في عالم تتزايد فيه أهمية حرية التنقل وتقل فيه الحواجز بين الدول، يُعد جواز السفر من أبرز أدوات التمكين الشخصي والدبلوماسي لأي مواطن. وقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحقق قفزة نوعية في هذا المجال، حيث بات جوازها يحتل مراكز متقدمة عالميًا، مما يعكس مدى التقدير الدولي للسياسات الإماراتية المتزنة، والنمو الاقتصادي والدبلوماسي الذي تشهده الدولة. هذا التقدم ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة تخطيط مدروس وعمل دؤوب على كافة المستويات.
أقسام المقال
- ترتيب جواز سفر دولة الإمارات عالميًا
- الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة
- تأشيرة عند الوصول والتأشيرة الإلكترونية
- العوامل التي ساهمت في تعزيز قوة الجواز الإماراتي
- فوائد قوة الجواز للمواطنين الإماراتيين
- التوسع في الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف
- التحديات المستقبلية والحفاظ على المكتسبات
- جواز المستقبل والتوجه الرقمي
ترتيب جواز سفر دولة الإمارات عالميًا
حقق جواز سفر دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2025 ترتيبًا عالميًا متقدمًا ضمن أقوى جوازات السفر على مستوى العالم، حيث احتل المركز الثامن وفقًا لأحدث تصنيفات المؤشرات الدولية الخاصة بحرية التنقل. ويعني هذا الترتيب أن المواطنين الإماراتيين يستطيعون دخول 184 دولة حول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، أو عبر الحصول على تأشيرة إلكترونية أو عند الوصول. ويُعتبر هذا الإنجاز نتيجة واضحة لمساعي الدولة في تقوية علاقاتها الدولية وتعزيز صورتها كقوة إقليمية فاعلة ومستقرة.
الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة
يُتيح جواز السفر الإماراتي لحامليه فرصة دخول عدد هائل من الدول بدون تأشيرة، الأمر الذي يُوفر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة. تشمل هذه الدول معظم دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى وجهات آسيوية متقدمة مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، وأيضًا دولًا أفريقية مثل المغرب وسيشل وتونس. كما أن حاملي الجواز يمكنهم زيارة دول أمريكا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين وكولومبيا بدون تأشيرة. هذه الامتيازات تمنح المواطنين حرية استثنائية في التنقل الشخصي والمهني والسياحي.
تأشيرة عند الوصول والتأشيرة الإلكترونية
فضلًا عن الدخول المباشر، يستطيع حاملو جواز السفر الإماراتي الاستفادة من أنظمة التأشيرة عند الوصول أو التأشيرات الإلكترونية في عشرات الدول. من أبرز هذه الدول أستراليا، والولايات المتحدة (عبر نظام ESTA)، وتركيا، وسريلانكا، وأذربيجان. هذه الخيارات تمنح مرونة أكبر للمواطنين وتُسهل عليهم تنظيم رحلاتهم دون الحاجة للمرور بإجراءات معقدة أو انتظار طويل في السفارات. كما أن هذه التسهيلات تُعدّ انعكاسًا مباشرًا لثقة تلك الدول في المواطن الإماراتي وسجله الأمني والسلوكي.
العوامل التي ساهمت في تعزيز قوة الجواز الإماراتي
لا يمكن الحديث عن قوة جواز السفر الإماراتي دون التطرق إلى الجهود العميقة التي تقف خلف هذا الإنجاز. فقد تبنّت الدولة سياسة خارجية مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، مما عزّز من سمعتها بين الدول. كما أن انخراط الإمارات في برامج المساعدات الإنسانية، ومشاركتها في المبادرات العالمية للاستدامة ومكافحة الفقر، زاد من رصيدها الإيجابي عالميًا. أيضًا، فإن اقتصاد الدولة القوي، والمستوى المعيشي المرتفع، والبيئة الاستثمارية الجاذبة كلها عوامل لعبت دورًا محوريًا في تعزيز مصداقية الجواز الإماراتي.
فوائد قوة الجواز للمواطنين الإماراتيين
توفر قوة جواز السفر الإماراتي لحامليه مزايا هائلة تتعدى حدود السفر فقط، فهي تفتح أبوابًا جديدة أمامهم في التعليم، والعمل، والاستثمار، والسياحة، والرعاية الصحية. فمثلًا، يمكن للطلاب الإماراتيين الدراسة في مؤسسات تعليمية عالمية بسهولة، ويمكن لرجال الأعمال استكشاف أسواق جديدة بدون قيود. كما تُقلل هذه الحرية من التكاليف المرتبطة بالسفر وتُبسّط الإجراءات الإدارية. علاوة على ذلك، فإن وجود جواز قوي يُقلل من الضغوط النفسية أثناء السفر ويمنح حامله الشعور بالأمان والثقة أينما ذهب.
التوسع في الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف
عملت الإمارات بشكل استراتيجي على توقيع اتفاقيات ثنائية مع دول من مختلف القارات، بهدف تسهيل التنقل لمواطنيها. هذه الاتفاقيات تشمل الإعفاء المتبادل من التأشيرات، وتحديث أنظمة الدخول، وتعزيز التعاون القنصلي. كما شاركت الدولة في منظمات ومبادرات إقليمية ودولية ساهمت في تعزيز موقفها القانوني والدبلوماسي. هذا التوجه المستمر نحو الانفتاح والتعاون المشترك هو ما جعل الإمارات تحصد مكانة متقدمة على مؤشرات حرية السفر العالمية.
التحديات المستقبلية والحفاظ على المكتسبات
رغم ما حققه جواز السفر الإماراتي من قوة وانتشار، فإن الحفاظ على هذه المكاسب يتطلب اليقظة المستمرة ومتابعة التطورات الجيوسياسية حول العالم. التغيرات في السياسات الدولية، والصراعات الإقليمية، والتحولات الاقتصادية، كلها عوامل قد تؤثر على وضع أي جواز سفر في المستقبل. لذلك، تواصل دولة الإمارات العمل على تدعيم علاقاتها، وتُحرص على تقديم نموذج يُحتذى به في الاستقرار، والتنمية، والتعايش السلمي. كما تعمل الجهات المختصة على تحديث بيانات المسافرين وتقديم خدمات إلكترونية متطورة لتيسير الإجراءات.
جواز المستقبل والتوجه الرقمي
تسعى الإمارات لأن يكون جوازها من أكثر الجوازات تطورًا على المستوى التقني. فقد بدأت الدولة بتطبيق حلول رقمية لجوازات السفر، مثل البوابات الذكية في المطارات، وجواز السفر البيومتري الذي يحتوي على بيانات مشفرة لضمان الأمان وسرعة العبور. هذا التوجه الرقمي يُعدّ مكملًا طبيعيًا لقوة الجواز، ويُعزز من كفاءته في ظل عالم سريع التغير يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا في العمليات السيادية.