبات تخص الطائفة الشيعية، مثل عاشوراء، ما جعلهم يظنون أنها تنتمي لهذا المذهب. في المقابل، هناك من يؤكد أنها تنتمي لعائلة سنية محافظة في البحرين.

في الواقع، يبدو أن ريم أرحمة تتعمد تجاهل هذا النوع من الأسئلة، ربما احترامًا للتنوع الحساس في منطقة الخليج أو حفاظًا على جمهورها الواسع من مختلف الطوائف. كما أن عدم إفصاحها عن مذهبها يعكس وعيًا فنيًا واجتماعيًا بضرورة الفصل بين الانتماء الديني والعمل الفني. الأهم بالنسبة لها أن تُحكم الناس على أدائها الفني وإنسانيتها، لا على خلفياتها الشخصية.

المواقف التي زادت من غموض انتمائها المذهبي

أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في تكثيف الجدل حول مذهب ريم أرحمة هو تعاملها الإيجابي والعلني مع المناسبات الشيعية دون تحفظ. كما أنها غالبًا ما تتلقى الدعم من جمهور عريض ينتمي إلى الطائفة الشيعية، خاصة في العراق والبحرين والكويت. لكن في المقابل، لم تُبدِ أي موقف رافض لمناسبات السنة، بل شاركت بتهانيها في مناسبات مثل المولد النبوي وعيد الفطر، مما يؤكد اتزانها في التعامل مع كل المكونات المجتمعية.

ويبدو أن هذا التوازن هو جزء من استراتيجيتها الإعلامية والفكرية، التي تقوم على احترام الجميع، وتجنب إثارة أي جدل ديني أو طائفي يمكن أن يُحدث انقسامًا بين جمهورها المتنوع.

ختامًا

ريم أرحمة ليست فقط فنانة موهوبة، بل شخصية ذكية تعرف كيف تدير حياتها العامة بلباقة. بينما يبحث البعض عن تصنيفات مذهبية، تختار ريم طريق الوحدة والتسامح، وهو ما جعلها محبوبة من جمهور متنوع ثقافيًا ومذهبيًا. عدم إفصاحها عن مذهبها لا ينقص من قيمتها، بل ربما يزيد من احترام الناس لها، كونها اختارت أن تكون صوتًا للتعايش والمحبة بدلاً من الانقسام. في النهاية، فإن ما يهم الجمهور حقًا هو أعمالها وإبداعها، لا معتقداتها الشخصية.